أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، أن السياسة التي تنتهجها دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تقوم داخليًا على ترسيخ جهود التنمية المستدامة، وتوفير جميع سبل العيش الكريم للمواطنين والمقيمين، وبذل كافة الجهود الممكنة خارجياً لتعزيز الأمن وتحقيق السلم الدوليين، وتقوية التعاون بين كافة الدول، وحل جميع الخلافات بالطرق السلمية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الاجتماع التنسيقي الثالث لمكافحة الإرهاب، وحوار السياسات البرلمانية بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب، اللذين يعقدان بالدوحة على مدى يومين، بتنظيم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته "مقره الدوحة"، بالتعاون مع مجلس الشورى، لبحث آلية التنسيق بين المنظمات والاتحادات البرلمانية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وقال سعادة رئيس مجلس الشورى، في كلمته اليوم: "إن هذا الاجتماع الذي تشارك فيه الاتحادات والمنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية التي يغطي نشاطها أغلب مناطق العالم، يعد اجتماعًا مهمًا نظرًا لزمان انعقاده وللبنود المدرجة على جدول أعماله، واعتباراً كذلك للأهداف المرجو تحقيقها من وراء التئام هذه النخبة من ممثلي المنظمات والاتحادات في الدوحة"، منوهًا برسائل الشكر التي بعث بها سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي أشاد فيها بالدعم الكبير الذي يقدمه سموه لجميع مبادرات الأمم المتحدة والجهود الدولية لتحقيق السلام الدولي، من خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة قطر لدعم التنمية الدولية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وإشاعة مبادئ التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب دون المساس بتاريخها وحضارتها وقيمها الثقافية ومعتقداتها الدينية.
وأشار سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، إلى أنه سيتم خلال هذين اليومين مراجعة وتقييم الأنشطة التي تم إنجازها خلال السنة الماضية، بالتعاون بين المنظمات والاتحادات البرلمانية ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، كما سيتم بحث الأنشطة والمبادرات التي سنعمل على إنجازها خلال هذا العام بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب البرنامج المعني بالمشاركة البرلمانية في مكافحة الإرهاب ومنعه "مقره الدوحة"، والذي يلقى كل الدعم من مجلس الشورى ومختلف المؤسسات في دولة قطر.
رئيس مجلس الشورى: المجتمعون سيقوموا بدراسة آلية التنسيق بين المنظمات والاتحادات البرلمانية
ولفت سعادته خلال الكلمة، إلى أنه سيقوم المجتمعون بدراسة آلية التنسيق بين المنظمات والاتحادات البرلمانية، وبحث سُبل دعمها للقيام بمهامها على أكمل وجه، ودراسة مختلف أوجه السياسات المرتبطة بمكافحة الإرهاب، وعلى وجه الخصوص كل ما يتعلق بالجوانب القانونية والتشريعية لأمن الحدود والتعاون العابر للحدود لمنع الإرهاب ومكافحته، ومحاربة التطرف وتجفيف منابع الإرهاب.
وقال سعادة رئيس مجلس الشورى: "إنه في الوقت الذي ينادي فيه العالم المتحضر إلى احترام الأديان ومقدساتها وحرية ممارسة الشعائر الدينية، نشهد بكل أسف تصاعداً في مظاهر التعصب والتمييز ضد الأديان، وتزايداً في الهجمات والتعديات على المقدسات والرموز الدينية تحت ذريعة حرية التعبير".
وشدد سعادته على أن التعديات على المقدسات الدينية للشعوب تعتبر تجاوزات مرفوضة، مبيناً أن "ما يدعو للاستغراب، أن السلطات الرسمية في بعض الدول باتت توفر الغطاء الشرعي والقانوني للتعرض للأديان، من خلال السماح لبعض الأفراد بالتعدي على المقدسات والرموز الدينية، بل وحمايتهم عند قيامهم بهذه السلوكيات المشينة".
وأشار سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، خلال كلمته، إلى "ما تعرض له ديننا الإسلامي ومقدساتنا من تجاوزات وتعديات، تمثلت في قيام بعض مواطني عدد من الدول الأوروبية التي تفتخر بتبنيها التعددية وتدعي احترام حقوق الإنسان والمساوة بينهم، بتدنيس للقرآن الكريم، الكتاب المقدس لدى ملياري مسلم"، مؤكداً أن هذه الجريمة هي أحد الأشكال التي تولّد الإرهاب وتغذيه، ولا بد من مناقشة هذه السلوكيات المشينة في هذا المؤتمر لمنع تكرار حدوثها، باعتبارها تُؤجّج العنصرية المرفوضة، وتُسهم في تعميق الفجوة بين الشعوب والثقافات، وتُعزز خطاب الكراهية، داعياً إلى ضرورة أن يتبنى هذا الاجتماع مناقشة منع ازدراء الأديان، وتجريم الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية، وتضمينها في تشريعات ولوائح المنظمات البرلمانية الدولية، ليكون نهجاً للتصدي لتلك الأفعال المشينة.
أدعو المجتمعين التعرف على دولة قطر وثقافة أهلها والاطلاع على إنجازاتها المختلفة
كما دعا سعادته المجتمعين، إلى التعرف على دولة قطر وثقافة أهلها، والاطلاع على إنجازاتها المختلفة، إلى جانب زيارة بعض المنشآت الرياضية التي استضافت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 مؤخرا، والتي شهد لها الجميع بنجاحها التنظيمي اللافت، مؤكداً أن دولة قطر وشعبها قد سخروا كل الإمكانات لاستقبال شعوب العالم واستضافة هذه البطولة، وهو ما أسهم في نجاح تنظيمي كبير لها، على الرغم من كل محاولات التشويه والتشكيك والحملات الممنهجة والمغرضة والهجمات الشنيعة والافتراءات، التي انطلقت من بعض الدول الأوروبية والغربية، والتي بُنيت على ادعاءات باطلة وبيانات مضللة، تم تفنيدها مراراً ليس من قطر فحسب، وإنما من جهات ومنظمات دولية ومستقلة كثيرة، إلا أن أبناء قطر ربحوا التحدي، وقدموا للعالم الصورة الحقيقية لبلدهم وتاريخه العريق، وحضارته الأصيلة وثقافته المتميزة.
جدير بالذكر، أن هذا الاجتماع الذي يشارك فيه ممثلون عن الجمعيات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، يسعى إلى مراجعة الأنشطة والمبادرات ذات الصلة التي نفذتها وأطلقتها المجالس البرلمانية، بما في ذلك التعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن مناقشة المجالات ذات الأولوية والتركيز الجغرافي للمبادرات المستقبلية المحتملة للجمعيات البرلمانية، بشأن القضايا ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.