المنظمة الخليجية للبحث والتطوير تنظم حلقة نقاشية حول إرث الاستدامة لمونديال 2022

04/03/2023 الساعة 21:27 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

نظمت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) حلقة نقاشية مفتوحة، بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والمجلس العالمي للبصمة الكربونية، حول إرث الاستدامة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، تبادل المشاركون فيها الأفكار والرؤى حول الوسائل التي قامت بها دولة قطر للإيفاء بالتزامها الطموح بتقديم بطولة استثنائية محايدة للكربون، وبناء إرث مستدام للأجيال المقبلة.

شارك في الحلقة النقاشية عدد من المتحدثين من مؤسسات دولية، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومحلية، إلى جانب متخصصين وخبراء في مجال الاستدامة، وتمويل أرصدة الكربون، ومقدمي الحلول والبرامج المتعلقة بالحد من الانبعاثات الكربونية، والمبتكرين في هذا المجال الذين شاركوا بشكل مباشر في مشاريع بطولة كأس العالم 2022.

وتعرف المشاركون، خلال الحلقة، على المشاريع الرئيسية التي ساعدت في بناء إرث أخضر ومستدام للبطولة، حيث ناقش المتحدثون مجموعة من القضايا، بما في ذلك الآثار الإيجابية للاستدامة لبطولة كأس العالم 2022، والأداء البيئي لملاعب المونديال أثناء المباريات، وحياد الكربون للبطولة، وتعويض الكربون في سياق كأس العالم، وإدارة النفايات خلال مرحلة الإنشاءات، والتحكم في الغبار الناتج عن حركة البناء، وأفضل ممارسات ترشيد الطاقة والمياه في مواقع إنشاء الملاعب، وتسليط الضوء على دمج حلول الاستدامة في تصميم ملاعب المونديال، ودور المؤسسات المعنية بالبطولة في تنفيذ ومتابعة إجراءات الاستدامة في قطر.

FqZXCSAX0AEsJt5
كما شهدت الحلقة أيضا نقاشا جمع عددا من الخبراء حول قضايا حياد الكربون، والتزام قطر بالحد من البصمة الكربونية للبطولة، وقاد هذا النقاش خبراء المناخ في المجلس العالمي للبصمة الكربونية -أول برنامج لإصدار أرصدة الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- الذي ساهم أيضا في تحقيق حياد الكربون لبطولة كأس العالم 2022.

وقد سلطت الفعالية الضوء على كيفية تصميم وبناء ملاعب المونديال بكفاءة بيئية، واستخدام المواد المستدامة وممارسات إدارة النفايات، التي أدت إلى تحقيق تصنيفات متميزة في مجال المباني الخضراء وفق المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة (جي ساس)، كما تعرف المشاركون على أفضل الممارسات في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وممارسات مكافحة الغبار، إلى جانب الاستراتيجيات الأخرى، التي تم تنفيذها في مواقع الملاعب للحد من تأثيرها على البيئة.

وقال الدكتور يوسف بن محمد الحر رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير في تعليق له: "لقد قامت قطر بإعداد خطط مستقبلية للحد من تلوث المناخ وانبعاثات الكربون، وذلك قبل فترة طويلة من فوزها باستضافة كأس العالم لكرة القدم، ومن المؤكد أن فرصة استضافة هذا الحدث الرياضي الأكثر متابعة على مستوى العالم، ساهمت في تسريع تقدمنا في هذا المجال المهم، فمنذ البداية، كنا نعتقد أن كأس العالم يمكن أن يكون عاملا مساعدا للتحول الأخضر، ليس فقط في دولة قطر فقط، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم".

FqZXCRzXsAIAVDU
وأضاف الحر أن هذه الفعالية تهدف إلى تبادل المعرفة والأفكار، فضلا عن عرض المبادرات الخضراء التي شاركت المنظمة فيها بدعم من إدارة الاستدامة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، "ومن خلال مشاركة الأفكار حول الوسائل التي حققت بها قطر أهدافها الطموحة في مجال الاستدامة، نأمل في إلهام وتمكين الآخرين اتخاذ إجراءات نحو مستقبل أكثر انخفاضا في انبعاثات الكربون، وفي الوقت نفسه، لا نزال ملتزمين بضمان استمرار إرث الاستدامة في قطر 2022 لسنوات مقبلة".

من جانبها، قالت المهندسة بدور المير المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "كنا نعلم دائما أن استضافة كأس العالم لكرة القدم في قطر فرصة لتصميم وتنفيذ مشاريع من شأنها أن تقلل الأثر البيئي خلال أحداث البطولة، وأن تترك إرثا مستداما في الوقت نفسه. كان أحد الجوانب الرئيسية لاستراتيجيتنا هو برنامج المباني الخضراء، ونحن فخورون بحصول جميع الاستادات على شهادات "جي ساس" للتصميم والبناء وإدارة التشييد والتشغيل. لقد كان برنامج الاستدامة الخاص بكأس العالم FIFA قطر 2022 هو أول برنامج يتم تطويره وتسليمه بشكل مشترك بين الدولة المضيفة و"فيفا". ومن خلال هذا التعاون، تمكنا من إحداث أثر إيجابي خلال مراحل التحضير والعمليات والإرث".

وبدوره، قال السيد فيديريكو أديتشي رئيس قسم الاستدامة والبيئة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): "نحن كفريق، قدمنا بطولة كأس عالم أظهرت العديد من الاستثناءات في مختلف المجالات المتعلقة بالبطولة، كما قدمنا بطولة نفذت استراتيجية استدامة تعد الأكثر شمولا لأضخم حدث رياضي على الإطلاق".

44333
ولفت أديتشي إلى أن بطولة كأس العالم 2022 لن تترك إرثا إيجابيا للاستدامة في قطر فحسب، بل ستؤثر أيضا على الطريقة التي ستقام بها بطولات وفعاليات مماثلة في جميع أنحاء العالم، وسيظل تأثير قطر ملموسا في بطولات كأس العالم لكرة القدم في المستقبل.

من جانبه، أكد السيد يوسف الصالحي، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أن دولة قطر قطعت خطوات كبيرة في تنفيذ برنامج الاستدامة لتحقيق التنمية الاقتصادية على مدار العقد الماضي، فقد شهدت الاستعدادات لكأس العالم دفعة خاصة نحو حياد الكربون، مع اتخاذ تدابير ملموسة تضمن انخفاضا كبيرا في الانبعاثات الضارة والنفايات غير القابلة لإعادة التدوير، ومن المهم ألا نحتفل بإرث الاستدامة لكأس العالم فقط، بل نتحدث عنه أيضا على منصات أخرى مثل سلسلة "لقاء الخبراء" التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، التي نفخر باستضافتها، حيث إن الجمع بين الخبراء الذين ساهموا في تأسيس هذا الإرث هو خطوة أساسية في تبادل المعرفة، بالإضافة الى تثقيف الجمهور حول قضايا مثل الاستدامة وتغير المناخ.

وتعد المنظمة الخليجية للبحث والتطوير مؤسسة غير ربحية تقود بيئة الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقع مقرها الرئيسي في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وتسعى عبر أنشطتها المتنوعة إلى دعم تحول المجتمعات والبنية المؤسسية والبيئة العمرانية نحو الاستدامة، كما تسعى إلى تعزيز الابتكار وتطوير القدرات لتمكين النمو المستدام منخفض الكربون للأجيال الحالية والمستقبلية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo