عقد مجلس الشورى، اليوم الإثنين، جلسته الأسبوعية العادية، في "قاعة تميم بن حمد"، برئاسة سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس.
وفي بداية الجلسة، أعرب المجلس عن خالص تعازيه ومواساته للشعبين السوري والتركي الشقيقين، في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة مناطق في البلدين، معبرًا عن تضامنه معهما في هذه الظروف العصيبة، سائلاً المولى عز وجل أن يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
بعد ذلك، استعرض المجلس خلال الجلسة، تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلام بشأن "تعزيز القيم والهوية الوطنية في المجتمع"، وبعد مناقشات مستفيضة لما خلص إليه التقرير، قرر المجلس تقديم اقتراح برغبة للحكومة الموقرة حول الموضوع المشار إليه.
وفي تعليقه على التقرير، أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، على الدور المهم للقيم الدينية والتنشئة الأسرية والبيئة التعليمية في تعزيز القيم السليمة للمجتمع.
وأضاف سعادته "يمثل المسجد المدرسة الأولى في تعزيز قيم النشء وصيانتها من أسباب الفساد والتغريب، وتعزيز القيم الدينية للمجتمع ككل، في حين تضطلع المجالس إلى جانب الاقتداء بالنماذج المجتمعية البارزة بدور مهم ومحوري في صقل الشخصية وترجمة القيم الدينية الراقية التي يحملها الفرد لتنعكس على سلوكه وهيئته وتصرفاته".
وضمن مداخلاتهم أثناء مناقشة التقرير، ركّز أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، على عدد من المحاور والإجراءات والتدابير التي ستسهم في تعزيز القيم والهوية الوطنية.
وأكدوا على ضرورة إصدار وثيقة وطنية للقيم والهوية الوطنية على مستوى الدولة، تكون مرجعًا شاملاً لجميع الجهات الرسمية وغير الرسمية التي لها دور وتأثير على القيم والهوية الوطنية.
وأشاروا إلى أهمية أن تكون هناك استراتيجية بعيدة المدى لتعزيز القيم والهوية الوطنية بمختلف أبعادها، وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030، وضرورة إدراج القيم والهوية الوطنية كمادة في الجامعات الوطنية.
وشدد أعضاء المجلس، على أن ترسيخ القيم والهوية الوطنية من شأنه بناء مجتمع قوي مسلّح بالقيم الدينية والأخلاقية.. مؤكدين في هذا السياق على ضرورة تكاتف جهود جميع الأطراف لتحقيق ذلك الهدف.
وتطرق أصحاب السعادة أعضاء المجلس، إلى أهمية دور الأسرة والمدرسة في تعزيز قيم المجتمع، لافتين إلى محورية التنشئة الإسلامية السليمة ومبادئ ديننا الراسخة في تكوين الشخصية المتمسكة بهويتها وسمتها، وحذروا من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي التي اخترقت كل الحواجز، وباتت خطرا يهدد كيان الأسر ويؤثر على جيل النشء.
كما نبهوا في الوقت ذاته إلى أهمية وجود رقابة ومتابعة سواء على مستوى الأسرة، أو من خلال القوانين والتشريعات التي يجب أن تتصدى لمثل تلك الظواهر.
عقب ذلك، استعرض المجلس مشروع قانون بتنظيم موانئ الصيد البحري، والمحال إليه من الحكومة الموقرة، وقرر إحالته إلى لجنة الخدمات والمرافق العامة لدراسته ورفع تقريرها بشأنه إليه.
كما استعرض أصحاب السعادة الأعضاء، تقرير مشاركة المجلس في الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط في يوليو من العام الماضي، تحت عنوان "السيادة والأمن الغذائي، بين تحديات الظرفية العالمية ورهانات الأمن الاستراتيجي".
الأمن الغذائي
وتضمن التقرير عرضًا لأهم محاور الندوة ومن بينها التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، والجهود التي يجب أن تُبذل للتصدي لأزمة الغذاء، ودور البرلمانات في توفير بنية تشريعية متطورة لمعالجة تلك المشكلة.
من جهة أخرى، وافق المجلس على طلبات تمديد أعمال عدد من لجانه منها طلب تمديد أعمال لجنة الشؤون الداخلية والخارجية لدراسة الموضوع المتعلق بقرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان في دولة قطر في إطار استضافة بطولة كأس العالم.
كما وافق على طلب تمديد لأعمال لجنة الشؤون القانونية والتشريعية لدراسة مشروع قانون بإصدار قانون السلطة القضائية، ومشروع قانون بإصدار قانون النيابة العامة، وطلب تمديد لأعمال لجنة الشؤون القانونية والتشريعية لدراسة مشروع قانون بشأن تنظيم التسجيل العقاري.
وفي ختام الجلسة، أطلع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، المجلس، على نتائج مشاركته في أعمال المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي عقد يوم السبت الماضي في القاهرة.
وأشار سعادة رئيس مجلس الشورى، إلى ما تضمنته كلمته خلال المؤتمر من بيان حول جهود دولة قطر في مجال الأمن الغذائي، وسعيها الحثيث لدعم الجهود الدولية لتعزيز التنمية المستدامة وتأمين الغذاء في البلدان الأقل نمواً، وتأكيده على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في هذا الميدان.
وفي سياق متصل، أشار سعادته إلى الوثيقة التي أقرها المؤتمر وحملت عنوان "رؤية برلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي"، والتي سترفع إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية خلال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، والتي ستعقد خلال العام الجاري في موريتانيا.
فيلم تسجيلي
كما أشار إلى أن المؤتمر شهد عرض فيلم تسجيلي حول استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مبرزا الجهود التي بذلتها لتنظيم نسخة استثنائية من البطولة، وحرصها على إبراز القيم العربية والإسلامية.
وذكر سعادته أن كلمات رؤساء المجالس والبرلمانات العربية في المؤتمر، تضمنت إشادات واسعة بتلك الجهود، كما هنأوا في بيانهم الختامي، دولة قطر قيادةً وشعبًا بمناسبة نجاحها في استضافة وتنظيم بطولة استثنائية، مؤكدين أنها مثّلت مصدر فخر لكل الدول العربية، وأثبتت قدرة قطر على استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
من جانب آخر، تطرق سعادة رئيس مجلس الشورى، إلى استعدادات المجلس للمشاركة في اليوم الرياضي للدولة، غدا الثلاثاء، مؤكدًا أهمية مشاركة الجميع في هذه التظاهرة الرياضية.
وشدد على أهمية الانخراط في الأنشطة المنوعة التي ستقام في هذا اليوم، مبينًا أهمية الرياضة في تعزيز صحة المجتمع، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على كافة مناحي الحياة.
ودعا سعادة رئيس مجلس الشورى، كافة المواطنين والمقيمين لانتهاز هذه الفرصة لتكون الرياضة أولوية ونمط حياة مستمرا يمُارس بشكل منتظم طوال العام.