افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، اليوم الثلاثاء، معرض جامعة قطر للكتاب، في نسخته الأولى تحت شعار "الثقافة رحلة تعلم"، وذلك بحضور عدد من المسؤولين وممثلي دور النشر المحلية والمهتمين بصناعة الكتاب وطلاب الجامعة.
يقام المعرض بتعاون مشترك بين وزارة الثقافة، ممثلة في ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، ودار نشر جامعة قطر، في مقر مبنى شؤون الطلاب الجديد بجامعة قطر على مدى 6 أيام.
وتأتي هذه الفعالية الثقافية انطلاقا من رؤية وزارة الثقافة وجامعة قطر في الحفاظ على الموروث الفكري والثقافي للمؤلفين القطريين، وإثراء حقل المعرفة، إضافة إلى توفير المناخ الملائم لوصول أكثر من 26 ألف طالب بجامعة قطر إلى الكتاب، والاستفادة من مخزون قطر الثقافي بمختلف اهتماماته وتخصصاته.
ويشارك في النسخة الأولى من معرض جامعة قطر للكتاب 18 دار نشر وتوزيع محلية، وجهتان رسميتان مشاركتان (وزارة الثقافة وجامعة قطر)؛ إذ يهدف المعرض إلى تعزيز ثقافة القراءة والمطالعة لبناء جيل طلابي قارئ ومثقف، قادر على بناء مستقبل أمته ومجتمعه، بالإضافة إلى توفير فرصة لتبادل الرؤى وتلاقح الأفكار للطلاب والزائرين.
وسيحتضن المعرض، الذي نظم في مبنى شؤون الطلاب الجديد، العديد من الجلسات النقاشية والورش وتدشينات للعديد من الكتب والإصدارات، منها: جلسة نقاشية للدكتور أحمد حاجي صفر مترجم كتاب الجغرافيا السياسية للرياضة، وجلسة ثانية مع الدكتور علي عفيفي علي غازي مؤلف كتاب مقدمة في مصادر تاريخ قطر، وأخرى مع الدكتور حسن السيد مؤلف كتاب المدخل لدراسة القانون الدستوري القطري.
إلى ذلك، يتضمن جدول المعرض تدشين كتاب جدل المعارك والتسويات في كواليس مجلس الأمن: الحرب العراقية الإيرانية 1980 - 1988 لمؤلفه سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، بالإضافة إلى كتب أخرى.
كما ستعقد ورشة عمل لمؤسسة احتضن الدوحة بعنوان صناعة علامة كتاب معاد تدويره، حيث سيتم عرض كتاب عمارة وعمران ومدينة ما بعد جائحة كورونا لمؤلفه الدكتور علي عبدالرؤوف.
وقالت الدكتورة فاطمة السويدي، مدير دار نشر جامعة قطر في تصريح لها بالمناسبة: إن تنظيم هذا المعرض يشكل جزءا مهما من رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها، حيث يأتي تنظيمه في هذه الفترة رغبة من الجهتين (جامعة قطر ووزارة الثقافة)، في دعم التعليم ونشر الثقافة بين أفراد المجتمع بكل السبل المتاحة، وتأكيدا على أهمية المعرفة والعلم، وضرورة العمل على نشرهما في ظل ما تواجهه مجتمعاتنا من تحديات.
وأكدت أن دار نشر جامعة قطر تسعى على مدار العام لاستقطاب المثقفين والكتاب، وتوفير الفرص للطالب للحصول على الكتاب الذي يبحث عنه في جميع المجالات التعليمية والأكاديمية، سواء في القانون أو العلوم والرياضيات وغيره، بالإضافة إلى التركيز على ترجمة الكتب سواء للوقوف على معرفة كيف يفكر الآخرون، أو لنقل تجاربنا إلى الآخرين.
وأشارت الدكتورة السويدي إلى أن هذا المعرض يعد مثالا حيا على التطور التكنولوجي والرقمي الذي توصل إليه العالم، والذي يسهل الوصول للمعلومات والمصادر بطرق مبتكرة، لكن يبقى الكتاب هو الانطلاقة الأولى والتأسيسية.
بدوره، أكد السيد رياض أحمد ياسين، مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، حرص وزارة الثقافة على تفعيل الشراكات الاستراتيجية مع كافة الجهات في الدولة، منوها بأن جامعة قطر تعد شريكا أساسيا في الحراك الثقافي بالدولة.
وأوضح أن المعرض يحظى بأهمية كبيرة كونه امتدادا لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن الكتب المعروضة تتسم بالتنوع لتناسب جميع شرائح المجتمع، والطلاب من الناحية الأكاديمية والعلمية والتاريخية والدينية، وكذلك الأطفال.
وكشف ياسين أن الملتقى بصدد تدشين خطة لعدة معارض متنقلة يسعى من خلالها إلى تعزيز القراءة، وسهولة الوصول للكتاب، وعرض إصدارات المؤلفين القطريين، وحضور دور النشر في كافة المناسبات والفعاليات المهمة بالدولة.
من جهتها، قالت آمنة أبو قرجة مدير البرامج والفعاليات بملتقى الناشرين والموزعين القطريين: إن المعرض يأتي في إطار مبادرة لوزارة الثقافة باسم معرض الجامعات بهدف توطين الكتاب في المؤسسات التعليمية، دون أن تقتصر نوعية الكتاب على الأكاديمي فقط. بل تشمل أيضا الروايات والقصص والشعر.
ولفتت إلى أن النسخة الأولى بدأت اليوم في جامعة قطر، وأن النسخة الثانية من هذه المعارض ستكون في جامعات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وتابعت: إن المعرض يقتصر على المشاركات المحلية بهدف استمرار معرض الدوحة للكتاب على مدار العام، وتسهيل الوصول للكتاب ودعم الموزعين والناشرين وتحفيز المؤلفين القطريين، وتشجيع الشباب على القراءة طوال العام من خلال توفير دعم وحافز لهم، يتجسد في تخفيضات تصل إلى 25% خلال فترة المعرض.
من جانبها، قالت السيدة هنوف البوعينين المدير التنفيذي لشركة سمرقند للتجارة وتوزيع الكتب، والتي تشارك في النسخة الأولى لمعرض جامعة قطر للكتاب في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن الشركة توفر مجموعة متنوعة من الكتب العربية والأجنبية، إضافة إلى الروايات وكتب الأطفال واليافعين.
ونوهت إلى أن مشاركة سمرقند في المعرض تهدف لتلبية احتياجات طلاب الجامعة بباقة من الكتب التي تثري ثقافتهم وتنمية معارفهم، وتساعدهم في مجالات دراستهم وبحثهم الأكاديمي، مؤكدة أن المعرض يعد فرصة مهمة لجلب الكتاب إلى طلبة الجامعة، وتوفير النصائح حول كيفية اختيار الكتاب المناسب، كما أنه بمثابة حلقة الوصل بين الطالب ودور نشر وتوزيع الكتب، وهو ما اعتبرته أمرا مهما للاطلاع على جديد الإصدارات في مختلف المجالات.
وفي السياق ذاته، أشاد السيد عبدالعزيز البوهاشم السيد صاحب مكتبة تراثية، في تصريح مماثل لـ "قنا"، بتنظيم المعرض في رحاب جامعة قطر، منارة المعرفة، مشيرا إلى أن مشاركة مكتبته في هذا المحفل العلمي، أمر مثالي للغاية، خصوصا وأنه يعتبر المكان الأنسب للطلاب، ويقرب المعرفة منهم ويضعها بين أيديهم.
وذكر أن مكتبته متخصصة في الكتب والروايات التراثية القديمة، وتعرض كتبا تاريخية ونادرة ذات إضافة نوعية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن مكتبته لا تخلف الموعد مع الأحداث الثقافية الكبرى التي تشهدها البلد، سواء في معرض الدوحة الدولي للكتاب، أو غيره من الفعاليات الكبرى. كما أعرب السيد عبدالعزيز عن تقديره لجامعة قطر وما تبذله من مجهودات وخدمات من أجل إنجاح هذا المعرض، بالإضافة لكل الجهات المنظمة والمشاركة في هذا المعرض الذي ولد كبيرا.