أكد سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية، مواصلة الصندوق تعاونه مع مختلف شركائه المحليين والعالميين، من أجل دعم الشباب واستثمار طاقاتهم، كونهم المحرك الرئيس لتحقيق أجندة الأمم المتحدة 2030، وأهداف التنمية المستدامة.
وفي كلمته الافتتاحية للجلسة الثانية من مسار الشباب، المصاحبة لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالدول الأقل نموًا، والتي عقدت اليوم، تحت عنوان "وضع الشباب في الواجهة: التمهيد لبيئة تمكن الشباب من الازدهار"، أكد سعادته على أهمية قضايا الشباب وإمكاناتهم بالنسبة لكافة العاملين في النشاط الاجتماعي، الذين يسعون لبناء قادة المستقبل.
وأشار مدير عام الصندوق إلى أن تعداد سكان العالم يصل لقرابة 8 مليارات نسمة، وفي الوقت الذي يشكل فيه هذا التعداد المتزايد ضغطًا على الموارد المتاحة، والأمن الغذائي، وأنظمة المياه، والبيئة، والمناخ، إلا أنه يوفر قوة نحو التغيير وتشكيل المستقبل في عالم متداخل.
وأوضح أن قرابة نصف سكان العالم من الشباب دون سن الـ24 عامًا، ويعيش معظمهم في البلدان الأقل نموًا، مما يشكل الكثير من العقبات والتحديات.
المدير العام لصندوق قطر للتنمية: جائحة كورونا "كوفيد 19" تسببت في حرمان قرابة مليار ونصف شاب من الالتحاق بمدارسهم
ولفت إلى ما تسببت به جائحة كورونا "كوفيد 19"، حيث حرمت قرابة مليار ونصف شاب من الالتحاق بمدارسهم، فضلا عن المشاكل الصحية الخطيرة المرافقة لها، كما أن الجائحة عمقت أزمة البطالة وتمويل المشروعات الصغيرة للشباب في البلدان الأقل نموًا، بالإضافة إلى ذلك عمّق الإغلاق الجبري الناتج عن الجائحة الاضطرابات النفسية والذهنية لدى الشباب، وقللت من شعورهم بالانتماء.
وذكر سعادته أن نسبة أولئك الذين لا يجدون فرصة للتعليم والتوظيف أو التدريب قد تصل لنحو 23.3 بالمئة، وتعتبر هي الأعلى منذ عام 2005.
وتطرق الكواري في كلمته إلى ما يعانيه الكثيرون من الشباب في البلدان، التي مزقتها الحروب والأزمات المناخية والزلازل، مما دفعهم إلى النزوح من أوطانهم، مقدرًا أن ما نسبته 20 بالمئة من أصل 100 مليون نازح، أعمارهم تقل عن 17 سنة، حيث يعاني هؤلاء الشباب ظروفًا أسرية صعبة، تدفعهم للعمل في سن صغيرة، أو الزواج دون الـ12 عامًا.
وأكد مدير عام صندوق قطر للتنمية على قدرة الشباب في بناء مستقبل أفضل بالاعتماد على التكنولوجيا والابتكار والعلم، مطالبًا بتوفير برامج تعليمية متخصصة لهم، وتحقيق الاستقرار النسبي في بلدانهم من أجل إيجاد بيئة حاضنة للأفكار والطفرات.
وشدد سعادته على أن العمل الجماعي، الذي يتضمن صناع السياسة والشباب أنفسهم، هو الضمانة الأكثر نجاعة في مواجهة عدم المساواة والانقسام، الذي يعانيه هؤلاء الشباب.
وطالب الكواري بضرورة تضمين الشباب والتعامل معهم كشركاء، لا منتفعين، عند صياغة الرؤى والسياسات التنموية الخاصة بالشباب في البلدان الأقل نموًا، وتشجيعهم على أن يكونوا أصواتًا للتغيير والتعبير في مجتمعاتهم.
