مؤتمر الأبعاد الجغرافية لصناعة الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي يبدأ أعماله

06/03/2023 الساعة 18:34 (بتوقيت الدوحة)
جانب من أعمال المؤتمر
جانب من أعمال المؤتمر
ع
ع
وضع القراءة

بدأت اليوم بمسرح الدراما في الحي الثقافي "كتارا"، أعمال المؤتمر العلمي السادس للجمعية الجغرافية الخليجية الذي يعقد تحت عنوان "الأبعاد الجغرافية لصناعة الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" ويتواصل حتى بعد غد الأربعاء، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في قطر ودول مجلس التعاون ومصر والأردن.

ويستعرض المؤتمر عبر 50 ورقة عمل دور المؤسسات الثقافية الخليجية في ربط العلوم الجغرافية بصناعة الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، متناولا الأبعاد الجغرافية الطبيعية والبشرية ودورها في صناعة الثقافة في دول الخليج العربية، إلى جانب التقنيات الجغرافية الحديثة وتأثيرها في صناعة الثقافة.

Fqi_WQDX0AA7Q1q.jpeg
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" في الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر: "إن كتارا تسعى لأن تكون دائما ملتقى الشعوب والثقافات حيث تجمع في مرافقها وأنشطتها المتنوعة، بين الثقافة والجغرافيا، لتفتح أمام جميع المبدعين فرص الاطلاع على ثقافات العالم، وتهيئ لهم البيئة الثقافية المتكاملة والمكان المثالي الرحب، ليطلقوا طاقاتهم الإبداعية ويخوضوا تجاربهم الثقافية المميزة في مختلف مرافق وأروقة وحدائق الحي الثقافي التي تعكس في طرازها المعماري وتصميمها الهندسي، تنوعاً ثقافياً وتمازجاً حضارياً وتوزيعاً جغرافياً، يجسد اهتمام كتارا بمختلف الحضارات الإنسانية ضمن مدينة متكاملة تتحدث لغة ثقافية جديدة، وتوفر بيئة حيوية توثق العلاقة المتينة التي تربط بين الإنسان والثقافة مع الأمكنة والأزمنة، معربا عن تطلعه لأن يحقق المؤتمر النتائج الطيبة في خدمة الساحة الثقافية والسياحة في قطر والمنطقة.

من جهته، عبَّر الدكتور خالد حمد أبا الزمات رئيس الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن سعادته بأن يشهد المؤتمر مشاركة رسمية لرؤساء الجمعيات الجغرافية في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، إلى جانب الجمعيات الجغرافية الخليجية.

وأضاف أن المؤتمر يركز على المشاكل والحلول لصناعة الثقافة، ولماذا لم تصل الثقافة إلى مستوى القطاعات الأخرى كالصناعة والرياضة، كما يطرح تساؤلات عدة من بينها ما دور الهوية في تعزيز الثقافة، وهل أصبحت هناك ضرورة لتوحيد الجهود التي تعنى بالثقافة سواء على مستوى الدولة الواحدة أو منظومة مجلس التعاون، مؤكدا دور الجغرافيا وأهميتها في دراسة قضايا المجتمع ومشاكله والمساهمة في حلها وخاصة تلك المتعلقة بالثقافة لما لها من دور بالنهوض بالمجتمعات.

وكان الدكتور خالد حمد أبا الزمات رئيس الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأعضاء الجمعية قد كرّموا سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا".

مجموعة من الجلسات

كما شهد المؤتمر في يومه الأول مجموعة من الجلسات التي قدمها خبراء من دولة قطر وعدد من دول الخليج، تطرقت إلى مواضيع مهمة تمحورت حول دور المؤسسات الثقافية في صناعة الثقافة، بدأتها الدكتورة نادية المضاحكة مدير إدارة البحوث والدراسات في كتارا، والتي قدمت ورقة عمل عن المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" تناولت جغرافية الثقافة بكل ما ترمز إليه كتارا من جمع بين الجغرافيا والثقافة لتكون ملتقى الشعوب والثقافات.

وبدوره، أعرب الدكتور علي عبدالله الدوسري رئيس الجمعية الجغرافية السعودية عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعكس تجمعاً ثقافياً لتأصيل وتعزيز الدور الثقافي المهم في دول الخليج العربية وتأثره وأثره في محيطه العربي والدولي، مشيرا إلى أن هناك هموما مشتركة تتعلق بصون التراث الطبيعي والتراث المادي وغير المادي المشترك الذي ينبغي على الجمعيات الجغرافية الخليجية العمل سويا من أجل تعزيز مكتسباته ونقلها إلى الأجيال القادمة لأنها من عناصر الوحدة الوطنية والتعاون الخليجي.

وأضاف أن المؤتمر يناقش مفاهيم ومناهج البحث العلمي في مجال الثقافة والتراث الوطني عبر 50 ورقة عمل من الأبحاث الأكاديمية التي نتطلع من خلالها إلى أن تكون نواة لتسجيل المواقع الثقافية في التراث العالمي.

صناعة الثقافة

من جانبها، قالت الدكتورة أسماء الكتبي رئيس الجمعية الجغرافية الإماراتية: "مثل هذه المؤتمرات مهمة في ترسيخ مفاهيم ومصطلحات جديدة على المنطقة العربية والترويج لها مثل مسمى "صناعة الثقافة"، وهي معروفة على مستوى الباحثين والأكاديميين، حيث إن صناعة الثقافة ليست مجرد معلومات وإنما هي مجموعة عادات وتقاليد وفنون وتراث، وكما نعلم جميعا أن الثقافة لا تُصنع وإنما تتطور، وأضافت أن هذه المؤتمرات وما يصحبها من نقاشات وبحوث وأوراق عمل هي بمثابة فرص تلهم المشاركين وتحفزهم لتقديم المزيد من العمل الجاد نحو خدمة الثقافة بمفهومها الواسع".

ومن ناحيته، قال الدكتور أحمد الخوالدة من جامعة اليرموك ورئيس الجمعية الجغرافية البيئية الأردنية التي تمَّ تأسيسها مؤخرا إنّ من أهداف الجمعية تحقيق التشاركية مع الجمعيات الجغرافية على مستوى الوطن العربي. مؤكدا أنه سيتطرق في مداخلته إلى أهمية التعاون الثقافي بين الأردن ودول الخليج العربية كنموذج لهذه الأبعاد الجغرافية في صناعة الثقافة، ومشيرا إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية تعاون بين الجمعية الجغرافية البيئية الأردنية والجمعية الجغرافية الخليجية وذلك للتعاون في مجالات عديدة منها إقامة المؤتمرات والندوات والتدريب وغيرها من الأنشطة ذات البعد الجغرافي التي تهدف إلى دعم العمل العربي المشترك، مثمنا ما تقوم به دولة قطر في خدمة الثقافة العربية وتجلى ذلك إثر تنظيمها المبهر لكأس العالم FIFA قطر 2022 وهو الحدث الذي يفتخر به كل العرب حيث كانت قطر نموذجا استثنائيا ومشرفا على مستوى العالم.

ومن جهته، قال الدكتور محمد زكي حامد السليم رئيس الجمعية الجغرافية المصرية إنَّ موضوع هذا المؤتمر مميز وهام، لذلك أعتقد أنَّ من المهم في هذا المؤتمر أن ندرس التغير الحاصل وكيفية مواجهته حتى نحافظ على تراثنا وثقافتنا العربية خاصة في الجزيرة العربية حيث لها سماتها وجمالها ومميزاتها عن بقية الدول المجاورة لها أو الدول الأوروبية والغربية.

وأضاف: من خلال هذا المؤتمر نؤكد رغبتنا وحاجتنا في الحفاظ على قوميتنا وثقافتنا، وتكمن أهمية المؤتمر في كونه قد جمع الجغرافيين من المنطقة ليدلي كلٌّ بدلوه عن أثر البيئة في الثقافة، مبينا أن مشاركة الجمعية الجغرافية المصرية ستركز على النشر العلمي للموضوعات وورش العمل والتبادل بين الجامعات والمتخصصين في المنطقة بالإضافة إلى تنسيق التعاون مع الاتحاد العالمي للجمعيات الجغرافية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo