استأنف منتدى الأمن العالمي المنعقد بالدوحة أعماله لليوم الثاني على التوالي بإلقاء الضوء على جانب من التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن والسلام في العالم وسبل تجاوزها، والدور المنوط بالمؤسسات الإقليمية والدولية في هذا المجال.
واستضاف المنتدى في جلستين حواريتين سعادة السيد تيو تشي هين، كبير الوزراء، والوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري، وسعادة السيد موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، في إطار رصد التداعيات على الساحة العالمية في ظل الصراع الروسي الأوكراني وانعكاسات ذلك على مختلف الأقاليم في العالم ومنها آسيا وإفريقيا.
وتطرق سعادة السيد هين إلى الديناميكيات المتغيرة على المسرح العالمي من منظور سنغافورة، في ضوء تداعيات الحرب في أوكرانيا، وانعكاسات العلاقات الصينية الأمريكية على آسيا والمحيط الهادئ، مشيرا إلى تبعات هذه الأزمات والحروب والصراعات على الأمن والتنمية في العالم.
كثير من الأزمات
وأشار إلى أن العالم خلال السنوات الأخيرة واجه الكثير من الأزمات التي أثرت على أمن الطاقة والغذاء مثل أزمة جائحة كورونا كوفيد-19، والصراع الروسي الأوكراني، وأزمة المناخ، وغيرها من الأزمات.
ورأى أن العالم بحاجة إلى عناصر ثلاثة لمواجهة التحديات الراهنة، هي التعددية على المستوى العالمي، وتعزيز الصمود، وبناء الاستدامة.. وقال: "بهذه المقاربات الثلاث نستطيع مواجهة التحديات وبناء عالم أكثر أمنا".
وأكد كبير الوزراء، والوزير المنسق للأمن القومي السنغافوري أهمية تعزيز دور المؤسسات الدولية باعتبارها أطرا متعددة الأطراف لبناء شراكات عالمية لمواجهة التحديات وتعزيز الصمود وتحقيق التنمية المستدامة.
الإرهاب والصراعات
من جانبه، تطرق سعادة السيد موسى فكي إلى التحديات التي تواجه الدول الإفريقية، بما في ذلك الإرهاب والصراعات والأزمات السياسية وتحديات التنمية والحكم الرشيد وطبيعة المساهمات الهامة التي قدمها الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن الدوليين من خلال مهامه والشراكات مع الأمم المتحدة.
وأكد أن إفريقيا تمتلك خطتها الخاصة لبناء إفريقيا جديدة تلبي الطموحات والتطلعات والآمال، بجانب إصرارها على تعزيز البنى التحتية والانفتاح على العالم.. منبها إلى خطر الإرهاب الذي يشكل تحديا ويتطلب تعاونا ودعما دوليا لمواجهته في القارة الإفريقية.
ولفت رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى أن إفريقيا ما تزال غائبة عن منصات اتخاذ القرار العالمية؛ لكونها مستثناة من بعض المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والبنك الدولي، ورأى أن هناك "ضرورة لإصلاح الأمم المتحدة".
ونوه بأن إفريقيا اتخذت خطوات عديدة للسير قدما نحو مسار السلام، في ضوء الحاجة لتحقيق مبدأ المساءلة والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والأهداف التنموية.
ويتضمن جدول أعمال اليوم الثاني من المنتدى عددا من الجلسات والحوارات مع مسؤولين وصناع قرار يمثلون دولا ومنظمات إقليمية وعالمية، إلى جانب باحثين ومهتمين بقضايا الأمن والسلام العالمي.
النهج الدولي لإدارة الصراعات
يشار إلى أن منتدى الأمن العالمي الذي يعقد تحت شعار "إعادة رسم ملامح النظام العالمي: النزاعات والأزمات والتعاون" يركز في نسخته الخامسة على النهج الدولي لإدارة الصراعات والأزمات والتعاون، ويشمل مناقشات حول مواضيع، مثل أزمة الطاقة العالمية ونهج تعزيز الاقتصادات المستدامة، وتنافس القوى العظمى الذي شكلت الحرب في أوكرانيا ذروته، وكذلك دور مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما يناقش المشاركون مواضيع مكافحة الإرهاب الدولي والتهديدات الناشئة وشبكات اليمين المتطرف وتمويلها ومخاطر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ويشهد المنتدى مشاركة رفيعة المستوى تجمع عددا من القادة الحكوميين والوزراء ورؤساء الوكالات الأمنية وصناع السياسات الحكومية، إضافة إلى الخبراء المتخصصين والأكاديميين والصحفيين وقادة القطاع الخاص من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والمحيط الهندي والشرق الأقصى.
ومن المقرر أن تجمع النتائج التي يتوصل إليها المنتدى الذي يختتم غدا، في تقرير معمق، ليقدم لمحة عامة وتقييما استراتيجيا للقضايا الأمنية مع مقترحات السياسات اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية العالمية في عام 2023.