أعلنت وزارة البلدية، اليوم، عن إطلاق معرض قطر الزراعي الدولي العاشر، خلال الفترة من 15 - 19 من الشهر الجاري، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 675 شركة متخصصة في الزراعة والغذاء والإنتاج الحيواني، من 55 دولة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة لعرض برنامج وفعاليات المعرض، الذي يكتسب أهميته من كونه منصة استراتيجية لاستكشاف آفاق جديدة للارتقاء بالقطاع الزراعي القطري، باعتباره عصب الأمن الغذائي الذي يأتي في مقدمة الأولويات الإستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي هذا الإطار، قال المهندس محمد علي الخوري رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، مدير إدارة الحدائق العامة بوزارة البلدية:" إن حرص دولة قطر على تنظيم المعرض، يؤكد الاهتمام المتزايد للدولة بالقطاع الزراعي خلال السنوات الأخيرة، بهدف تحقيق طفرات كبيرة في الإنتاج المحلي لزيادة معدلات نسب الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي، خصوصا بعد التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وما تخللها من انقطاع في سلاسل التوريد حول العالم، ما جعل من تحقيق الاكتفاء الذاتي أمرا في غاية الحيوية لمختلف الدول".
حضور محلي ودولي
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي، أن دورة هذا العام تأتي استكمالا لنجاح الدورات الماضية، التي شهدت حضورًا محليًا ودوليًا، حيث يعد المعرض بوابة مباشرة للوصول إلى أحدث الابتكارات التكنولوجية العالمية التي تدعم التوجه الوطني نحو توسيع نطاق الإنتاج الزراعي لتلبية الطلب المحلي على المنتجات الغذائية، وفق مستهدفات "الخطة الشاملة للأمن الغذائي"، التي تمثل إطار عمل شامل لتحسين مستوى الاكتفاء الذاتي وفق أفضل الممارسات وأحدث التقنيات الزراعية والغذائية.
وأشار الخوري إلى نجاح المعرض خلال الدورات الماضية في إرساء دعائم متينة لتوطين التقنيات المتطورة، وتنفيذ مشروعات طموحة كان لها الأثر الأكبر في رفع معدلات الاكتفاء الذاتي من الخضراوات واللحوم، والأسماك، والدواجن، والبيض.
من جهته، قال السيد يوسف خالد الخليفي نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية:" إن دولة قطر نجحت في تحقيق إنجازات لافتة على صعيد تنمية القطاع الزراعي، في ظل الرؤية الثاقبة والتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، والتي وضعت تطوير الثروات الطبيعية، وبالأخص الزراعية، على رأس الأولويات الوطنية لبلوغ الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي، مع التركيز على تبني سياسات واستراتيجيات وتقنيات مبتكرة، تصب في خدمة الاستدامة البيئية".
وبين أن دولة قطر تضع نصب أعينها تعزيز الاستثمار الأمثل في التكنولوجيا والبحث والتطوير والرقابة الغذائية، باعتبارها دعائم أساسية لرفع حجم وجودة الإنتاج الزراعي والحيواني بطرق آمنة ومستدامة، بما يتلاءم وأهداف "استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر"، والمتمثلة في زيادة نسبة الإنتاج المحلي من المواشي إلى 30 بالمئة، ومن الأسماك إلى 65 بالمئة، وذلك في خطوة داعمة لـ "رؤية قطر الوطنية 2030"، لترسيخ ريادة قطر كدولة متقدمة وقادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتوفير العيش الكريم لشعبها.
برامج ومبادرات تسويقية
ولفت الخليفي خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن تنظيم المعرض يأتي ضمن الجهود المستمرة لوزارة البلدية لدعم القطاع الزراعي في الدولة، ومن بينها إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التسويقية لمنتجات أصحاب المزارع مثل؛ إنشاء ساحات للمنتج الزراعي القطري، وبرنامجي الخضراوات المميزة ومزارع قطر، وكل من برنامج التعاقد المسبق مع المزارعين (ضمان)، وبرنامج التوريد اليومي، بالتعاون مع شركة محاصيل، بهدف تعزيز قيمة المنتج المحلي من الخضراوات.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت اللجنة المنظمة لمعرض قطر الزراعي الدولي، عن تنظيم مؤتمر علمي مصاحب للمعرض، حيث سيشكل هذا المؤتمر منصة علمية ثقافية بحثية، تستهدف تبادل المعلومات والخبرات والبيانات العلمية المتخصصة في الأمن الغذائي والزراعة، والثروة الحيوانية والسمكية، فضلا عن مناقشة تأثير البيئة والتغيرات المناخية على الأمن الغذائي.
وقال الدكتور محمد سيف الكواري رئيس اللجنة العلمية للمعرض:" إن المؤتمر العلمي المصاحب للمعرض سيستضيف كوكبة من العلماء والخبراء والباحثين والأكاديميين في مختلف القطاعات الزراعية"، حيث سيشارك بالمؤتمر نحو 50 متحدثا لعرض 50 ورقة علمية بحثية على مدى 5 أيام وعلى فترتين، صباحية من الساعة 11 صباحا وحتى 1:30 ظهرا، وأخرى مسائية من الساعة 5:00 وحتى 8:00 مساء.
وبين أن عدد الحضور المسجلين حتى اليوم بموقع المؤتمر، وصل إلى نحو 1500 مشارك، كما أن معظم المشاركين هم من الشركات المشاركة في المعرض الزراعي، إلى جانب عدد من الباحثين والخبراء والمسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص وأكاديميين.
برنامج المؤتمر
واستعرض الكواري خلال المؤتمر الصحفي، برنامج عمل المؤتمر العلمي، حيث سيخصص اليوم الأول للمبادرات والفرص والمشاريع في القطاع الزراعي حول العالم، فيما سيخصص اليوم الثاني للدراسات والبحوث، واستعراض الأوراق العلمية من وزارة البلدية ووزارة البيئة والتغير المناخي، والشركات العاملة في القطاع الزراعي، وبعض العلماء في الجامعات الوطنية ومراكز البحوث، للتركيز على مساهمة نباتات بر قطر في الأمن الغذائي، وزراعة التربة والركائز التي تعمل على تحسين نمو النباتات، وتقييم ملف الغذاء في قطر من خلال نهج الطاقة والغذاء والمياه، والزراعة التجميلية المستدامة وغيرها.
وأضاف أن اليوم الثالث للمؤتمر سيخصص للحديث عن الزراعة المنزلية ومبادرة "غرسة"، أما اليوم الرابع فسيشمل ورش عمل حول التوعية بسلامة الغذاء، واستعراض الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2023 - 2030، فيما سيخصص اليوم الخامس والأخير لتكنولوجيا الزراعة والخدمات الزراعية، واستعراض التلقيح الاصطناعي وأهميته في التحسين الوراثي عند الأغنام، إلى جانب موضوعات أخرى تشمل الابتكار لمواجهة تغير المناخ، والحفاظ على البيئة، وتحويل المنصات النفطية إلى شعاب مرجانية من أجل مصايد الأسماك، واستدامة البيئة.
جدير بالذكر أن المعرض سيحتضن مناطق عرض متخصصة، مثل؛ "منطقة المنتجات البيطرية"، و"منطقة الصناعات الغذائية"، إلى جانب سوق الخضار الذي سيضم حوالي 110 مزارع قطرية، تقدم للجمهور إنتاجها من الخضراوات والفواكه الطازجة، وسوق العسل والتمور، فضلا عن إقامة عروض طهي يومية، لإعداد مجموعة واسعة من الأطباق القطرية التقليدية باستخدام المنتجات المحلية.
