أكد سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي والرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية على النجاح الباهر الذي حققته النسخة الثانية من "منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ"، التي عقدت في شهر يونيو من العام الماضي، كاشفا عن موعد انطلاق النسخة الثالثة والمقررة في مايو المقبل.
النسخة الثالثة من المنتدى ستشهد استقطاب المزيد من قادة الأعمال المؤثرين والأكاديميين ورؤساء الحكومات
وقال رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن النسخة الثالثة والتي من المنتظر أن تدور فعاليتها خلال الفترة من 23 إلى 25 مايو المقبل ستشهد استقطاب المزيد من قادة الأعمال المؤثرين والأكاديميين ورؤساء الحكومات لتسليط الضوء على الابتكارات الضرورية لدفع عجلة الاقتصاد العالمي إلى الأمام.
النسخة الثانية من المنتدى
ولفت سعادته إلى أن النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي التي عقدت في شهر يونيو من العام الماضي، جمعت حوالي 1000 مشارك من رؤساء تنفيذيين ورواد أعمال ملهمين وقادة أعمال مبتكرين وغيرهم، من أجل صياغة حوار بناء لإيجاد الحلول لبعض من أشد التحديات العالمية إلحاحا على غرار أزمة سلاسل التوريد المستمرة، والتباين بين وظائف المستقبل والقدرات الحالية للقوى العاملة في ظل عالم ما بعد جائحة كورونا " كوفيد-19".
وأضاف: تم استقبال في سياق هذا الحوار المهم عالميا، مشاركين ومسؤولين حكوميين على أعلى مستوى، حيث شارك أكثر من 75 متحدثا رئيسيا، إلى جانب شخصيات بارزة في مجال الأعمال مثل إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا، وباتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز، وبن فان بيردن الرئيس التنفيذي لمجموعة شل بي إل سي، والدكتورة فيرا سونجوي السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، فضلا عن شخصيات عالمية أخرى ووزراء من كافة أرجاء العالم.
أهم المخرجات
ولفت سعادته إلى أن أهم مخرجات الحوار تمثلت في تبادل وجهات النظر وتسليط الضوء على مستقبل الاقتصاد العالمي والمسؤولية نحو الوصول لتعافي شامل ومستدام، مذكرا بمذكرات التفاهم التي تم توقيعها على هامش المنتدى على غرار تلك التي وقعت بين وزيري المالية القطري والمصري بهدف التنسيق في مجال السياسات المالية وآلياتها ما بين الدولتين.
وشدد على أن الهدف من تنظيم نسخة ثالثة من منتدى قطر الاقتصادي هو رسم مسار المراحل المستقبلية للنمو الاقتصادي العالمي، من خلال البناء على المنجز والنجاحات السابقة، والزخم الناتج عن الانضمام إلى حوار عالمي ساهمنا في تحديد هيكليته.
فرصة للاسترشاد بآراء نخبة
وأكد أن النسخة الثانية كانت فرصة للاسترشاد بآراء نخبة من الشخصيات مثل ديفيد كالهون الرئيس التنفيذي لمجموعة بوينغ، والجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي ديفيد بترايوس شريك في شركة كي كي آر ورئيس مجلس إدارة معهد كي كي آر الدولي، وسعادة غانم سليمان الغنيمان عضو مجلس إدارة والعضو المنتدب في الهيئة العامة للاستثمار في دولة الكويت، وجي إريك فيروولد الرئيس التنفيذي لمجموعة سينجنتا، وجوش تتريك المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ايت جاست، ومحمد منصور رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "منصور"، وباتريك كاو الرئيس التنفيذي لشركة غو تو غروب، و بات سيو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي الشركة أنيموكا براندز، وعلا دودين الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بت أواسيس، والسيدة هاسليندا أمين مقدم البرامج ومحرر منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ.
المنتدى ساهم في دعم حوار متواصل لا يقتصر على فعالية واحدة وسوف تستمر القضايا التي ناقشناها سابقا، على غرار تغير البيئة المالية وتحول الطاقة
وقال سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي والرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية:" إن المنتدى ساهم في دعم حوار متواصل، لا يقتصر على فعالية واحدة، وسوف تستمر القضايا التي ناقشناها سابقا، على غرار تغير البيئة المالية وتحول الطاقة، في تحديد استراتيجيتنا بالنسبة لمستقبل التنمية. وخلال مايو القادم، سيتم إضافة مواضيع حيوية أخرى على الأجندة العالمية وأجندة أعمال المنتدى وتتمثل مسؤوليتنا عبر هذه المنصة، في تشجيع تعاون اقتصادي يستشرف متطلبات المستقبل على كافة المستويات القيادية من أجل اقتراح حلول مستدامة للمستقبل. وكما برهنت النسخ السابقة، يعد المنتدى محفزا للاتفاقيات التعاونية التي من شأنها إيجاد حلول حقيقية وشراكات تجارية ويتمثل هدفنا في الحفاظ على هذا الاتجاه البناء وتسهيل التبادل الإيجابي بكل أشكاله.
مواضيع منتدى 2023
وبشأن طابع المنتدى والمواضيع التي ستتم تناولها في نسخة 2023، قال سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي والرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية : كانت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في قطر والأعمال الرياضية من البنود الرئيسية على قائمة أعمال النسخة الثانية من المنتدى في يوليو الماضي، حيث ركزت النقاشات على التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للبطولة، وقد تشرفنا في هذا السياق بسماع آراء خبراء في هذا المجال، كسعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، والسيد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" حيث سلطا الضوء على النمو الطويل الأمد الذي تحدثه الرياضة في المجتمعات والاقتصادات.
وقال إنه مع اختتام تلك البطولة بنجاح، فقد توفرت خلاصات أفضل مما كان الأمر عليه في يونيو الماضي بالإضافة لذلك، فإن مرحلة ما بعد البطولة ستسمح لنا بلفت أنظار العالم إلى الخطط التنموية والتنويع الاقتصادي في الدولة وعلى المستوى المحلي، سينصب تركيزنا على التنمية الاقتصادية وخطط التنويع الاقتصادي التي تستشرف احتياجات المستقبل ومن هنا سيوفر المنتدى فرصة لاستعراض أهدافنا وتحدياتنا المشتركة مع المشاركين الإقليمين والعالميين.
منتدى قطر الاقتصادي جاء ليكون منصة إعلامية ذات أجندة متنوعة تجمع قادة الأعمال العالميين من أجل صياغة خطوات قابلة للتنفيذ في سبيل تحقيق النمو الاقتصادي
وأضاف أن إنشاء منتدى قطر الاقتصادي جاء ليكون منصة إعلامية ذات أجندة متنوعة تجمع قادة الأعمال العالميين من أجل صياغة خطوات قابلة للتنفيذ في سبيل تحقيق النمو الاقتصادي، وقال "وقد تمكن المنتدى في كل نسخة من تحقيق هذا الهدف، وأصبح اليوم بمثابة واحة للحوار وتبادل الآراء بصفة مستوية وقد ساعد على ذلك اختيار باقة من المتحدثين المرموقين، مثل سباستيان بازان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة أكور، وستيفن منوشين وزير المالية الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، وسترايف ماسيونيا المؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة ليكويد إنتلجنس تكنولوجيز، وبير باولو باريزي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوالا، وبيتر مندلسون المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة غلوبال كاونسيل، ومن المقرر أن تواصل نسخة 2023 البناء على ما تحقق من نجاح لهذا المنتدى بنسخه السابقة".
الدوحة أصبحت اليوم مركزا ماليا وتجاريا مزدهرا يقود الحوارات
وأشار رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي إلى أن وجود المنتدى في الدوحة، وهي نقطة وصل ما بين الشرق والغرب وإفريقيا، ستعزز دوره الإستراتيجي بالنسبة لمجتمع الأعمال العالمي، لأن الدوحة قد أصبحت اليوم مركزا ماليا وتجاريا مزدهرا يقود الحوارات، ويتيح إمكانية تبادل الآراء، من أجل تعزيز سبل التآزر ما بين اللاعبين الرئيسيين على الساحة الاقتصادية العالمية، مضيفا "لقد تصدت النسخة السابقة من منتدى قطر الاقتصادي، لباقة من القضايا الحيوية، واحتضنت شخصيات مرموقة من المؤسسات الحكومية وعالم الأعمال في مدينة الدوحة ولا تزال الحلول التي اقترحوها تلقى صداها في أوساط عالم الأعمال والإعلام الدوليين اليوم على غرار نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة أمينة محمد، التي عبرت عن تطلعها في أن يخفف الوقود الانتقالي من الدفع نحو مصادر الطاقة المتجددة في بعض المناطق، إلى كلمة السيدة الأولى لجمهورية ناميبيا، وملاحظات مونيكا جينجوس حول أفريقيا التي قد تحتاج إلى النظر في التفاوض على اتفاقيات الديون".
تحديات عالمية
ولفت إلى أن منتدى قطر الاقتصادي سيركز في نسخة 2023 على التحديات العالمية المهمة في الوقت المناسب والتي تؤثر على المجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن أحد الدروس الرئيسية لجميع نسخ المنتدى هو تعزيز الترابط كمجتمع دولي، وستتمحور نسخة 2023 حول موضوع جديد يركز على النمو العالمي للتأسيس لخارطة طريق جديدة للنمو العالمي في هذه البيئة الاقتصادية المفعمة بالتحديات.
وقال سعادته: "إن حدثا أو اضطرابا يقع في جزء واحد من العالم له تبعات متتالية على المستوى العالمي، وعلى نحو مشابه فإن عقد الحوار هنا في قلب الشرق الأوسط يمكننا من ربط قادة الفكر وصناع القرار من المجتمعات المختلفة للوصول إلى حلول قابلة للتطبيق عالميا من أجل مستقبل آمن ومستدام للجميع".
نعمل على اكتساب الحلول التي من شأنها التصدي للتحديات التي تواجه التنمية البشرية باستيحاء من ركائز رؤية قطر الوطنية 2030
وأشاد سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي والرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية في ختام حواره مع "قنا"، بالشراكة التي تجمع المدينة الإعلامية مع مجموعة بلومبيرغ الإعلامية والتي أثمرت منصة منتدى قطر الاقتصادي، قائلا: "لقد قمنا معا بإطلاق هذا المنتدى، والتخطيط لإنجاحه في خضم فترة اضطراب عالمي غير مسبوق. ونحن نعمل على اكتساب الحلول التي من شأنها التصدي للتحديات التي تواجه التنمية البشرية باستيحاء من ركائز رؤية قطر الوطنية 2030. ويعد التزامنا بالحوار العالمي مساهمة في تحقيق الطموحات الاقتصادية والاجتماعية التي حددتها سياسات النمو الاقتصادي في قطر على مدار السنوات".