استعرضت اللجنة العليا للمشاريع والإرث إنجازات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 على صعيد الاستدامة والمحافظة على البيئة، ودعت إلى مواصلة العمل للبناء على النجاح الاستثنائي الذي حققته قطر خلال استضافتها لأفضل نسخة في تاريخ كأس العالم.
وألقت المهندسة بدور المير، المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة في اللجنة العليا، الضوء على الجهود التي شهدتها النسخة الأكثر تقارباً في المسافات في تاريخ المونديال، في سبيل الحد من أثر عمليات البطولة على البيئة، وتقليل النفايات البلاستيكية، كما تناولت المبادرات والمشاريع الرامية لحماية البيئة طوال سنوات الإعداد لاستضافة الحدث العالمي في قطر.
نجحنا في تقديم مفهوم جديد لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى
وأضافت المير خلال مشاركتها في فعاليات الكونجرس العالمي الثاني للهندسة والتكنولوجيا بجامعة قطر: "نجحنا في تقديم مفهوم جديد لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، مع الالتزام بمراعاة جوانب الاستدامة والبيئة خلال تنظيم البطولة. وينبغي علينا الآن مواصلة العمل والتعاون مع كافة المعنيين للاستفادة من التقدم الهائل الذي أحرزناه على طريق الإعداد للبطولة، لتبقى الاستدامة على قائمة أولوياتنا خلال السنوات المقبلة".
وشهدت استضافة كأس العالم في قطر 70 مشروعاً مرتبطاً بالاستدامة، بما في ذلك ممارسات البناء الخضراء، المعتمدة من قبل المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس"، في التصميم والبناء والعمليات التشغيلية، في جميع استادات المونديال. كما نجحت فرق العمل في تدوير ما يزيد عن 80% من النفايات الناتجة عن استضافة البطولة، وإرسال المخلفات المتبقية إلى محطة لتحويل المخلفات إلى طاقة.
وجاءت معالجة النفايات البلاستيكية على رأس قائمة الأولويات في برنامج "موجة وحدة"، الذي أطلقته اللجنة العليا العام الماضي، ضمن مشاريعها لإرث المونديال. وبفضل تلك الجهود جرى استخدام عبوات بلاستكية مصنعة من مواد معاد تدويرها بنسبة 100% في منافذ البيع في مواقع البطولة.
من الضروري أن نحافظ على الزخم البيئي الذي تحقق باستضافة كأس العالم
ودعت المهندسة بدور المير الجميع للاهتمام بقضايا الاستدامة في المستقبل، وقالت: "من الضروري جداً أن نحافظ على الزخم البيئي الذي تحقق باستضافة كأس العالم، وينبغي علينا مواصلة التقدم حتى نتمكن من تحقيق ما فيه مصلحة الأجيال القادمة، ولا شك أن هذا الأمر يزداد إلحاحاً في ظل أزمة المناخ التي يواجهها العالم".
وتابعت المير: "تقع مسؤولية تحقيق ذلك على عاتق جميع أفراد المجتمع، فكل منا لديه القدرة على إحداث التغيير، وهذا ما يجعل الأحداث الكبرى مثل كأس العالم بالغة الأهمية في ترك أثر إيجابي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع".
واختتمت المير مشاركتها في المؤتمر بالإشارة إلى أن اللجنة العليا والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيقومان بنشر تقرير حول الاستدامة في كأس العالم قطر 2022 في غضون الأشهر المقبلة، وقالت: "سيتضمن التقرير قدراً هائلاً من البيانات التي سيتولى مراجعتها طرف ثالث مستقل. وسيتناول التقرير سبل تحقيق نتائج إيجابية من خلال تلبية معايير الاستدامة على نطاق واسع في رحلة التحضير لاستضافة البطولة وخلال منافساتها، والتوصيات التي تضمن مواصلة الالتزام بمراعاة جوانب الاستدامة في المستقبل".