دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

تستفيد من القدرات الكامنة بتلك الدول

التعليم فوق الجميع: مساهمات فاعلة لتسريع التنمية بالبلدان الأقل نموًا

04/03/2023 الساعة 17:33 (بتوقيت الدوحة)
طلال الهذال
طلال الهذال
ع
ع
وضع القراءة

تسهم دولة قطر إسهاما كبيرا ومقدرا في مساعدة البلدان الأقل نموا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، من خلال تعزيز شراكاتها بالمناطق الأكثر احتياجا، وضمان تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية فيها، وتسريع التنمية المستدامة، والاستفادة من الإمكانات الكامنة لها، على نحو يساعدها على التقدم والازدهار.

تطابق في الأهداف

وتتطابق أهداف مؤسسة التعليم فوق الجميع -التي تعد من أكبر المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم- مع "برنامج عمل الدوحة للعقد (2022 - 2031) في التنمية"، الذي اعتمده مؤتمر الأمم المتحدة المعني بأقل البلدان نموا، وأيدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أبريل الماضي، وأهابت بجميع أصحاب المصلحة المعنيين الالتزام بتنفيذه، من خلال قيامها بدور فاعل في أكثر من 60 دولة بمختلف مناطق العالم؛ وذلك لبناء حركة عالمية تساهم في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية من خلال التعليم الجيد وبرامج الرفاه.

طلال الهذال: المؤسسة تركز في عملها على المناطق الفقيرة ومناطق النزاعات والكوارث وتلبي حاجات الأطفال والنساء

وأكد السيد طلال الهذال، مدير برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن المؤسسة تركز في عملها على المناطق الفقيرة، ومناطق النزاعات والكوارث، وتلبي حاجات الأطفال والنساء، وتساعدهم على أن يكونوا أعضاء نشيطين في مجتمعاتهم، وتزويدهم بالأدوات التي تساعد على دعم التنمية المستدامة، وخلق بيئة من السلم والأمن والعدالة والازدهار.

وقال الهذال: كما يركز مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا -الذي سيعقد في الدوحة خلال الفترة من 5 إلى 9 مارس الجاري تحت شعار «من الإمكانات إلى الازدهار»- على الاستثمار في الإنسان والقضاء على الفقر، وبناء القدرات، وتسخير قوة العلم والتكنولوجيا والابتكار، ودعم التحول الهيكلي بوصفه محركا لتحقيق الازدهار، فإن مؤسسة التعليم فوق الجميع تنشط في المناطق الفقيرة والبعيدة جغرافيا التي تغيب فيها البنية التحتية، ويكثر فيها المتسربون من التعليم والمتعرضون للعنف، منبها إلى أن عدد المستفيدين من أنشطة المؤسسة بلغ أكثر من 15 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، وبقيمة 2.6 مليار دولار أمريكي.

نطاق عمل المؤسسة

ونوه إلى أن مؤسسة التعليم فوق الجميع تعمل في 35 دولة من البلدان الأقل نموا، حيث يستفيد بشكل مباشر أكثر من 8.3 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس من برامج المؤسسة بقيمة 1.4 مليار دولار، وبدعم رئيسي من صندوق قطر للتنمية، وصناديق التنمية الأخرى، وبنوك التنمية الدولية والمنظمات الأممية وغير الربحية، مشيرا إلى أن المؤسسة تكثف المنح الدراسية، والدعم العيني للأطفال المحرومين من المدارس، وتدعم سبل العيش للأسر، معتمدة في ذلك على التعليم المكثف والمرن والشامل وبناء وتجديد المدارس، وتهيئتها لتكون أكثر ملاءمة للجنسين والأطفال، مع توفير المستلزمات التعليمية، وبناء قدرات المعلمين ومديري المدارس والجهات التعليمية المحلية، ومعالجة المشاكل التي تواجه الأقليات العرقية والأطفال ذوي الإعاقة.

"التعليم فوق الجميع" تعمل مع أكثر من 80 شريكا عبر 5 برامج مختلفة

وأوضح مدير برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، أن المؤسسة تعمل مع أكثر من 80 شريكا من خلال خمسة برامج هي "حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن، وأيادي الخير نحو آسيا "روتا"، وعلم طفلا، والفاخورة، وبرنامج الابتكار العالمي".

وأوضح أن برنامج "حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن" يسهم في ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، ولا سيما للمجتمعات التي تشهد نزاعات مسلحة وينعدم فيها الأمان، من خلال المناصرة لضمان المساءلة، ووضع حد لثقافة الإفلات من العقاب ضد الهجمات على التعليم، وتمكين أصحاب الحقوق من المعرفة والمهارات اللازمة للدفاع عن حقهم في التعليم، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر سلاما ونزاهة وازدهارا، كما يسعى برنامج أيادي الخير نحو آسيا "روتا"، من خلال تدخلاته في المناطق الأشد احتياجا إلى خلق عالم يتمتع فيه الشباب بشعور الانتماء، وتمكينهم من تطوير معارفهم ومهاراتهم، ومساعدتهم في مجال المهارات الخضراء للشباب؛ لتعزيز دورهم في التحديات العالمية، وبالأخص في مجال التغيير المناخي.

برنامج الفاخورة يتعاون مع المنظمات الأممية ذات الصلة ما يجعله آلة للتعليم والإعمار

وعن برنامج "الفاخورة"، الذي تم إطلاقه عام 2009 على مدرسة الفاخورة شمالي قطاع غزة، قال السيد طلال الهذال: إن البرنامج يتعاون مع المنظمات الأممية ذات الصلة، بما يجعله آلة للتعليم والإعمار في العديد من دول العالم، حيث قدم آلاف المنح الدراسية للاجئين والنازحين لاستكمال تعليمهم العالي، حيث وصل عدد المستفيدين من مختلف دول العالم إلى أكثر من 10 آلاف منحة دراسية في جامعات محلية عالمية.

وبخصوص برنامج "علم طفلا"، أوضح أن البرنامج قصة نجاح وشراكة فريدة بين المؤسسة والأمم المتحدة، والذي تم إطلاقه عام 2012 بهدف خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم الأساسي في مختلف أنحاء العالم، ليصبح البرنامج في غضون عشر سنوات داعما لأكثر من 15 مليون طفل حول العالم، ما جعله يسهم في إحداث تغييرات جذرية وملموسة، ويعود بالنفع على المجتمعات، ويرسي الدعائم لعالم أكثر استدامة في حياة الأطفال، الذين حالت الظروف دون التحاقهم بالتعليم الابتدائي، وذلك عن طريق شراكات استراتيجية وحلول مبتكرة، وإزالة المعوقات التي تعرقل وصولهم إلى التعليم الجيد. بالإضافة إلى توفير أهم الاحتياجات الرئيسية للطلاب، مثل برامج التحصين المتكاملة، وتوفير الوجبات الغذائية والماء وغيرها، بالشراكة مع التحالف العالمي للقاحات وبرنامج الأمن الغذائي.

دعم داخلي وخارجي

وأشار مدير برنامج الفاخورة، التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع، إلى أن دعم المؤسسة لا يقتصر على اللاجئين والمهاجرين في الخارج، بل تعمل المؤسسة في الداخل لضمان حصول جميع الأطفال المقيمين داخل دولة قطر على فرص التعليم العادل، وذلك عن طريق مشروع "سويا" الذي أطلقته المؤسسة، حيث يعمل المشروع بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وبالشراكة مع الداعمين المحليين.

كما أنشأت المؤسسة من خلال برنامج تطوير الابتكار العالمي الجسر الأكاديمي لبناء المهارات العملية في القراءة والكتابة والحساب بأكثر من ثماني لغات من عمر 4 - 17 عاما غير الملتحقين بالمدارس، حيث يعتمد تصميم البرنامج على فكرة التعلم الذاتي، ويؤهل هذا الجسر الأطفال لاستكمال تعليمهم الأساسي أو المهني؛ لكي يصبحوا أفرادا منتجين وفاعلين، قادرين على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعهم، وبلغ عدد المستفيدين من بنك الموارد التعليمية الإلكترونية المجانية أكثر من 800 ألف مستفيد، وتحميله من 150 دولة حول العالم.

وتهدف مؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال برامجها المختلفة ومبادراتها المتنوعة إلى تعزيز قدرات الشباب، والاستعداد للأزمات الإنسانية ومجابهتها والتعافي منها، وجعلهم أكثر قدرة على المشاركة الفعالة والمساهمة الإيجابية في مجتمعاتهم المحلية، من خلال تنظيم برامج تدريبية لتحسين قدرة الشباب في العمل الإنساني، وبناء السلام، وتعليم المواطنة العالمية، وإدماجهم في أنشطة وحملات وعقد لقاءات للقادة الشباب مع صناع القرار والمعنيين وأقرانهم في الدول الأخرى، لتبادل الخبرات، واكتشاف مسارات جديدة للدعم.

ووفرت المؤسسة منذ إنشائها عام 2012 التعليم الجيد لملايين الأطفال في مختلف بقاع العالم، كما تعهدت مع شركائها بتسجيل ملايين المهمشين في المدارس، معظمهم في بلدان فقيرة ومناطق نزاعات، كما استطاعت تنفيذ خططها من خلال نهج متعدد القطاعات، ونماذج تمويل فريدة، مع التركيز على الابتكار كأداة للصالح الاجتماعي، والشراكات الفعالة، فهناك ما يزيد على 2000 منشأة تعليمية ممولة من قبل مؤسسة التعليم فوق الجميع، وأكثر من 50 مشروعا نشطا حاليا في أكثر من 45 دولة حول العالم.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo