دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.58ريال
يورو 3.8ريال

تركيا وسوريا.. ماهي العوامل التي جعلت الزلزال مدمرًا إلى هذا الحد؟

07/02/2023 الساعة 08:18 (بتوقيت الدوحة)
زلزال تركيا وسوريا دمر الكثير من المباني
زلزال تركيا وسوريا دمر الكثير من المباني
ع
ع
وضع القراءة

أحدث الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وسوريا فجر أمس الاثنين دمارًا هائلًا، وقتل في حصيلة غير نهائية ما لا يقل عن 3500 شخص، فما الذي جعل هذا الزلزال العنيف مدمرا إلى هذا الحد؟. 

هناك مجموعة من العوامل ساعدت على خطورة هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات أعقبه بعد ساعات زلزال آخر بلغت قوته 7.5 درجات تتمثل في توقيته وموقعه وخط الصدع الهادئ نسبيًّا منذ قرنين ومبان مشيَّدة بشكل سيئ.

شدة الزلزال

وتعود هذه الحصيلة المرتفعة في المقام الأول إلى شدة الزلزال غير المسبوق في تركيا منذ زلزال عام 1939 الذي ضرب منطقة مكتظة بالسكان.

ووقع الزلزال عند الساعة 01:17 بتوقيت غرينتش ووجد النائمون أنفسهم "عالقين عندما انهارت منازلهم"، بحسب روجيه موسون، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

الأبنية السكنية 

كما أن بنية المساكن "لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة"، حسب ما أوضح هذا الباحث الذي ألف كتابًا حول الهزات الأرضية. ويمكن تفسير ذلك بأن الصدع الزلزالي، حيث هذه المساكن، كان هادئًا نسبيًّا في الماضي.

وتقع تركيا على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم، حيث تسبب زلزال في إزميت على بُعد حوالي 100 كيلومتر جنوب شرق إسطنبول في مقتل 17 ألف شخص في عام 1999.

ووقع زلزال أمس الاثنين على الطرف الآخر أيضا من البلاد، قرب الحدود السورية، على امتداد خط الصدع الشرقي للأناضول.

لم يشهد هذا الخط أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين، مما حدا بالسكان إلى "الاستخفاف بخطورته"، بحسب موسون.

وتشير هذه المدة أيضًا إلى "أن كمية كبيرة نسبيًّا من الطاقة تراكمت" على طول الصدع. وما يؤكد ذلك، بحسب الباحث، حدوث هزة ارتدادية عنيفة بعد الزلزال الرئيسي.

تكرار لما حدث عام 1822

زلزال أمس هو "تقريبا تكرار" للزلزال الذي ضرب المنطقة في 13 أغسطس/آب 1822 والذي قُدرت قوته بنحو 7.4 درجات.

وأوضح موسون أنه تسبب حينها في "دمار هائل وتهدمت مدن بأكملها وقضى جراءه عشرات الآلاف".

ضرب الزلزال على عمق نحو 17.9 كيلومترًا بالقرب من مدينة غازي عنتاب البالغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة. ووقع نتيجة تحرك الصفيحة التكتونية العربية التي "تتقدم نحو تركيا" باتجاه الشمال، على ما أوضح عالم الزلازل.

وأضاف أنه عندما تنشط الحركة، تتقدم اللوحة فجأة و"ينتج من هذه الحركة زلزال كبير، مثل الزلزال الذي شهدناه اليوم".

ويتعلق مدى الدمار أيضا بطول الصدع الأرضي على امتداد خط الصدع الزلزالي (100 كيلومتر بالنسبة لزلزال الاثنين)، بحسب العالم، مشيرا إلى أن "هذا يعني أن أي نقطة قريبة من الـ100 كيلومتر هذه، هي فعليًّا في مركز الزلزال".

البنية التحتية 

أوردت كارمن سولانا، عالمة البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية، أن تشييد المباني يشكل عاملاً رئيسيًّا عند حدوث الزلزال.

وأوضحت أن "مقاومة البنية التحتية ويا للأسف متفاوتة في جنوب تركيا وخصوصا في سوريا. لذلك، فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن على سرعة الإغاثة".

وأدى زلزال عام 1999 في تركيا إلى إصدار تشريع في عام 2004 يلزم جميع المباني الجديدة بالامتثال لمعايير مقاومة الزلازل.

ومن المتوقع أن يدفع حجم الدمار السلطات التركية إلى التحقق من مدى احترام القانون، بحسب جوانا فور ووكر، من معهد الحد من المخاطر والكوارث في كلية لندن الجامعية.

طريقة انهيار المباني

كما أشار عالم البراكين بيل ماكغواير، من الجامعة البريطانية أيضًا، إلى أن العديد من المباني "انهارت على شكل طبقات"، موضحًا أن "ذلك يحدث عندما لا تكون الجدران والأرضيات متصلة بشكل كافٍ، فينهار كل طابق عموديا على الطابق السفلي"، الأمر الذي يترك للسكان فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة.

وأضاف "أن يكون أحد المباني منتصبا دون أضرار جسيمة إلى جانب مبنى منهار بالكامل ليس أمرًا نادرًا، بسبب البناء غير الموثوق به أو مواد البناء السيئة".

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo