أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن انطلاق أولى رحلات الجسر الجوي أمس الإثنين الذي خصصته دولة قطر لدعم تركيا لمواجهة كارثة الزلزال تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يعكس استعداد دولة قطر ووقوفها وتضامنها مع الجمهورية التركية الشقيقة.
وأكد الدكتور الأنصاري، في جلسة الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي نظمتها وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، دعم دولة قطر ووقوفها إلى جانب الجمهورية التركية، لافتا إلى أن الجسر الجوي تضمن فريقا شمل أكثر من 120 شخصًا من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، مجهزًا بآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ، باشر عمله في الميدان، بالإضافة إلى ثلاثة مستشفيات ميدانية ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات طبية ومواد غذائية، فضلا عن شحن 12 سيارة على متن أربع طائرات، علاوة على تقديم دولة قطر 10 آلاف منزل متنقل؛ للمساهمة في تخفيف معاناة ضحايا الزلزال، سيتم نقلها تدريجيا إلى المناطق المتضررة في أقرب وقت، إلى جانب مساعدات إضافية مختلفة من المجتمع المدني القطري، على رأسها الهلال الأحمر القطري و"قطر الخيرية"، التي باشرت العمل فورا من خلال مكاتبها القائمة في تركيا.
د.ماجد الأنصاري: الموقف القطري فيما يتعلق بدعم تركيا الشقيقة والمناطق المتضررة في الشمال السوري يعد تعبيرًا عن التضامن الداعم في مثل هذه الأحداث
ولفت إلى ما يتمتع به الفريق القطري من خبرة عالية جدًا في هذا المجال، حيث قام في السابق بالكثير من هذه المهمات في دول مختلفة، مشيرًا إلى أن الموقف القطري فيما يتعلق بدعم تركيا الشقيقة والمناطق المتضررة في الشمال السوري يعد تعبيرا عن التضامن الداعم في مثل هذه الأحداث، داعيا جميع الدول والمؤسسات والجمعيات أن يكون لها دور بارز في مثل هذه المواقف.
ونوه إلى أن الدور القطري برز منذ اللحظة الأولى لوقوع كارثة الزلزال من خلال الاتصالات مع المسؤولين الأتراك، وتقديم تعازي دولة قطر للأشقاء والتعبير عن استعدادها للوقوف إلى جوارها في هذا المصاب، مؤكدا استمرار الدور القطري خلال الفترة القادمة بالتنسيق مع الجانب التركي بما يتناسب مع الأولويات، باعتبار أن معظم المناطق المتضررة داخل تركيا أو في المناطق الشمالية، وبالتالي تركيا هي من يقود جهود الإغاثة.
وفيما يتعلق بالمواطنين القطريين في تركيا، لفت الأنصاري إلى جاهزية السفارة القطرية في أنقرة والقنصلية في إسطنبول إلى تقديم أي دعم يحتاجه المواطن من قبل الفرق الرسمية بما يضمن سلامتهم، مؤكدا على أنه لم يرد إلى السفارة أي بلاغ عن وقوع أضرار للمواطنين.
زيارة وزير الخارجية إلى واشنطن تتضمن لقاءت مع عدد من المسؤولين الأمريكيين
وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، كشف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن زيارة مرتقبة لسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية غدًا الأربعاء، مؤكدًا أن الزيارة تتضمن لقاءت مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، على رأسهم أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، وجاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمريكيين، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات المتجددة بين الطرفين تدل على عمق الشراكة والعلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك قبل انعقاد بقية جلسات الحوار الاستراتيجي القطري – الأمريكي في الدوحة نهاية الشهر الجاري.
يشار إلى أن الجلسة الإقليمية للدورة الخامسة من الحوار الاستراتيجي القطري – الأمريكي، عقدت في مطلع الشهر الجاري بالدوحة، حيث ترأس الجانب القطري خلال الجلسة سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية، فيما ترأس الجانب الأمريكي، سعادة السيدة فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، واستعرضت الجلسة العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة آخر المستجدات الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الملف النووي الإيراني، وقضايا الأمن والطاقة، وآخر التطورات في ليبيا، وأفغانستان، ولبنان، وسوريا، والأزمة الروسية الأوكرانية.
وعلى صعيد آخر، أشار الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إلى أن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سيلقي كلمة مسجلة في فعاليات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، حول برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموا كمسرع لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، لافتًا إلى أن هذا الحدث يأتي في إطار الإعداد وتهيئة الطريق أمام مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نموًا، الذي من المقرر أن يعقد في الدوحة في 5 مارس المقبل، والذي يستكمل برنامج عمل الدوحة، مشيرا إلى أن سعادته سيتحدث عن الجهود التي تبذلها دولة قطر كشريك استراتيجي فاعل للاستجابة للتحديات والاحتياجات، لا سيما في المجتمعات الأكثر هشاشة، فضلا عن التأكيد على دور قطر وإسهامها في العديد من المبادرات التي أحدثت أثرا إيجابيا في حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
كما نوه إلى إجراء سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اتصالًا هاتفيًا، مع سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بمناسبة توليه مهام منصبه، كما تبادل معه وجهات النظر حول مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة.
بدوره، استعرض إبراهيم سلطان الهاشمي مدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الخارجية، لقاءات المسؤولين بالوزارة مع السفراء والدبلوماسيين، مشيرًا إلى تسلم سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، نسخة من أوراق اعتماد سعادة السيد محمد نظر الإسلام سفير جمهورية بنغلاديش الشعبية، وسعادة السيدة ليليبيث فيلاسكو بونو سفيرة جمهورية الفلبين لدى الدولة، كما ودع السيد مبارك بوبكر حسن سفير جمهورية النيجر لدى الدولة، وذلك بمناسبة انتهاء فترة عمله.
وعلى الصعيد ذاته، نوه الهاشمي إلى اجتماع سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر مساعد وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، مع سعادة السيد محمد مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، وتمت مناقشة سبل التعاون بين البلدين ودعمها وتطويرها، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما اجتمعت مع سعادة السيدة رينا أميري المبعوث الأمريكي الخاص لحقوق النساء والفتيات وحقوق الإنسان في أفغانستان، وسعادة السيدة كارين ديكر القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة في أفغانستان، جرى خلال الاجتماع مناقشة آخر المستجدات في أفغانستان، ونتائج مؤتمر المرأة الأفغانية الذي نظمته دولة قطر بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا في ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى سبل دعم الشعب الأفغاني، لا سيما حقه في التعليم.
المستجدات في القرن الإفريقي
وذكر أن سعادة السيدة لولوة بنت راشد استعرضت، مع سعادة السيدة سارة مونتغمري المبعوثة البريطانية الخاصة للقرن الإفريقي والبحر الأحمر، خلال زيارتها للبلاد، علاقات التعاون الثنائي، وآخر المستجدات في القرن الإفريقي، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التنمية والدعم الإنساني في دول القرن الإفريقي.
كما لفت إلى انعقاد الاجتماع الأول للجنة التشاور السياسية بين وزارتي خارجية دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقة مؤخرا، حيث تمت مناقشة آخر المستجدات على الساحتين العربية والدولية، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما القضية الفلسطينية.
وفيما يخص التطورات الأفغانية، لفت مدير إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الخارجية إلى زيارة سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، إلى أفغانستان واجتماعه مع عدد من المسؤولين في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، وذلك خلال الزيارة التي قام بها سعادته إلى أفغانستان، مشيرا إلى أن الاجتماعات ناقشت أهم التطورات على الساحة الأفغانية، لا سيما في مجالات السياسة، والاقتصاد، والتنمية، والتعليم، لافتا إلى موقف دولة قطر الداعم لحصول الشعب الأفغاني الشقيق بكافة أطيافه على جميع حقوقه، وفي مقدمتها الحق في التعليم، خاصة للفتيات، واحترام حق النساء في العمل، مؤكدا استمرار مساعي دولة قطر لدعم وتسهيل جهود التوصل إلى توافق سياسي شامل يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان.