تشارك وزارة البيئة والتغير المناخي، كراع للملتقى الهندسي الخليجي الرابع والعشرين، ومؤتمر ومعرض هندسة البيئة والاستدامة، الذي تنظمه وزارة البلدية بالتعاون مع الاتحاد الهندسي الخليجي وجمعية المهندسين القطرية، بفندق شيراتون، الذي انطلقت أعماله اليوم ويستمر حتى 9 مارس الجاري.
وتستعرض وزارة البيئة والتغير المناخي، جهودها في مجال مكافحة التلوث وتقليل آثاره على البيئة المحلية، وذلك من خلال جناحها بالمعرض المصاحب لمؤتمر ومعرض هندسة البيئة والاستدامة، حيث يعرض الجناح أبرز إنجازات الوزارة في مجال تحقيق التنمية المستدامة، لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
كما يقوم جناح الوزارة بتسليط الضوء على أحدث الأجهزة التي تستخدمها الوزارة في رصد التلوث والضوضاء والإشعاع، بالإضافة إلى عرض بعض عينات مواد البناء الصديقة للبيئة والتي تمت إعادة تدويرها، لإنتاج مواد أولية تستخدم في مشاريع المباني والطرق والصناعات الإنشائية. هذا بجانب تعريف الجمهور والمتخصصين بأبرز إنجازات الوزارة في مجال الهندسة والاستدامة البيئية، والتعريف بالشبكة الوطنية لرصد الإشعاع غير المؤين، وذلك من خلال عرض عدد من مقاطع الفيديو المصورة لتلك المبادرات والإنجازات.
وفي سياق مواز، شارك الشيخ الدكتور سعود بن خليفة آل ثاني، مدير إدارة التنمية الخضراء والاستدامة البيئية بوزارة البيئة والتغير المناخي، في الحلقة النقاشية الرئاسية عن حوكمة البيئة، والذي أكد على أن الملتقى الهندسي الخليجي يعتبر من أول الملتقيات العلمية التي تهتم بالشأن البيئي والعمل على طرح كل التقنيات الحديثة في مجال الهندسة البيئية والاستدامة.
وأشار الدكتور سعود بن خليفة آل ثاني خلال الجلسة، إلى أن أحد أهم أسباب نجاح ملف دولة قطر في استضافة كأس العالم، هو التخطيط منذ البداية ليشمل مجال الاستدامة البيئية جميع أوجه البطولة، لتتعدى الاستدامة حدود المباني والمرافق الخاصة بالحدث وتتوسع إلى حد تخطيط مستدام لمدن قطرية مثل الوسيل والوكرة، لافتاً إلى أنه وبناء على هذه الرؤية تم تنفيذ مشروعات البنية التحتية للمواصلات العامة مثل المترو لتكون صديقة للبيئة، مما ساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية.
وأوضح أن الدولة أولت عملية إعادة التدوير وإدارة النفايات أهمية بالغة خلال المونديال، وذلك من خلال تقليل مواد البلاستيك غير القابل للتدوير، كما تم التخلص من النفايات العضوية في مواقع الاستادات، مشيراً إلى أنه وبناء على ذلك خرجنا بأول بطولة مونديال منخفضة البصمة الكربونية، والتي حازت على إعجاب المجتمع الرياضي والبيئي عالمياً.
وبين مدير إدارة التنمية الخضراء والاستدامة البيئية، أن عمليات التخطيط والتنفيذ لهذا الحدث الهام، أصبحت معيارا لدى وزارة البيئة لاستضافة أي أحداث عالمية قادمة، مرجحاً محافظة دولة قطر على استضافة البطولات الرياضية العالمية بنفس هذه المعايير، والتي تعمل على تحسين مستوى الممارسات البيئية المكتسبة.
وأضاف أن ملف التغيير المناخي أصبح ينظر إليه بعين الجدية عالمياً، وأخذت دولة قطر خطوات ملموسة في مجال التوسع في الطاقات المتجددة، لافتاً إلى أن دولة قطر تعد مُصدِّرًا رئيسيا للغاز الطبيعي، وهو سلعة ذات قيمة استراتيجية متزايدة في الأعوام الأخيرة نظرا لمكنونه في المساهمة في إنتاج الهيدروجين أو حتى كوقود أحفوري منخفض البصمة الكربونية نسبيا بالمقارنة مع النفط أو الفحم.
كما تتوسع دولة قطر في إنشاء بدائل أكثر مراعاة للبيئة من الغاز الطبيعي منها الأمونيا والهيدروجين، كما توسعت الدولة في مشاريع الطاقة المتجددة وكان آخرها واكبرها محطة الخرسعة للطاقة الشمسية، مؤكداً على أنه مازال أمام دولة قطر طموحات كثيرة مثل ربط الشبكة الكهربائية لجميع دول الخليج، لتساهم دول المنطقة في تقليل الانبعاثات، مشيراً إلى أن كل ذلك يصب في مصلحة البيئة ومكافحة تغير المناخ، كما أنه يثري التنوع الاقتصادي لقطر من خلال الصناعات المتكاملة لمنتجات متنوعة وعالية القيمة.