دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.5ريال
يورو 3.88ريال

متطوعة تروي مشاهد مؤثرة خلال البحث عن ناجين من زلزال سوريا

22/02/2023 الساعة 13:59 (بتوقيت الدوحة)
من عمليات الإنقاذ
من عمليات الإنقاذ
ع
ع
وضع القراءة

روت متطوعة إنقاذ في الشمال السوري حجم المعاناة التي شهدتها المنطقة أثناء عملها على خط المواجهة مع الكاثة الإنسانية بسبب الزالزالين اللذين لحقا بها، ومدى الدمار الكبير والمآسي التي عاشتها فرق الإنقاذ على مدار 16 يومًا منذ وقوع الكارثة.

وقالت المتطوعة ثريا تامر لموقع Middle East Eye البريطاني أمس الثلاثاء، إن المنازل خلال زلزال سوريا اهتزت بقوة أكبر من اهتزازها لأي غارة شنَّها النظام السوري على مدى السنوات الماضية منذ اندلاع الثورة في عام 2011 والحرب الأهلية بعدها.

تشارك ثريا منذ أكثر من أسبوعين في مساعي الإنقاذ للمحاصرين تحت الأنقاض في إدلب، بعد الزلزالين الهائلين اللذين ضربا جنوب تركيا وشمال سوريا؛ حيث المناطق ذاتها التي كان يعمل فيها رفاقها من منظمة "الخوذ البيضاء" على إنقاذ الرجال والنساء والأطفال من المباني الواقعة تحت قصف النظام السوري طيلة سنوات.

منذ الزلزالين، تبذل فرق الإنقاذ وسعها للتعامل مع آثار الكارثة التي تضرر منها 4 ملايين شخص تضرراً مباشراً، لكنهم يعلمون بإمدادات أقل من المعتاد في مثل هذه الظروف.

1-1595329
تروي ثريا اللحظات الأولى للزلزال، فتقول: "أول الزلزال، اندفعنا للخروج من المنزل، وكنت أسمع أصوات الجيران والأطفال وهم يهرعون من المباني. ثم بدأت جميع المساكن في الانهيار، وكان الذعر مهولاً. حينئذ تدرك أنك خيط الأمل الوحيد المتبقي لديهم، فلا يمكنك الوقوف عاجزاً، وإنما عليك أن تتصرف".

كانت منظمة "الخوذ البيضاء" -المعروفة رسمياً باسم الدفاع المدني السوري- بدأت عملها بمساعدة الناس في جميع مناطق المعارضة السورية مع تصاعد الحرب في عام 2012، حتى اكتسبت الآن شهرة عالمية بوصفها المجموعة التي تخاطر بالتوغل في المناطق التي يخاف غيرهم أن يطأوا بأقدامهم فيها.

تقول ثريا إن جهود الإنقاذ في مناطق المعارضة بسبب زلزال سوريا كانت صعبة أولاً لبطء استجابة الأمم المتحدة في أعقاب الزلزال، ثم لانتظارِ الإذن من بشار الأسد لإيصال المساعدات عبر معابر حدودية إضافية مع تركيا.

1222
وقالت فرق الإنقاذ المحلية إن مئات المدنيين ربما قضوا في الأيام الثلاثة الأولى بعد الزلزال لافتقارِهم إلى مساعدات الإنقاذ. وتروي ثريا أنهم، وإن تمكنوا من إنقاذ بعض الناس، فإن كل عملية إنقاذ كانت تأتي مصحوبة بخبر وفاة كثيرين ممن لم يصل إليهم العون في الوقت المناسب.

تذكرت ثريا فتاة اسمها آية تمكنوا من إنقاذها، لكنها ما كادت تفرح بنجاتها إلا وعرفت أن والديها قد ماتا تحت أنقاض زلزال سوريا، فأنت "تفرح لإنقاذ شخص ما، وتشعر بسعادة جمة، لكنك ما تلبث أن تتألم بعد أن يتبين لك أنك أنقذت الطفل الوحيد الذي بقي حياً من العائلة، وأن جميع أفراد الأسرة ماتوا، ولن يكونوا معه"، و"تكاد مشاعر الحزن أن تستحوذ عليك، لكن لا بد أن تتحلى برباطة الجأش لتواجه كارثة مثل هذه".

كما أضافت: "من طلبوا منا إنقاذ عائلاتهم وأطفالهم من تحت الأنقاض، لكن الموت كان أقرب إليهم وأسرع منا؛ أريد أن أعتذر إليهم عن كل شخص مات ولم نتمكن من مساعدته ولا إنقاذه".

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo