دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.73ريال
يورو 3.93ريال

"التربية والتعليم" تعقد ندوة الذكاء الاصطناعي في التعليم بالوطن العربي

13/02/2023 الساعة 23:24 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ندوة علمية حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم بالوطن العربي، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وشارك فيها خبراء مختصون من الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.

ناقشت الندوة مختلف المواضيع التي تعنى بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وآفاقه في التعليم في الوطن العربي، بما في ذلك تكنولوجيا الميتافيرس واستخداماتها، واستعراض التجارب العالمية الرائدة في تدريس الذكاء الاصطناعي في مراحل مبكرة من التعليم.

كما استعرضت سبل الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لضمان توفير فرص تعليم شاملة وذات جودة عالية مدى الحياة، مع ضمان الاستخدام الأخلاقي والشفاف والقابل للتدقيق في البيانات والبرمجيات التعليمية.

وتناولت السيدة مها الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في كلمتها بهذه المناسبة، التجربة القطرية في مجال الذكاء الاصطناعي، منوهة بأن دولة قطر لم تكن بعيدة عن هذا التطور؛ إذ قامت بتضمين مواضيع الذكاء الاصطناعي ضمن مناهجها التعليمية، خاصة مادة الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات.

كما استحدثت المسار التكنولوجي في المرحلة الثانوية، ليُعنى بالمواضيع المتقدمة في تكنولوجيا المعلومات ومنها الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إطلاق الوزارة العام الماضي نظام قطر للتعليم، الذي يتبنى مفاهيم أساسية للذكاء الاصطناعي كالتعلم التكيفي والتعلم المصغر، مؤكدة أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم كأداة قوية تعمل على تغيير طريقة التدريس والتعلم.

تطورات مثيرة

وعن التطورات المثيرة في الذكاء الاصطناعي في التعليم، أكدت الرويلي مقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في الطرق التي يتم التعلم بها وتعليمها، حيث يمكن للمعلمين إنشاء تجارب تعليمية مخصصة للطلاب، وتقديم ملاحظات في الوقت المناسب، وتدخلات مستهدفة عند الحاجة، ما يؤدي إلى تحسين نتائج الطلاب، وبناء تجربة تعلم أكثر جاذبية.

وقالت: إن التعلم التكيفي باستخدام الذكاء الاصطناعي يعتبر نهجا مبتكرا يستفيد من قوة خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة التعلم لكل طالب من خلال تحليل قدرات الطلاب واحتياجاتهم، كما يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقديم تجارب تعليمية مصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات الفريدة لكل طالب، هذا لا يجعل عملية التعلم أكثر فاعلية فحسب، بل يزود الطلاب أيضا بدافع أكبر للمشاركة والتفاعل.

ولفتت إلى أن مساعد المعلم الذكي يعد تطورا مثيرا آخر في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث يمكنه مساعدة المعلمين في مهام مثل التقييم، وتقديم الملاحظات، وإنشاء خطط الدروس.

وأشارت لفوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ولكنها قالت إنه لا ينبغي أن يحل محل المعلمين، بل يجب استخدامه كأداة لتعزيز تجربة التعلم ودعم المعلمين في عملهم.

بدوره، ذكر السيد علي بن عبدالرزاق المعرفي، القائم بمهام الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن الندوة ستناقش سبل الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان توفير فرص تعليم شاملة وذات جودة عالية مدى الحياة، مع ضمان الاستخدام الأخلاقي والشفاف والقابل للتدقيق في البيانات والبرمجيات التعليمية.

ولفت إلى أن توقيت هذه الندوة العلمية جاء مواكبا للبدء في مشروع تحول التعليم الذي تم اعتماده من دول العالم في مقر الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر 2022، ومن بين أهدافه اعتماد استراتيجية الذكاء الاصطناعي في التعليم.

تطبيق التعليم الإلكتروني

وأكد المعرفي حرص دولة قطر منذ وقت مبكر على تطبيق التعليم الإلكتروني في مدارسها، إيمانا من المسؤولين بأن التعليم الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات ليسا هدفا أو غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لإيصال المعرفة وتحقيق الأغراض المرجوة من التعليم، وجعل الطالب مستعدا لمواجهة متطلبات الحياة العملية بكافة أشكالها، والتي أصبحت تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في كل المجالات.

وأوضح أن التركيز على تطوير التعليم الإلكتروني أصبح جزءا من أي خطة أو سياسة أو استراتيجية تعليمية، مشيرا إلى أنه يتعين على المعلم إدراك أن الطبيعة الرقمية للذكاء الاصطناعي توفر مجالا معرفيا وأبعادا لا يمكن أن تتحقق في البيئة التقليدية النمطية للتعليم.

من جهته، قال الدكتور محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: إن هذه الندوة تندرج في إطار تنفيذ الإدارة مشروع بناء القدرات العربية في استخدام التقنيات الحديثة وتطوير المحتوى الرقمي العربي.

وأضاف أن تكنولوجيا الاتصال والمعلومات أصبحت خلال العشرية الأخيرة من أهم المكونات والأدوات في الحياة اليومية لكل فرد في العالم، وركيزة اقتصادية وتنموية مهمة، تعتمد عليها الدول لتخطيط وتنفيذ سياساتها الإصلاحية والاجتماعية والتنموية، ووضع استراتيجياتها المستقبلية.

وأشار إلى أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ارتأت مواصلة سباقها نحو التطور التكنولوجي من خلال تنفيذ مشاريع كبرى رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، من شأنها أن تساهم في دفع القطاع التكنولوجي في الدول العربية.

وأضاف أن المنظمة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، تسعى إلى تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة الدول العربية من خلال هذه الندوة العلمية، التي تهتم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم، مستعرضا في سياق ذي صلة مشروعات المنظمة في هذه المجالات.

وقدم الدكتور ملاذ المراكشي، خبير في مجال الذكاء الاصطناعي، شرحا خلال الندوة حول توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي، فيما تحدث السيد شهاب الدين المنشاوي، أخصائي معايير تكنولوجيا معلومات بقسم تكنولوجيا المعلومات بإدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، حول مشروع "الألكسو" في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي.

وتأتي أهمية هذه الندوة لكون الذكاء الاصطناعي من أهم التكنولوجيات الناشئة التي لها تأثير كبير على المنظومة التعليمية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo