يلتقي بالدوحة في الأول والثاني من مارس المقبل خبراء وباحثون دوليون في مؤتمر تنظمه جامعة قطر بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات؛ لبحث واقع شبكات التواصل الاجتماعي عربيا ودوليا في ظل حالة الاستقطاب الأيديولوجي الراهنة، وما يترتب عليها من تبعات على المستويات الوطنية والدولية.
ويسعى المؤتمر، الذي يعقد في رحاب جامعة قطر تحت عنوان "شبكات التواصل الاجتماعي والاستقطاب الأيديولوجي: علاقات القوة والتأثير الثقافي والاجتماعي"، إلى تحليل النظريات العلمية والأبعاد الثقافية والتكنولوجية والاقتصادية المتحكمة في بنى وأداء شبكات التواصل الاجتماعي.
أهداف المؤتمر
وقال المنظمون، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم: إن المؤتمر يهدف إلى المساهمة في إعادة بناء السياسات الدولية ذات الصلة بشبكات التواصل الاجتماعي، بما يضمن تدفقا عادلا ومتزنا للمعلومات والأخبار والآراء بين كافة دول وثقافات العالم.
كما أشاروا إلى أن المؤتمر يسهم أيضا في تقييم النظريات العلمية، التي تفسر العلاقة بين شبكات التواصل الاجتماعي والاستقطاب الأيديولوجي، وما يترتب عليه من نتائج سلبية على كافة الأصعدة، سواء داخل الدولة الواحدة أو فيما بين الدول.
وأكد الدكتور بسيوني حمادة، رئيس قسم الإعلام بجامعة قطر، أن أهمية المؤتمر تكمن في القضايا والموضوعات المطروحة للنقاش في ضوء التحديات الراهنة والأزمات، التي باتت تلعب فيها هذه الوسائل دورا محوريا في توجيه الرأي العام على الصعد المحلية والدولية كذلك.
د. بسيوني حمادة: المؤتمر يستوعب مختلف الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية لشبكات التواصل الاجتماعي
وقال: إن المؤتمر يستوعب مختلف الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية لشبكات التواصل الاجتماعي، في محاولة لتشخيص الواقع والخروج برؤى تسهم في تعزيز تحقيق توازن في التدفق الحر للمعلومات بين الشمال والجنوب.
بدوره، ألقى محمد الراجي، مدير برنامج الدراسات الإعلامية بمركز الجزيرة للدراسات، الضوء على طبيعة هذه القضايا المطروحة للنقاش، وأبرز الخبراء الدوليين المشاركين في المؤتمر من العالم العربي والولايات المتحدة وأوروبا، وغيرها من مناطق العالم.
جدول الأعمال
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر العديد من المحاور؛ منها موازين القوى الدولية وانعكاسها على بنى وأداء شبكات التواصل الاجتماعي، ويستعرض في هذا السياق قدرة تلك الشبكات على اصطناع الواقع، ودورها في صراع السرديات المهيمنة على خطاب الرأي العام.. كما يلقي الضوء على تدخل شبكات التواصل الاجتماعي في الشؤون المحلية للدول، وما صار يعرف بـ "هندسة الجمهور" من خلال الخوارزميات والذكاء الاصطناعي.
ويبحث المؤتمر كذلك في المصالح الاقتصادية والحروب الثقافية التي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي أسلحة لها، فسيسلط الضوء على احتكار شركات تكنولوجيات المعلومات لهذه الشبكات، وتأثير ذلك الاحتكار في صناعة الإعلام.
كما يناقش المشاركون الاستغلال التجاري لبيانات المستخدمين، فضلا عن تسليط الضوء على دور شبكات التواصل الاجتماعي في تأجيج خطاب الكراهية، وزيادة حدة الاستقطاب الأيديولوجي وانعكاسات ذلك سياسيا وثقافيا.
ويستعرض المؤتمر كذلك التشريعات الضابطة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والوسائل الكفيلة بتعزيز أخلاقيات استخدامها، كما يفرد ساحة من النقاش لوضع شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، راصدا واقعها ومستعرضا سبل تطويرها لتعزيز منافستها للمنصات الدولية، وتفعيل دورها في دعم الحريات وحقوق الإنسان وحماية الناشطين في استخدامها.