لطالما ألمحت أفلام الخيال العلمي إلى حرب مستقبلية سيتم دعمها أو ربما توجيهها بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI). ومع ذلك، كان هذا المستقبل يبدو دائمًا بعيدًا وكان من المرجح أن يؤدي استخدام مثل هذه التكنولوجيا إلى هجمات استباقية.
وفي تطور جديد، أكدت القيادة الشمالية الأميركية نورثكوم (NORTHCOM) أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالهجمات "قبل أيام".
تهدف التطورات التكنولوجية بالتطبيقات العسكرية إلى تقليل المخاطر على حياة الإنسان، وتنفيذ العمليات من مسافة آمنة. وسواء كان الأمر يتعلق بأسراب الطائرات بدون طيار أو دعم الذكاء الاصطناعي للطيارين المقاتلين، فإن الهدف هو تقليل الأضرار الجانبية مع تحسين خيارات الهجوم.
وفي إيجاز صحفي، أكد قائد نورثكوم الجنرال جلين دي فانهيرك أن الجيش الأميركي قد أجرى الاختبار الثالث في سلسلة تجارب هيمنة المعلومات العالمية "جيدي" (GIDE).
وتم إجراء أول اختبار "جيدي" في ديسمبر/كانون الأول 2020 بمشاركة عدد قليل من أطقم المقاتلين لاختبار نموذج أولي لتنبيهات الإنذار المبكر التي تدعمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وذلك لمعرفة التهديدات القادمة من طرف القوات المعادية.
وفي وقت لاحق في مارس/ آذار2021، تم إجراء اختبار "جيدي- 2" بمشاركة جميع الأطقم القتالية الأميركية وعددها 11، بواسطة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لاستخدام المعلومات للاستجابة لسيناريوهات المعارك الواقعية. واختبرت "نورثكوم" أيضًا 3 أدوات مساعدة لاتخاذ القرار خلال هذه السلسلة لتحسين قدرات الردع وزيادة مساحة القرار.
واختتم مؤخرا الاختبار الثالث بالسلسلة "جيدي-3" وشمل بيانات من أجهزة استشعار منتشرة عالميًا، بعضها تجاري في الأصل، كما صرح الجنرال فانهيرك بأن برنامج "جيدي" يستخدم إمكانات جديدة للحصول على بياناته، مثل الأقمار الاصطناعية والرادار والقدرات التقنية تحت سطح البحر والقدرات السيبرانية والإنترنت.
وجمع البرنامج كل هذه المعلومات في سحابة لتتم معالجتها بواسطة التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وذلك لتوفير المعلومات الهامة لصانعي القرار في الوقت الفعلي تقريبًا.
وأضاف فانهيرك أن أنظمة الإنذار المتقدمة (تفوق القرار) ستوفر للقيادة العسكرية والمدنية "أياما من مساحة القرار" لأن اتخاذ القرار استباقي وليس رد فعل.
وأثناء إجراء التجربة، تم تصميم النظام أيضًا لدمج وتزويد المعلومات للحلفاء والشركاء. حيث تعمل كندا والولايات المتحدة بشكل تعاوني في نظام الإنذار الشمالي، أيضا تعمل واشنطن مع شركائها خلال اختبارات "جيدي".
وبدون ذكر أسماء، قال الجنرال إن برنامج "جيدي" سيساعد القوات ضد دولتين مسلحتين نوويًا، مما يمثل تحديًا يوميا للولايات المتحدة، وهو جاهز للتطبيق في وقت مبكر من عام 2022، حسبما أفاد موقع إنغادغيت (Engadget).