قالت صحيفة The Times البريطانية إن القطاع الطبي يشهد ثورة تتصاعد وتيرتها، تتعلق بازدياد اعتماد المستشفيات على تكنولوجيا الجراحة من خلال الروبوتات، في أثناء إجراءات الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا.
الصحيفة نقلت عن جراحين قولهم إن القطاع الطبي تغيَّر موقفه من الجراحة الروبوتية "بين عشية وضحاها"، مشيرين إلى أن عدداً من المستشفيات اتجهت إلى شراء أولى أجهزة الجراحة الروبوتية لديها، فيما اتجهت غيرها إلى توسيع نطاق اعتمادها عليها لتسريع الإجراءات الطبية.
كانت هيئة الخدمات الصحية الاسكتلندية قد أعلنت عن شراء 10 روبوتات جراحية، في الوقت الذي تزايد فيه اعتماد مستشفيات بلندن وليفربول ومدن أخرى عليها.
بن شالاكومب، رئيس قسم الجراحة الروبوتية في مؤسسة "غاي وسانت توماس" المسؤولة عن إدارة عدة مستشفيات بريطانية، قال إن استخدام التكنولوجيا أتاح للمرضى التعافي بسرعة أكبر بكثير مما لو كانوا انتظروا الجراحة المفتوحة التقليدية.
أضاف شالاكومب أنه "من المفيد للجميع أن نكون قادرين على استخدام الأسرّة المتوفرة لدينا بأكبر قدر ممكن من الكفاءة. فعملية الجراحة المفتوحة للكلى، على سبيل المثال، تحتاج تقريباً من 4 إلى 7 أيام للتعافي، لكن آلياً نحن نتحدث عن الخروج من المستشفى في اليوم التالي للعملية أو الذي بعده، وهكذا يتاح سرير شاغر يستخدمه ثلاثة مرضى في الأسبوع".
إشادة باستخدام الروبوتات
يصف الخبراء قرار المستشفيات بتبني الجراحة الآلية على نطاق واسع بأنه إحدى النقاط المضيئة في ظل التحدي غير المسبوق الذي تمر به هيئة خدمات الصحة البريطانية في مواجهة كورونا.
على النحو ذاته، يقول البروفيسور ستيفن بويس، إن متوسط فترات الانتظار للعلاجات غير العاجلة قد انخفض إلى النصف تقريباً منذ يوليو/تموز من العام الماضي.
من جانبه، قال الدكتور تشالاكومب، الذي استخدم في عام 2018 روبوتاً لإجراء عملية لإزالة سرطان البروستاتا لدى المذيع ستيفن فراي، إن مستشفاه زاد عدد الروبوتات الجراحية لديه من ثلاثة إلى خمسة خلال العام الماضي.
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن الأمر لا يُعد محض ظاهرة بريطانية، فوفقاً لشركة تصنيع الروبوتات الجراحية Intuitive، قفز عدد التدخلات الطبية التي تقوم بها أجهزتها في جميع أنحاء العام بنسبة 68% بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2020 والفترة نفسها من هذا العام.
يُشار إلى أن الجراحة الروبوتية ليست جديدة، حيث أجرى الجراح الشهير آرا دارزي أول عملية جراحية باستخدام الروبوتات في بريطانيا عام 2001.
منذ ذلك الحين، توسع استخدام الروبوتات الجراحية لتُهيمن على جراحات البروستاتا والمثانة والكلى، ومع ذلك، كانت قلة من التخصصات الأخرى هي التي تبنت هذه التكنولوجيا على نحو أكبر.