دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

انطلاق مؤتمر "إعادة إعمار التراث الثقافي بعد النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"

07/03/2023 الساعة 21:34 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

انطلقت اليوم، أعمال مؤتمر "إعادة إعمار التراث الثقافي بعد النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" الذي ينظمه معهد الدوحة للدراسات العليا على مدى يومين، بالتعاون مع متاحف قطر ومكتبة قطر الوطنية ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني.

يشارك في المؤتمر متخصصون وباحثون من المنطقة العربية وأوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية لاستكشاف التحديات والفرص الخاصة بإعادة بناء التراث الثقافي بعد انتهاء النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز بشكل خاص على الدول العربية.

وقال الدكتور عبدالوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، في كلمته الافتتاحية، إن الأحداث والكوارث الأخيرة التي أصابت المنطقة وبقية دول العالم نبهتنا إلى هشاشة بعض جوانب وجودنا على هذا الكوكب، وعلى رأسها الكنوز الأثرية والثقافية الإنسانية بفعل الحروب والحرائق التي انتابت العالم في الأعوام القليلة الماضية، بالإضافة إلى الزلازل.

FqoVgsyXwAYJ6c7
وأضاف: "من المفارقات، أن العصور التي كنا نسميها بربرية وهجمات البرابرة على أوروبا وهجمات المغول على العالم الإسلامي، لم تدمر من الآثار والكنوز التراثية، ما دمرته الحروب الحديثة"، معددا بعضا من الدوافع التي أدت إلى هذا التدمير من قبيل الطمع وسرقة الآثار وتهريبها.

وأكد على أن التحدي هو في إعادة البناء، وحماية ما تبقى، وهو ما اعتبره حاجة ملحة، مشيدا بما تقوم به قطر من خلال متاحف قطر في هذا المجال. وقال في هذا الخصوص: "نعلق آمالا كبيرة على هذا المؤتمر ونؤكد على لعب دولة قطر لدور قيادي في مساعي إعادة الإعمار للتراث وصونه".

من جهتها، أشادت الدكتورة أمل غزال، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، بجهود المنظمين والمتطوعين في إنجاح المؤتمر، منوهة بأنه تم استقبال 160 ورقة علمية من كل أنحاء العالم للمشاركة وتم اختيار 27 منها، مشيرة إلى أن المؤتمر يتقاطع مع رسالة المعهد في استقطاب نخبة الطلاب العرب والأجانب، وسعيه لإنتاج معارف عربية من شأنها الاشتباك والتفاعل مع واقعنا اليوم.

من جهته، قدم الدكتور غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، لمحة موجزة عن المركز بوصفه مركزا مستقلا يسعى لإنتاج المعرفة التي تربط النظرية بالممارسة وينشر قيم الحوار والوساطة وإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن المؤتمر يجسد قيم المركز ويعالج واحدة من أهم قضايا المنطقة التي تعاني من ويلات الحرب والكوارث ويهدف إلى حماية التراث الثقافي والتاريخي وصونه للأجيال القادمة.

FqoGWWLXoAAsjOm
من جانبه، قدم الدكتور نور الله منور، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في معهد الدوحة للدراسات العليا، كلمة مفاهيمية، أشار فيها إلى أن أحداث الحرب في أوكرانيا وبعض دول الشرق الأوسط أضرت بالمتاحف والآثار والسكان المحليين، ما انعكس على الأكاديمي والإعلامي بهذه المسألة، مبينا أن المؤتمر يجمع وجهات نظر مختلفة حول هذه القضية، بهدف سد الفجوة المعرفية لدى الباحثين في المنطقة حول الخطاب التراثي ودفعهم للتعمق بعلم الآثار، فضلا عن تبيان أن المنطقة ليست مجرد ساحة نزاع، بل مركزا معرفيا يلعب التراث دورا محوريا فيه.

وفي مداخلة لها حول "جهود دولة قطر في إعادة إعمار التراث الثقافي في المنطقة"، قالت الدكتورة فاطمة حسن السليطي مدير التعاون الدولي والشؤون الحكومية بمتاحف قطر، والمقرر العام للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح باليونيسكو، إن "للتراث الثقافي قيمة تتواصل بها الشعوب وهي ذات أوجه وأدوات عديدة" وطالما ساهمت قطر في احتواء التراث كجزء لا يتجزأ منها والمساهمة في عدة مشاركات عالمية، لتعزيز دور الثقافة في التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة، بما يتضمنه ذلك من إعادة إعمار للتراث الثقافي.

وبخصوص جهود متاحف قطر، في حماية التراث الثقافي العالمي، قدمت الدكتورة فاطمة حسن السليطي، مديرة إدارة التعاون الدولي ومكتب الرئيس التنفيذي في متاحف قطر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، عددا من الأمثلة لما قامت به ورعته دولة قطر في إعادة إعمار التراث الثقافي وترميمه كبرامج عالمية مثل المشروع القطري السوداني للآثار وإقامة عدة معارض أبرزها معرض سفر ومعرض بغداد قرة العين اللذين استضافهما متحف الفن الإسلامي، مؤكدة أن متاحف قطر استثمرت خبراتها وإمكانياتها في توثيق التراث الثقافي لأجل الحفاظ وتعزيز السياحة المستدامة وإقامة المعارض حيث تستمر جهودها في الالتزام بحفظ تراث وثقافة المنطقة.

Fqnlbc2WAAEROYR
وأكدت على أن فهم دور الثقافة، أساس لتعزيز التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة، وبذلك برزت قطر كفاعل جوهري في دعم إعادة إعمار التراث الثقافي ما بعد النزاع مع التركيز وتسليط الضوء على الحفاظ على التراث الثقافي وترميمه.

ومباشرة بعد الجلسة الافتتاحية، تابع الحضور الجلسة الأولى الموسومة بـ/إغاثة التراث الثقافي: قطر والعالم/، أدارت أطوارها الدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، وتحدث خلالها ستيفن إيبرت من مكتبة قطر الوطنية، عن جهود مكتبة قطر الوطنية في الحفاظ على التراث الوثائقي في المنطقة العربية. فيما تحدث جوان دينجوال ماكفرتي من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، عن جهود اليونيسكو لإعادة إعمار مواقع التراث الثقافي.

وأثناء الجلسة الثانية والتي حملت عنوان "العواطف والتأثير وممارسات التعافي من خلال التراث الثقافي بعد النزاع" والتي أدارتها أنيت لوسيك، من جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، ألقت سارينا ويكفيلد من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة بحثا حول التراث العلاجي بعد النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما طرق كل من بول نيوسون من الجامعة الأمريكية في بيروت، وروث يونغ من جامعة ليستر، قضايا وتحديات إشراك المجتمعات المحلية في الآثار والتراث الأثري بعد النزاع.. فيما اختتمت الجلسة بمداخلة قدمها عمار عزوز من جامعة أكسفورد بعنوان "إعادة إعمار سوريا في المنفى".

وركزت الجلسة الثالثة على محور "الذاكرة المتنافسة عليها وإعادة إعمار التراث الثقافي" وأدارتها فرح العريضي من معهد الدوحة للدراسات العليا، حيث قدم كل من كريج لاركن، وإينا رودولف من كلية الملك اللندنية، بحثا مشتركا بعنوان: "الذاكرة والعنف وإعادة الإعمار بعد النزاع: إعادة تخيّل الموصل"، وألقى جرويا باديسكو من جامعة كونستانز بألمانيا الضوء على "الجهات الفاعلة الدولية وإعادة الإعمار بعد النزاع من بيروت إلى البلقان".

FqnvP_MXsAAVC1m
أما جيهان سليم من جامعة ليدز، فناقشت في ورقتها البحثية "المشاركة في إنتاج الذاكرة: رؤية الشباب لماضي بيروت المتنازع عليه".

واختتمت الجلسة بورقة من تقديم منير صبيح أفاقي، من الجامعة التقنية التشيكية في براغ، وناقش فيها "ذكريات جماعية لكنها منقسمة: إمكانات العمارة التذكارية لما بعد الحرب في حلب".

في حين حملت الجلسة الرابعة عنوان "الجندرية والأقليات وإعادة إعمار التراث الثقافي"، أدارها الدكتور إسماعيل ناشف من معهد الدوحة للدراسات العليا، وألقت فيها ياسمين الخضري من الجامعة البريطانية في القاهرة، بين يدي الحضور الضوء على "وكالة المرأة الشرق أوسطية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي"، بينما تحدثت إليانور تشايلدز من جامعة ديكين بأستراليا عن "تقاطع الجندرية والتدمير المتعمد للتراث الثقافي.. بينما ناقشت دوماجوي كربان من جامعة في رييكا، كرواتيا، "تأثير إعادة الإعمار على التراث الثقافي اليزيدي واللاجئين".

واختتمت أعمال اليوم الأول من المؤتمر بمحاضرة رئيسية تحت عنوان "تشكيل قوة الدولة (ما بعد) الاستعمارية وتفكيكها"، أدارها الدكتور نور الله منوّر، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في معهد الدوحة للدراسات العليا، وتحدثت فيها كيارا دي تشيساري، أستاذة دراسات التراث بجامعة أمستردام، هولندا.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo