دولار أمريكي 3.66ريال
جنيه إسترليني 4.84ريال
يورو 4.07ريال

مسرح قطر الوطني صرح ثقافي يحتضن ثقافات العالم

22/02/2023 الساعة 11:39 (بتوقيت الدوحة)
مسرح قطر الوطني
مسرح قطر الوطني
ع
ع
وضع القراءة

إدراك من دولة قطر بأهمية المسرح باعتباره واحدا من أقدم الفنون الإنسانية؛ جاء إنشاء مسرح قطر الوطني ليمثل صرحا ثقافيا وحضاريا يحتضن الإبداع المسرحي محليا وعربيا وعالميا، كما يظل شاهدا على أحداث صنعت جوانب مضيئة من تاريخ الثقافة والفنون في بلادنا.

وكالة الأنباء القطرية "قنا" تسلط الضوء على هذا الصرح الثقافي وأهميته التاريخية، بمناسبة ذكرى افتتاحه في الثاني والعشرين من شهر فبراير الجاري، حيث تم افتتاحه رسميا في مثل هذا اليوم سنة 1982، بتصميم المعماري ترياد سايكو، وذلك في إطار التوسع الذي شهدته الدولة على المستوى الثقافي، حيث تم افتتاح مجمع جديد بكورنيش الدوحة، يتكون من مسرح قطر الوطني ووزارة الإعلام، والتي كانت مسؤولة آنذاك عن جميع الشؤون الثقافية والإعلامية في قطر، لتنقل تبعية المسرح على مدى تاريخه إلى عدد من الوزارات وحتى وزارة الثقافة حاليا.

موقع المسرح مواجه لكورنيش الدوحة ويتيح لزواره إطلالة خلابة على مياه الخليج العربي

وجاء اختيار موقع المسرح، الذي يحتوي على 490 مقعدا، مواجها لكورنيش الدوحة ليتيح لزواره إطلالة خلابة على مياه الخليج العربي من جهة، وعلى أبراج منطقة الدفنة التي تعكس منظرا حضاريا لحداثة مدينة الدوحة من جهة أخرى، وقد اعتمد التصميم على إبراز الجوانب الجمالية التي تعكسها البيئة القطرية، حيث نقوش الخيول العربية الأصيلة، وغيرها من الحيوانات في البيئة القطرية.

محمد أبو جسوم: المسرح منذ افتتاحه أسهم بمد الجسور الثقافية بحكم الإمكانيات التي يملكها

وفي هذا الإطار قال الفنان محمد أبو جسوم أول مدير لمسرح قطر الوطني: "تشرفت بأن أكون أول مدير لمسرح قطر الوطني في شهر نوفمبر عام 1981؛ أي قبل افتتاح هذا الصرح الثقافي بثلاثة أشهر"، مشيرا إلى أن المسرح منذ افتتاحه أسهم بمد الجسور الثقافية بحكم الإمكانيات التي يملكها، فكان المسرح الوحيد الذي تتوافر فيه جميع الإمكانيات الفنية على مستوى الخليج والوطن العربي بشهادة الفرق العالمية والعربية التي زارت المسرح، وأقامت فعاليتها على خشبته.

قيمة تاريخية ومعمارية

وأكد في تصريحات على القيمة التاريخية والمعمارية لمسرح قطر الوطني، التي تعكس جوانب من ثقافتنا المحلية، مشيرا إلى أن المسرح استضاف بعد الافتتاح العديد من الفعاليات والأعمال الثقافية الخليجية والعربية والعالمية، حيث عرضت عليه المسرحية الخليجية "دقت الساعة" للفنان سعد الفرج وخالد النفيسي وغيرهما، وعلى المستوى العربي، احتضن مسرحية "ريا وسكينة" للفنانتين شادية وسهير البابلي، كما استضاف على المستوى الآسيوي فرقة فنون شعبية من اليابان، إلى جانب فعاليات فنية دولية لفرق فنية من فرنسا وغيرها من دول العالم، ليكون مسرح قطر الوطني وسيطا بين الثقافة القطرية وغيرها من ثقافات العالم.

وحول أهم الأحداث التي تظل في الذاكرة الثقافية التي وثقها المسرح، قال الفنان محمد أبو جسوم، افتتح المسرح بمشاركة الفرقة القومية للفنون الشعبية القطرية، التي أقامت أول عرض لها بعد إنشائها على المسرح، بالإضافة إلى مشاركة فرقة كركلا اللبنانية، علاوة على استضافة أعمال الكاتب الإنجليزي شكسبير، والعديد من الفرق الخليجية والعربية والأوروبية التي قدمت أعمالا وعروضا على خشبة هذا المسرح.

أهمية تعزيز الحياة الثقافية بقطر على المستوى المسرحي من خلال استثمار الإمكانيات الهائلة المتوفرة بمسرح قطر الوطني

وشدد على أهمية تعزيز الحياة الثقافية بدولة قطر على المستوى المسرحي، من خلال استثمار الإمكانيات الهائلة المتوفرة بمسرح قطر الوطني، بوجود حراك مسرحي يعكس التنوع الثقافي في البلاد، فالمسرح مهيأ لكافة العروض، سواء المسرحية أو السينمائية أو انعقاد الندوات والمؤتمرات والفعاليات الثقافية، موضحا أن استعادة بريق المسرح تتم بإعادة الحياة له مرة أخرى من خلال استضافة الفعاليات والأنشطة الثقافية، وأن يكون مفتوحا للثقافات الخليجية والعربية والعالمية كما عهدناه سابقا.

أعمال التطوير والصيانة

وعن التطورات وأعمال الصيانة التي طرأت على المسرح، أوضح الفنان محمد أبو جسوم، شهد مسرح قطر الوطني تنفيذ أعمال الصيانة على المدخل الرئيسي الخاص بالجمهور، وإضافة مصاعد للوصول إلى صالة كبار الشخصيات في الدور الأول، بالإضافة إلى إزالة المقاعد القديمة الضيقة والبالغ عددها قرابة 550 مقعدا، جميعها مزودة بأجهزة للترجمة الفورية آنذاك، واستبدالها بمقاعد أخرى أوسع، ليصبح عددها 490 مقعدا تشعر الجمهور بالراحة، وتمكنهم من حرية الانتقال، والوصول إلى المقاعد الأخرى بسهولة.

أما فيما يخص الجانب الفني للمسرح، قال: "يتكون المسرح من 3 خشبات؛ الأولى المتعارف عليها، وهي الخشبة الرئيسية، والثانية خشبة دائرية تقع وسط الخشبة الرئيسية يتاح استخدامها بدون الخشبة الرئيسية، وتستخدم لإلقاء محاضرة وإبراز الشخصيات التي تقدم الاحتفالات والفعاليات في المسرح، أما الخشبة الثالثة والأخيرة فهي المخصصة لموسيقى الأوركسترا والموسيقى الحية والمباشرة، وتتميز هذه الخشبة بالصعود والنزول وإخفاء الموسيقيين، وإظهارهم أمام الجمهور".

كما يتميز مسرح قطر الوطني بارتفاعه المناسب، حيث إنه يعتبر من المسارح المرتفعة التي تحتوي على جسور حديدية تساعد في تنوع ورفع ونزول العروض، مشيرا إلى أن الإضاءة والصوت يتميزان بجودة عالية، كما يحتوي على أجهزة تتيح إمكانية عرض أفلام سينمائية أيضا.

د. حسن رشيد: مسرح قطر الوطني تحول منذ افتتاحه في عام 1982 إلى بقعة ضوء سواء بالنسبة للمنتمين للوطن أو لمن كانوا يترددون إلى قطر

من جهته، قال الدكتور والناقد المسرحي حسن رشيد في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "تحول مسرح قطر الوطني منذ افتتاحه في عام 1982 إلى بقعة ضوء، سواء بالنسبة للمنتمين للوطن أو لمن كانوا يترددون إلى دولة قطر، ويقدمون إبداعات أعمالهم على خشبته"، لافتا إلى أن عددا من الأدباء والشعراء والمفكرين والمؤلفين كانوا يتواجدون ويقدمون أعمالهم على خشبة المسرح.

وأضاف: "احتضن المسرح منذ البدايات الأولى العديد من الفعاليات والأعمال؛ منها تقديم أعمال كبار المؤلفين العرب؛ عمل للكاتب التونسي عز الدين المدني، وكذلك لكبار الفنانين في الخليج؛ منهم الفنانون: سعد الفرج، وعبدالحسين عبد الرضا، وحياة الفهد، وخالد النفيسي، وسعاد عبدالله وغيرهم، بالإضافة إلى الفرق التي كانت تزور الدولة أيضا، كما احتضن مسرح قطر الوطني أيضا المهرجان الخليجي والفرق الزائرة من الخليج والوطن العربي، بالإضافة إلى إقامة حفلات غنائية لكبار الفنانين على خشبة المسرح، وكذلك حفلات أخرى كانت تقام بمناسبة اليوم الوطني والأعياد، لافتا إلى أن المسرح خلق مواءمة بين الفنان والأديب والفرق القطرية وبين الآخرين.

FpjbyxUXEAAYWuw
FpjbywuXwAESV1U
FpjbywcXwAMYE3t

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo