أجمع محللون ومسؤولون أتراك على أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى تركيا مؤشر على عمق العلاقات بين البلدين، مبرزين حجم تضامن الشعب القطري مع شقيقه التركي في كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوع، وأسفر عن آلاف الضحايا.
وكان سمو الأمير المفدى قد وصل أمس إلى إسطنبول في زيارة عمل إلى الجمهورية التركية الشقيقة، بحث خلالها مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، العلاقات الإستراتيجية القائمة بين البلدين الشقيقين، وجدد سمو الأمير المفدى صادق تعازيه لفخامة الرئيس التركي في ضحايا الزلزال الذي تعرضت له تركيا مؤخرا، معربا عن تضامن دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب التركي الشقيق، ومواصلة تقديمها كامل أوجه الدعم لتجاوز تداعيات هذه الأزمة.
زيارة تحمل الكثر من المعاني
وثمن السيد حسن إينجي مستشار العلاقات التركية الخليجية في جمعية الإغاثة الإنسانية التركية، زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى تركيا التي تعد الزيارة الأكبر للبلاد منذ وقوع كارثة الزلزال، مشددا على أن زيارة سموه في هذا التوقيت تحمل الكثير من المعاني والدلالات.
وأكد مستشار العلاقات التركية الخليجية في جمعية الإغاثة الإنسانية التركية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الشعب التركي لن ينسى الوقفة القطرية وما قامت به الجمعيات والمؤسسات القطرية من تحرك سريع لتوصيل المساعدات الإغاثية للشعب التركي جراء الزلزال الذي خلف آلاف الضحايا والمصابين والمشردين.
وأشاد إينجي بدور دولة قطر في تقديم المساعدة العاجلة لمتضرري الزلزال، والوقوف إلى جانب تركيا جراء الزلزال المدمر، مضيفا أن مؤسسة قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري قاما بجهود جبارة لتقديم العون للمتضررين، وكانا في مقدمة المؤسسات التي استجابت لنداء المساعدة للتخفيف من معاناة المواطنين في المناطق المنكوبة.
تضامن بين البلدين
ومن جانبه، قال السيد رسول طوسون الباحث والبرلماني التركي السابق، خلال مداخلة مع تغطية تلفزيون TRT عربي، إن زيارة سمو الأمير إلى تركيا في هذا التوقيت تحمل الكثير من معاني التضامن بين البلدين.
وأضاف، أن العلاقات الدبلوماسية في مثل هذه الأوقات الصعبة تهون من هول المصائب، ولطالما كانت تركيا في طليعة الدول التي تسارع إلى تقديم المساعدات لمختلف الدول المنكوبة في العالم.
أما السيد برهان كور أوغلو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن خلدون التركية فقد وجه الشكر إلى دولة قطر على دعمها لتركيا في هذه الكارثة "التي جعلتنا بحاجة إلى دعم دولي، لكن ما ينبغي أن يقال هنا هو أن قطر تتميز عن بقية الدول بدعمها القوي لتركيا، فقد أعلنت منذ اليوم الأول لوقوع الكارثة أنها سترسل 10 آلاف بيت جاهز لإيواء المتضررين من الزلزال، وبالفعل بدأ شحن هذه البيوت الجاهزة في السفن لإيصالها إلى تركيا".
لحظات عصيبة
وأضاف أوغلو: "رأينا زيارات قام بها مسؤولون من مختلف الدول وبعضها كان على مستوى وزراء الخارجية، أما زيارة سمو الأمير المفدى فهي زيارة على أعلى المستويات ومؤشر على مدى تضامن قطر معنا في هذه اللحظات العصيبة، وفي كل الأحوال فإن هذا النوع من الزيارات يجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا وأننا جزء من هذا العالم وأن مشاكل العالم مرتبطة ببعضها البعض، بما فيها المشاكل البيئية والكوارث الطبيعية".
وعلى سياق متصل، ذكر تقرير لتلفزيون TRT World التركي أن "سمو الأمير يعد أول زعيم دولة يزور تركيا منذ الزلزال المدمر الذي أثر على ملايين الأشخاص في الأجزاء الجنوبية من تركيا".
حجم المساعدات
وثمن التقرير حجم المساعدات التي قدمتها دولة قطر وتبرعاتها المالية والعينية لتركيا وسوريا منذ حدوث الزلزال، "فعلى سبيل المثال، أعلنت دولة قطر عن تقديم 10 آلاف وحدة سكنية متنقلة، وهو تبرع على قدر كبير من الأهمية بالنظر إلى أعداد الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بفعل الزلزال، وأصبحوا دون مأوى في هذا الطقس القاسي، وهذا ما يعطي لهذا التبرع القطري أهميته".
وأشار التقرير إلى أن سمو الأمير قدم شخصيا تبرعا ماليا سخيا لحملة لجمع التبرعات داخل قطر، كذلك قامت مؤسسة قطر الخيرية بإرسال قافلة مساعدات لتركيا.