دعت دولة قطر جميع الدول -لا سيما التي تملك قدرات كبيرة في ميدان الفضاء- إلى إعادة تأكيد التزاماتها وتنفيذ أنشـطتها الفضائية وفقا للقانون الدولي والقواعد والأنظمة الدولية لضمان استخدام الفضاء بطريقة مستدامة وفي الأغراض السلمية حصرا.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه السيد جمال بن عبد الرحمن الجابر، القائم بالأعمال بالإنابة بالبعثة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، أمام الدورة الستين للجنة الفرعية العلمية والتقنية التابعة للجنة الأمم المتحدة المعنية باسـتخدام الفضـاء الخارجي في الأغراض السـلمية، المنعقدة في فيينا حاليا.
أجواء دولية متوترة
وأكدت دولة قطر في بيانها أن الأجواء الدولية المتوترة حاليا وتصاعد وتيرة سباق التسلح تزيد من قلق المجتمع الدولي بشأن احتمالات انتقال سباق التسلح إلى الفضاء الخارجي، خاصة في ضوء تزايد عدد الدول المرتادة للفضاء الخارجي.
وتناول البيان رؤية دولة قطر الوطنية 2030، وأشار في هذا الصدد إلى اهتمام الدولة بتوسيع وتسخير تكنولوجيا الفضاء لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وإعداد كوادر وطنية متخصصة في العلوم والتقنيات الفضائية وإدماج علوم وتقنيات الفضاء في برامجها وخططها الفضائية الوطنية.
وأوضح البيان بأن جامعة قطر أطلقت في سبتمبر 2022 مسابقة "تحدي الفضاء العالمي للاستدامة"، والتي تعد تجربة فريدة على مستوى العالم بالتعاون مع شركاء عالميين وبدعم من وزارة البيئة والتغير المناخي، بغية تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وذلك من خلال تطويع التكنولوجيا الرائدة واستكشاف الفضاء كقوة دافعة في الجهود المبذولة عالميا لمواجهة التحديات التي تواجه استدامة الحياة على الكرة الأرضية.
مختبر لعلوم الفضاء
وأشار البيان إلى أن كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر بصدد تأسيس مختبر لابتكارات علوم الفضاء ليكون بمثابة نواة لإنشاء دعائم اقتصاد الفضاء.
وتابع البيان: إضافة إلى الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي في مجال الاتصالات، فإن دولة قطر وقعت مشروع تعاون مشترك مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لتصميم وإطلاق قمر صناعي علمي متخصص بدراسات المناخ وآثار التغير المناخي وتحديد الموارد المائية الجوفية وخواصها على عمق 50 متراً من سطح الأرض، وقياس أثر ارتفاع منسوب البحار على المناطق الصحراوية والجافة، التي تشمل شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. ومهمات أخرى كثيرة تتعلق بالتصدي لتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. ومن المتوقع إطلاق هذا القمر الصناعي عام 2025.
وأكدت دولة قطر في بيانها على الدور المحوري الذي يضطلع به مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي في استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه السلمي لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والبيئية وخاصة لصالح الدول النامية.