اتفقت دولة قطر والمملكة المتحدة على مواصلة تعزيز التعاون بشكل مستمر ومنتظم في العديد من المجالات، واستعراض التقدم المحرز من خلال الحوار الاستراتيجي بين البلدين مرة واحدة على الأقل في السنة، متطلعتين إلى اختتام جلسات الحوار الاستراتيجي الأول واستعراض التقدم الذي تم إحرازه في الحوار الاستراتيجي القادم المقرر انعقاده بالدوحة العام المقبل.
وأوضح البيان المشترك للحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين، والذي انطلق في العاصمة البريطانية لندن، أن البلدين اتفقا على مواصلة التعاون المستمر والمنتظم من خلال المشاركة على المستوى الرسمي، في مجالات الدفاع والأمن والطاقة والأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار والمساعدات الإنسانية والإنمائية وأجندة حقوق الإنسان والعلم والابتكار والصحة والتعليم.
فقد أطلق كل من سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد جيمس كليفرلي وزير الخارجية بالمملكة المتحدة، الحوار الاستراتيجي القطري البريطاني السنوي الأول في لندن، احتفاء بالعلاقة الثنائية القوية والمتنامية.
استعرض الوزيران مجالات التعاون بين البلدين، وأكدا أن العلاقة بين قطر والمملكة المتحدة قد حافظت على مسار إيجابي والتزمت بزيادة تعزيز الشراكة القطرية البريطانية. واتفقا على مواصلة التقدم المحرز في مجالات التعاون المستمر والمنتظم من خلال المشاركة على المستوى الرسمي، بما في ذلك في مجالات الدفاع والأمن، والطاقة، والأمن الإقليمي، والتجارة والاستثمار، والمساعدات الإنسانية والإنمائية، وأجندة حقوق الإنسان، والعلم والابتكار، والصحة والتعليم. وللتأكيد على ذلك، وقعت قطر والمملكة المتحدة مذكرة تفاهم لإطلاق الحوار الاستراتيجي، كمنبر جديد لتعميق التعاون.
واتفق الوزيران على استعراض التقدم المحرز من خلال الحوار الاستراتيجي مرة واحدة على الأقل في السنة. كما ناقش الوزيران استضافة دولة قطر الناجحة مؤخرا لفعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كأول بطولة في العالم العربي.
وتوجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بالشكر للمملكة المتحدة على شراكتها الأمنية عند التحضير للبطولة وخلالها. والمملكة المتحدة ملتزمة بالبناء على هذا التعاون ودعم دولة قطر في سعيها لاستدامة إرث إيجابي للبطولة يشمل مجالات الاقتصاد الرياضي والسياحة وإصلاحات العمالة.
وتتبادل كل من دولة قطر والمملكة المتحدة شراكة تجارية واستثمارية حيوية ومزدهرة، مع إجمالي تجاري وصل لأكثر من 12,1 مليار جنيه إسترليني في العام الماضي، مما ساهم في دعم الوظائف والابتكار والتنمية الاقتصادية في كلا البلدين. وتم تعزيز الاستثمار القطري في المملكة المتحدة من خلال توقيع شراكة الاستثمار الاستراتيجي القطري - البريطاني خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى لندن في مايو 2022.
ورحب الجانبان بالتقدم المحرز في إطار اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، مما أدى إلى خلق شراكة أوثق بين وزارة الأعمال والتجارة في المملكة المتحدة ووكالة ترويج الاستثمار القطرية. كما رحب الوزيران باستمرار الحوار الإيجابي بين شركة رولز رويس ومؤسسة قطر بشأن شراكتهما الاستراتيجية المقترحة في مجال التكنولوجيا. وأشارا إلى دعم حكومتيهما لمشروع تكنولوجيا المناخ هذا، والتأثير المحتمل الذي يمكن أن تحدثه هذه الشراكة في كلا البلدين، وعلى نطاق أوسع كذلك في جميع أنحاء العالم.
وناقش الوزيران فرص الازدهار المشترك من خلال الاستثمار في قطاعات تتفق والأولويات المتبادلة، بما في ذلك التقنيات النظيفة وعلوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا السيارات الكهربائية / تكنولوجيا البطاريات، والتي سيتم تطويرها في إطار شراكة الاستثمار الاستراتيجي القطري - البريطاني القائمة.
وبحث الجانبان كذلك التعاون في مجال الاقتصاد الإبداعي، حيث يتطلعان إلى توقيع مذكرة تفاهم في المستقبل القريب. كما رحبا بالتعاون المستمر حول أمن الطاقة والطاقة المتجددة في إطار حوار الطاقة القطري - البريطاني الأول الذي عقد في مايو 2022.
وأكد الجانبان مجددا أهمية الشراكة الأمنية والدفاعية، كما ناقشا الأنشطة الجارية ذات الأهمية الحيوية للتصدي للمهددات الإقليمية والعالمية على حد سواء.
وأقر الوزيران كذلك بالاحتمالات الإيجابية لإجراء المزيد من المناقشات بشأن الشراكة المستقبلية مع شركة تايفون، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. كما أكد الجانبان في مباحثاتهما التزام كل من دولة قطر والمملكة المتحدة بمواصلة التعاون في التصدي معا للتحديات العالمية المشتركة.
وأعاد الوزيران التأكيد على احترام سيادة أوكرانيا. وشددا عند تناولهما لموضوع إيران على الحوار والدبلوماسية باعتبارهما السبيل الوحيد للأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد الجانبان - فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية، والانتقال السياسي، والاستجابات للكوارث الطبيعية في كل من أفغانستان وتركيا وسوريا والعراق واليمن وليبيا والقرن الإفريقي - التزاماتهما المستمرة تجاه السكان المنكوبين والضعفاء، بمن فيهم اللاجئون والنازحون والنساء والفتيات. كما أكد الوزيران مجددا، في معرض تقييم التطورات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دعمهما لحل الدولتين، على أساس حدود عام 1967 والقدس عاصمة مشتركة، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم. وتدعم كل من دولة قطر والمملكة المتحدة بقوة الوضع التاريخي القائم الذي يحكم الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس.
ستواصل قطر والمملكة المتحدة شراكتهما في تعزيز جهود حل النزاعات العالمية. ورحبت المملكة المتحدة بوساطة قطر الجديرة بالثناء في كل من تشاد ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان، وكذلك في إيران ومع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأقرت دولة قطر بدور المملكة المتحدة، لا سيما في منع نشوب النزاعات وبناء السلام في القرن الإفريقي وليبيا، ودعم حقوق النساء والفتيات في أفغانستان.
إن المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة بإدخال نظام منح تأشيرة السفر الإلكتروني الجديد اعتبارا من عام 2023، والذي ستكون دولة قطر جزءا منه في وقت مبكر، مما يسهل السفر لأغراض التجارة والسياحة للزوار القطريين إلى المملكة المتحدة.
تتطلع كل من دولة قطر والمملكة المتحدة إلى اختتام جلسات الحوار الاستراتيجي واستعراض التقدم الذي تم إحرازه في الحوار الاستراتيجي القادم، والمقرر انعقاده بالدوحة في العام 2024.