أكد صناع أفلام في قطر، مواطنون ومقيمون، مشاركون في ملتقى قمرة السينمائي 2023، على أهمية الملتقى في دعم تطور مسيرتهم المهنية، والانطلاق إلى مستويات أعلى في هذا القطاع الحيوي.
ويشارك في ملتقى قمرة في هذه النسخة، 13 مشروعًا من قطر، تتضمن أفلاما طويلة وقصيرة، من بينها 7 أفلام لمواطنين قطريين، ويعمل أكثر من 200 مختص في السينما، من بينهم خبراء قمرة السينمائيون الخمسة على دعم مسيرة هؤلاء، ابتداء من النص وصولا إلى عرض الأفلام على الشاشة، من خلال اجتماعات وورش عمل وندوات.
وفي لقاءات صحفية على هامش مشاركتهم في الملتقى، أكد المخرجون الواعدون على دور قمرة الريادي في توفير الفرص اللازمة للتواصل مع الخبراء والمختصين السينمائيين، وفي توسيع آفاقهم وقدراتهم لتقديم مشاريع استثنائية تشارك وتتألق في المهرجانات والمحافل الدولية، وتؤسس لصناعة سينمائية غنية في قطر.
وعن مغزى مسلسلهما الكرتوني "العقيق: الزخم الافتراضي" وسبب الالتجاء إلى الرسوم المتحركة عوض الشخصيات الواقعية، قال المخرج محمد السويدي وكاتبة السيناريو كمام المعاضيد لوكالة الأنباء القطرية (قنا): إن المسلسل مميز بفكرته، ويعد مشروعا مختلفا من حيث المضمون؛ إذ حصل الفيلم على دعم من صندوق الفيلم القطري، ويدور حول أبطال خارقين في مدينة منغمسة بوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا؛ حيث نتابع حكاية (عقيق) حين يتعرض جده لهجوم شرس، ويكتشف الفتى أنه أول المنتمين إلى جيل جديد من الأبطال الخارقين الملقبين بالـ"حراس".
الشخصيات الخارقة
ونوه السويدي إلى أن أبرز التحديات في الفيلم، هي الشخصيات الخارقة؛ لأنه من الصعب إيجاد هذا النوع في مجتمعنا العربي والخليجي؛ لأنها تختلف عن الشخصيات الخارقة العالمية من حيث الشكل والمظهر واللباس، فضلا عن كيفية إظهار هذه الشخصيات بطابع خليجي، لافتا في الوقت نفسه، إلى أنهم استطاعوا ابتكار هذه الشخصية لترتبط بشخصيات محلية.
وبخصوص اقتحامها لعالم الفن السابع، خصوصا أن اهتماماتها وهوايتها في كتابة الروايات، أكدت المعاضيد، أنها أرادت أن تقتحم هذا المجال، خصوصا أننا نعيش في عصر "الملتيميديا".
بدورها، تحدثت ضحى عبدالستار، مخرجة فيلم "روابط مفقودة" (قطر)، عن هذا الفيلم، مشيرة إلى أن "صنع فيلم ليس بالأمر السهل، عليك أن تضحي بحياتك الشخصية وحياتك الاجتماعية للتركيز على مشروعك. إن التدريب الذي نحصل عليه من مؤسسة الدوحة للأفلام لا يقدر بثمن؛ لأنه يمكننا من المشاركة في مناقشات إبداعية ثرية، وفي المقابل، نعطي طاقتنا وتفانينا والتزامنا بمشاريعنا".
أما نادية الخاطر، فأشارت إلى أن فيلمها "استمرارية" يسرد قصة امرأة شابة تبدأ بمشروع مونتاج جديد، تكتشف بأنها تجري المونتاج لحياتها الخاصة، مشيدة بدور قمرة في توفير الفرصة للتواصل مع المدربين والحصول على آرائهم.
وتشارك صانعة الأفلام إيمان ميرغني في ملتقى قمرة للعام الثالث، وتعمل في هذه النسخة على فيلمها "فيلا 187" بإنتاج مشترك (السودان، قطر)، مشيرة إلى أن الدعم من المؤسسة فتح لها الباب على مختلف جوانب العمل السينمائي، منها المنح والتواصل مع المؤسسات والهيئات التي تساعد على تطوير مسيرتها.
الحنين إلى فلسطين
وفي حديثه عن فيلمه "بالفلسطيني" (لبنان ـ قطر) الذي يوجد في مرحلة التطوير ضمن المحور الرئيسي، أوضح المخرج عبادة جربي أن فكرة الفيلم تتركز حول الحنين إلى فلسطين، الأرض التي لم يرها ولا يحمل عنها أي ذكريات؛ كونه يعيش في بلد آخر، لافتا إلى أن فكرة الفيلم توسعت خلال مشاركته في قمرة، حيث اكتشف أفكارا جديدة لتكون معالجته شاملة والبحث في سر هذه الهوية.
أما المخرجة ميار حمدان، مخرجة فيلم "أسطورة محمود" (قطر، فلسطين)، فأشارت إلى أن فيلمها يبحث في معنى الهوية، وأن تكون فلسطينيا خلال تنقلاتك العديدة، بسبب عدم قدرة الفلسطينيين من العودة إلى أرضهم، وقالت: "إن الفيلم رسالة عن عدم الاستقرار والتنقل المستمر، مرتكزا على فكرة الفن العبثي في اقتباس لصورة مجازية لأسطورة سيزيف". وركزت على أهمية مؤسسة الدوحة للأفلام في الترويج للأفلام، ونشر قصصهم وقضاياهم، وهو ما قدمت من أجله الدعم والتمويل وكل سبل الدعم الفني واللوجستي للأفلام الفلسطينية.
في حين تظهر أليساندرا الشنطي في فيلمها "ذكرى" (لبنان، قطر) كيف تجمع امرأة شابة شتات ذاكرتها عن بيروت، المدينة التي لم تتمكن يوما من العيش فيها، وتعالج في الفيلم تجربة اللبنانيين في الغربة، والذين لم يعيشوا في لبنان أبدا ويحملون الهوية.
بعد أن قدمت أفلاما مشابهة في السنوات الأخيرة، واصلت أليساندرا في هذا الفيلم بحثها في هوية اللبنانيين وتاريخهم وواقعهم، وتواجه في هذا الفيلم نفسها وهي فكرة تتشابه فيها مع العديد من المواطنين اللبنانيين، وتظهر كأنها هوية متخيلة للتعرف على نفسها بشكل أفضل.
بينما يدور فيلم أقدام مقدسة (الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، قطر) للمخرج كريم عمارة، حول إيمان القاطنة في شمال شرق الولايات المتحدة، وتجبر على اتخاذ قرار صعب لإنقاذ زوجها المريض.
ملتقى قمرة
وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" عن الدافع الذي جعلهم يشاركون في ملتقى قمرة، هل هو الدعم المادي أو الفني أو المتابعة وتطوير مشاريعهم، أكد المخرجون الشباب أن ملتقى قمرة يتيح لهم اللقاء بخبراء سينمائيين راكموا من التجربة الكثير.
وفي هذا السياق، أكد كريم عمارة على أن التعليقات والآراء التي يسمعها في قمرة حول كيفية تطوير فيلمه ونصه ساهمت في تطوير فكرته، وقال: "بالإضافة إلى الدعم الفني فإن فرص التمويل ودعم الإنتاج يساعدانا على تعزيز علاقاتنا المهمة في هذا المجال. وعلى الرغم من أني أعيش في الولايات المتحدة، لكن علاقاتي بقمرة وزملائي قوية للغاية".
من جهتها، قالت أليساندرا الشنطي: "ما تقوم به مؤسسة الدوحة للأفلام وملتقى قمرة السينمائي، ضروري ومهم لصناع الأفلام في كل العالم، وكذلك للمواهب الشابة التي تحظى بالتوجيه اللازم والحصول على تمويل ومساعدة في كامل عملية صناعة الفيلم".
وركزت الشنطي على أهمية دعم مؤسسة الدوحة للأفلام وقمرة للمشهد السينمائي في قطر ومختلف المخرجين الواعدين، مشيرة إلى أن هذا الدعم هو ما ساعدها على الانطلاق الفعلي في مسيرتها ومواصلة طريق النمو.
كما لفتت نادية الخاطر إلى أن مؤسسة الدوحة للأفلام توفر بيئة سينمائية مناسبة لمساعدة المخرجين على تقديم محتوى أصلي يعكس هوية المنطقة. وقالت عن ذلك: "نحن نصنع أفلامنا الخاصة، ومحتوانا الخاص، ونكتب قصصنا الخاصة بنا الآن"، مشيرة إلى أن الملتقى يتيح لها إمكانية التعرف إلى آخر التقنيات والمستجدات في عالم صناعة الأفلام.