تحتفي دولة قطر، غدًا الأربعاء، بأبنائها المتميزين في مجال التعليم، وذلك من خلال الدورة السادسة عشرة من جائزة التميز العلمي، التي تقام تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تحت شعار "بالتميز نبني الأجيال".
وسيتم تكريم 64 فائزًا يمثلون الفئات المعتمدة للجائزة هذا العام من أصل 199 متقدما تم إخضاعهم للمعايير والشروط الخاصة بالجائزة.
وتضم جائزة التميز هذا العام ثماني فئات هي: جائزة التميز العلمي لطلبة المرحلة الابتدائية، وفاز بها 21 طالبا، وجائزة التميز العلمي لطلبة المرحلة الإعدادية، وفاز بها 8 طلاب، وجائزة التميز العلمي لطلبة الشهادة الثانوية، وفاز بها 4 طلاب، وجائزة المعلم المتميز، وفاز بها معلمان، وجائزة التميز العلمي لخريجي الجامعات، وفاز بها 24 طالبا جامعيا، وجائزة التميز العلمي لحملة شهادة الماجستير، وفاز بها طالبان، وجائزة التميز العلمي لحملة شهادة الدكتوراه، وفاز بها 2 من حملة الدكتوراه، وجائزة التميز العلمي فئة البحث العلمي للمرحلة الثانوية، وفاز بها طالب واحد.
تكريم المتميزين علميًا
وتعد جائزة يوم التميز العلمي مناسبة لتكريم المتميزين علميًا من أبناء دولة قطر في مجالات متعددة؛ من أجل نشر ثقافة الإبداع والتميز في المجتمع القطري، ودفع الطلبة إلى مزيد من التفوق والتحصيل العلمي المتميز، وخلق التكامل بين الجهود الفردية والمؤسسية من أجل تحسين مخرجات العملية التعليمية، والوصول بها إلى المستويات والمعايير العالمية.
وتعكس الجائزة، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لأول مرة عام 2006، مدى التقدير والاهتمام الذي توليه الدولة للمتميزين علميا من أبناء دولة قطر، وتكريمهم والاحتفاء بهم، إلى جانب تعميق مفاهيم التميز، وتشجيع كافة الأفراد والمؤسسات التعليمية على تطوير أدائها، وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو المعرفة والبحث العلمي.
وتعمل الجائزة على بث روح الابتكار لدى الطلبة والباحثين والمؤسسات التعليمية، وإذكاء روح التنافس بين الأفراد والمؤسسات التعليمية في مجال التميز العلمي، وتوجيه الطاقات الفردية والمؤسسية نحو التميز العلمي في المجالات التي تخدم تحقيق توجهات الدولة التنموية.
وعلى مدى دوراتها السابقة، استطاعت جائزة التميز العلمي تحفير أبناء قطر نحو التميز، حتى أصبح ثقافة في المجتمع في ظل بيئة تتيح خيارات واسعة في التعليم، وإمكانيات كبيرة سخرتها الدولة عبر استراتيجيات وطنية وخطط تعليمية واضحة ومدروسة ترمي لبناء نظام تعليمي يتماشى مع أرقى معايير النظم التعليمية العالمية ومتطلبات العصر، مع تبني أحدث التقنيات والبرامج التربوية والبحثية في المناهج والتقييم والتدريب، ما ساهم في تنمية قدرات الطلبة، واكتشاف مواهبهم وإمكاناتهم الإبداعية، وتعزيز مهارات البحث العلمي لديهم في شتى التخصصات، والميادين، وبالأخص تلك التي تحتاجها الدولة.
وقد بلغ عدد المتميزين المكرمين، منذ إطلاق جائزة التميز العلمي وحتى الدورة الخامسة عشرة، 872 متميزًا من أفراد ومؤسسات، بمختلف فئات الجائزة التسع.
وكان السيد علي عبدالله البوعينين الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي ووكيل الوزارة المساعد لشؤون الخدمات المشتركة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، قد نوه بالاهتمام الواضح الذي توليه الدولة، ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتميز العلمي، وبالمتميزين في شتى المجالات والحقول والتخصصات العلمية والبحثية، مؤكدا أن هذا التوجه يهدف إلى نشر ثقافة الإبداع والتميز في المجتمع القطري، انطلاقا من الإيمان بأن الارتقاء بالدول يأتي من خلال العطاء العلمي المتميز الذي ينتج الأفكار المبدعة التي تعمل على نقل الدولة إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأوضح أن الاحتفال بجائزة التميز العلمي يعد مناسبة علمية وطنية تستعرض فيها الأعمال العلمية المتميزة لطلبة المراحل الابتدائية والإعدادية وطلبة الشهادة الثانوية، فضلا عن خريجي الجامعات وحملة الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه، إلى جانب اهتمام الجائزة بالمعلم المتميز والمدرسة المتميزة، والبحث العلمي، كما أنها تعتبر مناسبة تجمع المتميزين علميًا من أبناء الوطن والذين يشكلون مستقبل البلاد، مع قيادات الدولة الذين يثمنون جهدهم، ويحرصون على دعمهم وتحفيزهم وتشجيعهم على المزيد من العطاء العلمي ومن التميز والإبداع.
موروث تعليمي وتنموي
ومنذ إطلاقها، أصبحت جائزة التميز العلمي موروثا تعليميا وتنمويا يحمل رؤية ورسالة وغايات وأهداف سامية، تنطلق من الاهتمام بالعنصر البشري، وبخاصة أن الطلبة المتميزين علميا، بمختلف مستوياتهم، يمثلون رأس مال قطر البشري المعرفي الذي يحقق رؤيتها الوطنية.
وأسهمت الجائزة، طوال مسيرتها، في تأصيل ثقافة التميز العلمي، ودعم عملية الإبداع ومهارات الطلبة القطريين، وهو ما انعكس إيجابا على تميز مخرجات المدارس ومؤسسات قطر التعليمية، ما يؤكد فعلا أن التميز هدف استراتيجي في سياسة القيادة الرشيدة.
ولتوثيق هذه المسيرة الرائدة، افتتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، يوم أمس الأحد، المعرض التوثيقي الخاص بجائزة التميز في مؤسسة الحي الثقافي "كتارا"، الذي سيتواصل حتى بعد الخميس؛ وذلك بهدف التعريف بمعايير الجائزة، وطرق التقدم لها، واستعراض مسيرتها، وعدد المكرمين، وصورهم، والأوسمة والشهادات التي تحصلوا عليها، علما أن المعرض يضم عددا من الأجنحة الخاصة بمسيرة الجائزة.
وكان عدد من الخبراء التربويين قد شددوا على مساهمة جائزة التميز العلمي في تعزيز روح التميز والإبداع والابتكار في الوسط التربوي والتعليمي بدولة قطر، خاصة لما تمتلكه من معايير، وذلك من خلال معايير عالمية للتميز، وبرامج نوعية ساهمت في تحسين مخرجات العملية التعليمية، وهو ما يؤكد في محصلته أن الاستثمار الحقيقي والأمثل هو الاستثمار في الإنسان، وأن العناية والاهتمام بالموهوبين والمتفوقين تكمن في هذا الاستثمار، لبناء جيل من الشباب المؤهل للتعامل مع تطورات العصر، وهذا ما أشارت إليه رؤية قطر الوطنية 2030 في ركيزتها الأولى المتعلقة بالتنمية البشرية.
وقد أكدت على ذلك سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، في كلمة لها خلال الدورة الخامسة عشرة من الجائزة، المراهنة الكبيرة لدولة قطر على شبابها المتميز علميا والمنوط به حماية مكتسباتها التي حققتها على كافة الأصعدة، لا سيما بعد تسلحهم بالمعارف والمهارات وأدوات الإبداع والابتكار، وانفتاحهم على عوالم البحث العلمي الخلاق، وفوق ذلك كله، إتقانهم الكفايات الرئيسية كمتطلبات أساسية للقرن الحادي والعشرين، ما يفتح آفاقا جديدة للتنمية البشرية والمستدامة في قطر ويهيئها للمنافسة في عالم سريع التغير، يقوم على التميز والابتكار والمعرفة.
مكافآت مالية
يشار إلى أن الفائزين بجائزة التميز العلمي يتم منحهم ميداليات ومكافآت مالية، حيث ينال الطالب المتميز في المرحلة الابتدائية (فئة الميدالية البلاتينية) مكافأة مالية قدرها (15 ألف ريال قطري) وميدالية وشهادة تميز، فيما يمنح الطالب المتميز الحائز على الميدالية الذهبية مكافأة مالية قدرها (10 آلاف ريال قطري) وميدالية وشهادة تميز.
ويمنح الطالب المتميز في المرحلة الإعدادية (فئة الميدالية البلاتينية) مكافأة مالية قدرها (20 ألف ريال قطري)، وميدالية، وشهادة تميز، كما يمنح الطالب المتميز (فئة الميدالية الذهبية) مكافأة مالية قدرها (15 ألف ريال قطري) وميدالية، وشهادة تميز.
ويحصل الطالب المتميز في المرحلة الثانوية (فئة الميدالية البلاتينية) ميدالية وشهادة تميز، ومكافأة مالية مقدارها (35 ألف ريال قطري)، بينما يمنح الطالب المتميز (فئة الميدالية الذهبية) ميدالية وشهادة تميز ومكافأة مالية قدرها (25 ألف ريال قطري)، كما يمنح صاحب أفضل بحث من طلبة المدارس الثانوية الميدالية الذهبية وشهادة التميز، بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها 20 ألف ريال قطري.
أما الطالب الجامعي المتميز فئة الميدالية البلاتينية، فينال ميدالية وشهادة تميز ومكافأة مالية مقدارها (45 ألف ريال قطري)، بينما يحصل الطالب الجامعي المتميز فئة الميدالية الذهبية على ميدالية وشهادة تميز ومكافأة مالية قدرها (35 ألف ريال قطري)، فيما يحصل المعلم المتميز على الميدالية البلاتينية وشهادة التميز، بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها 60 ألف ريال قطري، في حين يحصل حملة شهادة الدكتوراه على الميدالية البلاتينية وشهادة التميز، بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها 60 ألف ريال قطري، وتمنح جائزة المدرسة المتميزة لمدرستين متميزتين؛ إحداهما حكومية والأخرى خاصة، ولكل منهما مكافأة نقدية قدرها 100 ألف ريال قطري وشهادة تميز وميدالية ذهبية، بينما يحصل المتميزون من حملة الماجستير على 50 ألف ريال قطري.