دعا فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، دول العالم إلى دعم "برنامج عمل الدوحة" لمساعدة الدول الأقل نموا، والهادف إلى إزالة العوائق الهيكلية أمام النمو الشامل والتنمية المستدامة بها.
وقال فخامة الرئيس التركي في كلمة ألقاها بالنيابة عنه سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية في الجمهورية التركية أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا: إن على جميع الدول التوسع في الجهود الهادفة إلى التحاق هذه الدول بركب التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن برنامج الدوحة لأقل البلدان نموا للفترة 2022 - 2031، قدم آفاقاً لبناء القدرة على صمود هذه المجموعة، وهو خطوة على طريق مواصلة الالتزامات التي عمل عليها برنامج إسطنبول.
ورأى فخامة الرئيس التركي أن المؤتمر الذي افتتحت أعماله اليوم، لبنة جديدة في الجهود الهادفة إلى وضع وبناء شراكة عالمية تضمن استفادة أقل البلدان نمواً من التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وأن هذا التعاون الدولي، ضامن مهم للحيلولة دون إضافة مزيد من الضغوط على النظام الاقتصادي والمالي العالمي، تعرقل إحداث تقدم ملموس للبلدان الأقل نمواً.
وأكد أن دعم التقدم والتطور والتنمية في الدول الضعيفة، مسؤولية جماعية، بالنظر إلى أن الدول الأقل نمواً هي الأضعف والأكثر هشاشة في مواجهة تطورات النظام الاقتصادي والمالي العالمي الحالي، مشيرا إلى أن المؤتمر الخامس للأمم المتحدة للدول الأقل نمواً بالدوحة، يعقد في وقت يمر فيه النظام الدولي بتحولات سريعة.
وفي هذا السياق دعا الرئيس التركي إلى إصلاح النظام العالمي الاقتصادي والمالي، وإيجاد السبل لمكافحة تغير المناخ الذي يؤثر على أقل البلدان نمواً أكثر من غيرها، وذلك على الرغم من أنها غير مسؤولة عن هذه التغيرات المناخية، وأشار إلى الفجوة الرقمية والتكنولوجية الكبيرة التي تفصل بين الدول المتقدمة والبلدان الأقل نموا، وقال "علينا أن نكسر وتيرة الحلقات المفرغة التي تصعب من عمليات التنمية".
وأكد أن تركيا كشريك قديم وموثوق لأقل البلدان نمواً تبذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه، وتواصل التزامها نحو مؤتمر الأمم المتحدة الرابع للدول الأقل نمواً الذي عقد في إسطنبول عام 2011 ، مستعرضا ما قدمته بلاده من مساعدات إنمائية وإنسانية لبناء قدرات أقل البلدان نمواً.
وقال الرئيس التركي "لا يمكننا أن نترك أقل البلدان نمواً خلف الركب.. علينا أن نتحرك بدون تأخر أولاً فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وما يدعو للخجل أننا لم نقترب من القضاء على الفقر في القرن الحادي والعشرين"، مبينا أن "أنقرة تعمل من أجل تنفيذ سلس لمبادرة نقل الحبوب التي ساعدت كل أسرة في أنحاء العالم، ولا سيما في أقل البلدان نمواً من خلال خفض أسعار الغذاء العالمية".
وكان الرئيس التركي قد نوه في بداية كلمته، بالدعم والتضامن الذي لقيته بلاده بعد زلزالي فبراير الماضي اللذين ضربا جنوب شرقي تركيا، قائلا "البلدان الأقل نمواً كانت من أوائل الدول التي قدمت الدعم لتركيا خلال أحلك أيامها، وندرك أن مد يد العون كان في بعض الحالات تضحية كبيرة في حد ذاتها، وتركيا لن تنسى هذا الموقف أبداً".