انطلقت اليوم الأحد، فعاليات مؤتمر "الدبلوماسية العامة في دول الخليج العربية: السياسات والممارسات"، الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، ممثلة بمركز كتارا للدبلوماسية العامة، بالتعاون مع مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، ويستمر يومين على مسرح الدراما بكتارا.
حضر المؤتمر عدد من المسؤولين في كتارا وجامعة قطر، وعدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والأكاديميين والباحثين والخبراء في مجال الدبلوماسية العامة.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، في افتتاح المؤتمر: إن المؤتمر، الذي يُعقد لأول مرة في دولة قطر ومنطقة الخليج العربي، يُشكل فرصة قيّمة ومهمة لفتح قنوات الحوار والنقاش، وتبادل الآراء والخبرات والمعرفة، بمشاركة علمية واسعة من قبل نخبة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين والخبراء من دولة قطر، و12 دولة من مختلف دول العالم.
وأضاف أن الباحثين يناقشون خلال جلسات المؤتمر العلمية 30 بحثا وورقة عمل موزعة على محاور المؤتمر، بما يسهم في النهوض بالدبلوماسية العامة في دول الخليج، وتعزيز دورها وممارستها في التقارب بين المجتمعات، والإسهام في التنمية، وتحقيق الطموحات، وتلبية مصالح الشعوب المشتركة.
وأشار إلى أن كتارا قطعت أشواطًا مهمة في ميدان الدبلوماسية العامة عبر تنفيذها العديد من المشاريع الثقافية والبرامج الإبداعية، وقامت بدور حيوي في توطيد دعائم العمل في الدبلوماسية العامة، سواء من خلال مهرجاناتها وأنشطتها وفعالياتها الثقافية المتنوعة والمتواصلة على مدار العام، أو في إطار إعدادها لخطط ودراسات طموحة، تهدف إلى بناء القدرات والاستثمار في الثقافة، حيث أثبتت مكانتها كبوابة للتعاون، ولتكون جسرا للحوار ومنصة لصنع الصداقة بين الدول، وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
من جهته، أوضح الدكتور عمر الأنصاري، نائب رئيس جامعة قطر للشؤون الأكاديمية في كلمته، أن المؤتمر يبحث ملامح الحضور المتزايد لدول الخليج العربية في مجال الدبلوماسية العامة، والتي سعت مع تسارع صعودها على المسرح العالمي إلى تعزيز قوتها في الدبلوماسية العامة، بالاعتماد على ثرواتها وأصول قوتها الناعمة.
ولفت إلى أن المؤتمر يؤكد على أهمية العمل الأكاديمي والإنتاج المعرفي والبحثي في رصد ومتابعة التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالدبلوماسية العامة في منطقة الخليج بشكل خاص، وكذلك ما يحدث في العالم.
بدوره، قال المهندس درويش أحمد الشيباني الأمين العام للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة والرئيس التنفيذي لمركز كتارا للدبلوماسية العامة: إن كتارا تتطلع من خلال هذا المؤتمر إلى تحقيق زخم جديد، وبلوغ مستوى متقدم في ميدان الدبلوماسية العامة، كما يهدف إلى الخروج بمبادرات مهمة في الدبلوماسية العامة، بما يسهم في تعزيز فاعلية المؤسسات الثقافية والمعرفية الرائدة، وتمكنها من توحيد الجهود، وفتح قنوات تواصل للارتقاء بواقع الشعوب والمجتمعات؛ من أجل إطلاق مشاريع حيوية وتنموية، مشددا على أهمية توثيق التعاون بين مختلف المؤسسات المحلية والخليجية؛ لضمان إيصال رسالة ورؤية المبادرات والبرامج، وتطوير المشروعات الخاصة بالدبلوماسية العامة.
وشهد المؤتمر في يومه الأول مجموعة من الجلسات، التي قدمها خبراء من قطر وعدد من دول العالم، تطرقت إلى مواضيع مهمة تخص الاتجاهات الجديدة في دراسة الدبلوماسية العامة، وأدار الجلسة الأولى الدكتور محجوب الزويري مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، وتضمنت مداخلتين الأولى بعنوان "من القوة الناعمة إلى مكانة الأمن: الدبلوماسية العامة في زمن المخاطر"، والثانية بعنوان "منهجية التمحور حول الإنسانية في الدبلوماسية العامة".
كما تضمن المؤتمر جلسة بعنوان "الدبلوماسية العامة على محور التداخل مع الإعلام والدبلوماسية الرقمية"، تم فيها مناقشة مجموعة من أوراق العمل منها بعنوان بناء الدبلوماسية الرقمية.. بناء العلاقات أم استمرار الصراعات، و "الدبلوماسية العامة.. هل يمكن أن تتبنى قطر الدبلوماسية الرقمية كوسيلة لتطور الدبلوماسية؟"، دور الإعلام كدبلوماسية عامة، وإلى مدى بلغت قوة الدبلوماسية العامة لدى دول الخليج العربية، والدبلوماسية العامة القطرية: والعلاقات الفرنسية.
الدبلوماسية العامة
واهتمت الجلسة الثانية بالدبلوماسية العامة على محور التداخل مع الاقتصاد السياسي، وتضمنت مجموعة من الأوراق البحثية أهمها: دور شركات النفط الوطنية في الدبلوماسية العامة لدول الخليج، إلى جانب استعراض عدد من التجارب الدولية في الدبلوماسية العامة.
وأكد المحاضرون على أهمية الدبلوماسية العامة كجزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية للدول في عالم العولمة المتسارعة، مؤكدين أن الدول طورت من أساليبها الفريدة التي تعكس أهداف سياستها الخارجية وتقاليدها، وأسس قوتها أو جوانبها لتنفيذ دبلوماسيتها العامة، لتشمل مجالا واسعا مـن التفاعلات الإنسانية، التي تتراوح ما بين المجالات الثقافية والدينية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، والمجالات التكنولوجية.
جدير بالذكر أن المؤتمر سيصدر عنه لاحقا كتاب يضم أوراق العمل، ويحمل تفاصيل الجلسات، ويوثق ما دار فيها من نقاشات ثرية وأفكار إبداعية حول آفاق النهوض بالدبلوماسية العامة في دول الخليج العربي.
