أكد سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة التجارة والصناعة، اكتساب العلاقات التجارية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية زخمًا كبيرًا منذ توقيع اتفاقية التجارة والاستثمار (TIFA) في 2004، لافتًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 9.46 مليار دولار في 2022، مما جعل الدوحة الشريك التجاري التاسع لواشنطن.
وأوضح سعادته، في كلمة خلال ترؤسه أعمال جلسة التعاون الاقتصادي والتجاري، التي تم تنظيمها في إطار الحوار الاستراتيجي الخامس بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، أن إجمالي الاستثمارات القطرية المباشرة في الولايات المتحدة بلغت حوالي 69 مليار دولار، وأن الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر تسهم بشكل رئيس في حركة التنمية التي تشهدها الدولة، سيما في ظل وجود 856 شركة أمريكية تعمل بالسوق القطرية.
وأشاد، خلال الجلسة التي شارك في أعمالها من الجانب القطري ممثلو عدد من الجهات الحكومية والهيئات المعنية من وزارتي التجارة والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وجهاز قطر للاستثمار، ووكالة ترويج الاستثمار، ومركز قطر للمال، بالعلاقات الاقتصادية الوثيقة التي تربط بين البلدين، والتي أسهمت بدورها في الحفاظ على التقدم المطرد بينهما رغم مختلف التحديات العالمية، مؤكدا سعي دولة قطر إلى تنويع اقتصادها؛ لتقليل اعتمادها تدريجيا على الصناعات الهيدروكربونية، والانتقال نحو اقتصاد قائم على المعرفة، بما ما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
كما أشار سعادة وكيل وزارة التجارة والصناعة إلى الإصلاحات العديدة التي عملت عليها الدولة لضمان بيئة أعمال محفزة وجاذبة للشركات الأجنبية العاملة بقطر، بما في ذلك التشريعات والقوانين التي أقرتها كقانون تنظيم استثمار رأس المال غير القطري في النشاط الاقتصادي، والذي يسمح بملكية أجنبية تصل إلى 100 بالمئة في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، إلى جانب تدشين نظام النافذة الواحدة، وتأسيس وكالة ترويج الاستثمار؛ بهدف تبسيط إجراءات المستثمرين الأجانب، وتقديم الدعم اللازم لهم، لافتا إلى توقعات البنك الدولي في أحدث تقاريره بنمو الاقتصاد القطري بنسبة 3.4 بالمئة في 2023، فضلا عن تأكيد وكالات التصنيف الدولية لقوة الاقتصاد القطري، مما يشير إلى النظرة المستقبلية الإيجابية للاستثمار الأجنبي والمصالح التجارية.
سلطان الخاطر: 90% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر في الوقت الحالي يأتي عبر التجارة الدولية في مختلف القطاعات
وأوضح أن 90 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر في الوقت الحالي يأتي عبر التجارة الدولية في مختلف القطاعات، ومع ذلك تواصل دولة قطر تحسين سياساتها التجارية، واعتماد سياسات جديدة من شأنها تعزيز نظام التجارة الحرة، ومفهوم الانفتاح الاقتصادي.
وفي إطار الحديث عن مشاركة المرأة الاقتصادية، ذكر سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر أن العديد من الإنجازات الاقتصادية التي شهدتها دولة قطر لم تكن لتتحقق دون مساهمات المرأة القطرية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن دولة قطر تتمتع اليوم بأعلى نسبة مشاركة اقتصادية للمرأة في العالم العربي، وأن العديد من النساء القطريات يشغلن مناصب قيادية وتنفيذية، في كلا القطاعين العام والخاص.
واعتبر سعادته الحوار الاستراتيجي فرصة للبلدين للعمل معا لإيجاد طرق جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة آليات التعاون الكفيلة بتحقيق ذلك رغم مختلف التحديات العالمية، منوها بمشاركة ممثلي الجهات القطرية في الجلسة من اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وبنك قطر للتنمية، وغرفة قطر، ورابطة رجال الأعمال القطريين.
قطر تسعى إلى بناء قدراتها التصنيعية والبحثية والتطويرية
وفي ختام كلمته، جدد سعادة وكيل وزارة التجارة والصناعة تأكيده على سعي دولة قطر إلى بناء قدراتها التصنيعية والبحثية والتطويرية، إلى جانب بناء قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، وتوسيع نطاق مراكزها التكنولوجية، داعيا أصحاب الشركات الأمريكية للاستفادة من المشاريع والحوافز المالية والأطر التشريعية والقانونية التي توفرها البرامج الحكومية المختلفة في كافة هذه القطاعات.
وأعرب عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع الجهات المعنية وذات الاختصاص في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف جلب أفضل الممارسات الدولية المعنية باستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتوجيهها نحو القطاعات ذات الأولوية.
من جهة ثانية، أقيمت جلسة نقاشية عن التعاون الاقتصادي في القطاع الخاص بين البلدين، نظمتها وزارة التجارة والصناعة، بالتعاون مع مجلس الأعمال القطري - الأمريكي، وغرفة تجارة الولايات المتحدة، والغرفة الأمريكية بقطر.
وتعليقا على مشاركة مجلس الأعمال القطري - الأمريكي في تنظيم الحلقة مع وزارة التجارة والصناعة، قال السيد محمد بركات العضو المنتدب وأمين صندوق المجلس: "تتمتع الولايات المتحدة وقطر بعلاقات تجارية واستثمارية وثيقة، وهي تزداد رسوخا على مر السنوات، وستسهم النقاشات الإضافية، على غرار فعالية القطاع الخاص اليوم، في تعزيز تلك العلاقات بين الدولتين، والارتقاء بها إلى آفاق أعلى".
ليز كلارك: غرفة التجارة الأمريكية تشيد بجهود الحكومتين الأمريكية والقطرية لمواصلتهما هذا الحوار للعام الخامس على التوالي
من جهتها، أوضحت السيدة ليز كلارك، المدير الأول لشؤون الشرق الأوسط بغرفة التجارة الأمريكية، أن الحوار الاستراتيجي الخامس بين الولايات المتحدة وقطر يسلط الضوء على العلاقة الاستراتيجية الوثيقة التي تربط البلدين، وذلك مع التقاء مسؤولين من كلا الحكومتين، مضيفة أن غرفة التجارة الأمريكية تشيد بجهود الحكومتين الأمريكية والقطرية لمواصلتهما هذا الحوار للعام الخامس على التوالي، واستخدام تلك المنصة لضمان تفاعل متناغم ومستدام.
ولفتت سعادتها إلى استضافة محادثات مع القطاع الخاص وممثلي الحكومة على هامش الحوار؛ لمناقشة الأولويات الرئيسية في مجالي التجارة والاستثمار، وتوفير منبر مهم لقادة الأعمال لمناقشة سبل تنمية العلاقات الاقتصادية، وتزويدهم بالمعلومات الضرورية.
أما السيد تود كريجر، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية في قطر، فقد بين أن فعالية القطاع الخاص تسلط اليوم الضوء على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، ويعتبر مجتمع الأعمال الأمريكي معنيا بشكل كبير بنجاح العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وقطر، منوها بفخر غرفة التجارة الأمريكية بقطر في تمثيل قطاع الصناعة والابتكار الأمريكي في الدولة، وثقتها في تعزيز التعاون إلى مستويات أفضل، وفي مجالات مختلفة.