تقوم وزارة البيئة والتغير المناخي بالعمل على تعزيز السياحة من خلال الاستفادة من طبيعة البيئة القطرية حيث يتم الاهتمام بالمقومات البيئية التي تظهر جمال الطبيعة في قطر.
خطة توعوية لإدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة بحيث يكون هناك زيارات من السياح ومن المدارس والجامعات في الدولة
وأكد السيد مبارك خليفة الدوسري مدير إدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة والتغير المناخي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الوزارة وضعت "دحل المسفر" ضمن الخطة التوعوية لإدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة بحيث يكون هناك زيارات من السياح ومن المدارس والجامعات في الدولة، وذلك لتعريف الزوار على هذه الظاهرة الطبيعية وهي الدحول من حيث التكوينات الصخرية التي تحتوي على أشكال جمالية في طبقات الصخر الأم، وكذلك الصواعد والنوازل الصخرية الكبيرة التي تضيف صورة جمالية رائعة للمناظر الطبيعية داخل الدحول.
"الدحول " نقوب أرضية ضيقة من الأعلى واسعة من الأسفل ولها تعريف جيولوجي بأنها تجاويف تظهر على وجه الأرض ويمتد بعضها أفقيا
وأوضح أن اللغة العربية من أغنى اللغات في العالم بالمفردات حيث نجد اللغة الانجليزية مفردة واحدة لكل التجويفات في الأرض وهي كلمة ( cave )، في حين تحوي اللغة العربية أكثر من كلمة لكل منها معنى خاص: الكهف والغار والدحل، فالدحل تجويف يكون في قاع الأرض خلافا للغار والكهف اللذين يكونان بالجبل، مشيرا إلى أن "الدحول " هي نقوب أرضية ضيقة من الأعلى واسعة من الأسفل، ولها تعريف جيولوجي بأنها تجاويف تظهر على وجه الأرض ويمتد بعضها أفقيا، كما تعرف كذلك بأنها شقوق ومغارات في باطن الأرض لها فوهات سطحية ويوجد بها سراديب وقنوات وفي بعضها فسحات وغرف شاسعة وتتجمع المياه في أسفلها في بعض الدحول، لافتا إلى أن من أهم الدحول في قطر دحل الحمام، دحل المسفر، دحل المظلم ، دحل الهشيمية .. وغيرها.
وتابع، إن دحل المسفر يقع غرب الدوحة، في وسط شبه الجزيرة، وهو أحد أكثر المواقع الطبيعية إثارة في قطر، كما ويعتبر أكبر وأعمق الدحول في قطر، وأعجوبة طبيعية من عجائب الصحراء.
وزارة البلدية بدأت في العمل على تطوير الموقع وتسوير منطقة الدحل وترميم المدخل من أجل الأمن والسلامة لمرتادي الموقع
وأكد السيد مبارك بن خليفة الدوسري اهتمام وزارة البيئة والتغير المناخي بالدحول وتطويرها، حيث يمكن من خلال هذه الظاهرة الغريبة تنشيط السياحة البيئة، لافتا إلى أن الوزارة بدأت بدحل المسفر، حيث بدأت الوزارة في العمل على تطوير الموقع وتسوير منطقة الدحل وترميم المدخل من أجل الأمن والسلامة لمرتادي الموقع، كما وفرت الوزارة بعض الخدمات مثل الجلسات والمظلات ودورات المياه، لافتا إلى وجود خطة ودراسة من أجل تطوير دحول أخرى في الدولة وبصدد تطوير باقي الدحول حسب الأولوية المقترحة.
وأضاف أن تطوير هذه الدحول تأتي ضمن خطة الوزارة لتعزيز السياحة البيئية بسبب الأهمية التاريخية والجغرافية لهذه الدحول، حيث يرجع تاريخ تكوين بعض الدحول إلى ملايين السنين وتضم منحوتات جيرية نحتتها المياه الساقطة أو المتسربة بفعل الأمطار وتوجد بها ترسبات جيرية، منوها بأن كثيرا من علماء الجيولوجيا ينصحون بعدم تكسير هذه الترسبات حيث يصعب تعويضها إلا بعد قرون طويلة.
دحل المسفر يعد معلما طبيعيا ومن أكبر دحول قطر يبلغ عمقه من كل جانب من 40 مترا إلى 100 متر على الأقل
وقال: إن دحل المسفر يعد معلما طبيعيا ومن أكبر دحول قطر، يبلغ عمقه من كل جانب من 40 مترا إلى 100 متر على الأقل، ويبلغ حجم المدخل حوالي 4.5/ 12 مترا، ويسمى بالمسفر ويعني المضيء وذلك لوجود النور في داخله، ويصدر منه بريق نتيجة الرواسب الجبسية، والتي تؤدي إلى تكوين الظواهر الجيولوجية المعروفة باسم "ورود الصحراء" ، مشيرا إلى أن الدحل يقع غرب الدوحة وفي وسط قطر ويمكن الوصول إليه عن طريق سلوى وطريق روضة راشد وبعد ذلك يكون الطريق وعرا .
زيارة دحل المسفر في الوقت الحاضر لا تتطلب الحصول على إذن أو تصريح وأما بالنسبة للأوقات المتاحة فإن الزيارات متاحة أثناء النهار
وأشار مدير إدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة والتغير المناخي، إلى أن زيارة دحل المسفر في الوقت الحاضر لا تتطلب الحصول على إذن أو تصريح، وأما بالنسبة للأوقات المتاحة فإن الزيارات متاحة أثناء النهار ويتم إغلاق الموقع أثناء الليل من أجل الأمن والسلامة، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند زيارة الدحول بشكل عام، فيجمع الزائر معلومات وافية عنها، ويتم تحضير أدوات وملابس الحماية المناسبة مثل ( الخوذة، الحذاء، المصباح، الحبل وغيرها ) للسير إلى مسافات في ظل وجود انحدار شديد عند النزول إلى أسفل الدحل، مع ضرورة عدم دخول الدحول في موسم الأمطار خوفا من الانهيارات وسقوط الصخور، ولا يقل عن ثلاثة أشخاص للدخول في الدحل على أن يبقى أحدهم في الخارج.
وأضاف: "هناك دراسات وإحصائيات تظهر أن عدد الدحول في قطر يصل تقريبا إلى 9 آلاف دحل وقد تتجاوز هذا العدد طبقا لدراسات أخرى، وقد صنفت إلى أنواع منها البسيط، والمركب، والنوع الكبير المستطيل أو غير المنتظم، فيما تظهر دراسات أخرى بأن العدد يتجاوز الـ9 آلاف دحل".
جدير بالذكر، أن دحل المسفر قد تشكل منذ 325000 إلى 500000 سنة خلال العصر البليستوسيني الأوسط وفق موقع /زوروا قطر/، ويمكن لعشاق هواية مراقبة الطيور مشاهدة طيور السبد وأبي فصادة والوروار والهدهد الأوراسي وغيرها الكثير خلال تحليقها (أو بقائها أحيانا) في سماء قطر في طريق ترحالها إلى إفريقيا.