أكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية أن جميع المدن القطرية شهدت خلال السنوات الأخيرة نهضة تنموية وعمرانية شاملة وموسعة، روعي فيها تحقيق التوازن بين مواكبة تطورات العصر الحديث والحفاظ على الهوية والتراث القطري الأصيل، وكذلك البيئة والاستدامة.
وقال سعادة وزير البلدية في كلمة بمناسبة يوم المدينة العربية الذي يوافق 15 مارس من كل عام، تزامناً مع الذكرى السنوية لتأسيس منظمة المدن العربية في عام 1967م، إن أبرز النجاحات التي حققتها البلديات خلال الفترة الأخيرة تتمثل في حصول جميع المدن القطرية على لقب (مدينة صحية) من منظمة الصحة العالمية، لتكون قطر أول دولة في إقليم الشرق الأوسط تحظى بهذا اللقب.
6 مدن صحية
كما نالت 6 مدن قطرية عضوية شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، وأيضا فوز مدينة الوكرة بجائزة اليونسكو لمدن التعلم لعام 2021، وفوز مدينة الظعاين بجائزة المدينة العربية المسؤولة اجتماعيا لعام 2023، بعد اختيارها من قبل الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، تقديرا لجهودها في ترسيخ ممارسات متميزة في تحقيق المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة.
وأضاف سعادته أن هذه الإنجازات والنجاحات للمدن القطرية تأتي تتويجا للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة البلدية ممثلة بالبلديات للارتقاء بجودة الحياة وتحسين صحة ورفاه السكان، تحقيقاً للأهداف الاستراتيجية للوزارة في المحافظة على مدن صديقة للبيئة ذات مرافق خضراء صحية وخلابة، وضمن مسيرة النهضة والتطور والازدهار التي تشهدها دولة قطر في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه).
وأشار سعادة وزير البلدية إلى الدور الهام والحيوي الذي تقوم به البلديات تجاه المجتمع من خلال المشاريع والخدمات والأعمال اليومية في مختلف مناحي الحياة، حيث تعمل على توفير خيارات مستدامة وصحية لقاطنيها، من خلال إنشاء الحدائق والمتنزهات العامة وزيادة المسطحات الخضراء في مختلف المناطق، تحقيقاً للأهداف الاستراتيجية للوزارة.
وزير البلدية: البلديات قامت بدور بارز في المشاريع والخدمات التي قدمتها الوزارة خلال المونديال
وقال سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي إن البلديات قامت بدور بارز في المشاريع والخدمات التي قدمتها الوزارة خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي أسهمت في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي الذي لا تزال أصداؤه الإيجابية ماثلة أمام العالم وستبقى في أذهان الملايين حول العالم لفترات قادمة.
وأكد سعادة وزير البلدية في ختام كلمته على مواصلة خطى التطوير والنهضة الشاملة في جميع المدن القطرية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للجمهور في جميع البلديات من خلال تحويل هذه المدن إلى مدن ذكية والعمل على زيادة كفاءة التحول الرقمي وأتمتة الإجراءات بينها وبين جميع قطاعات الوزارة والجهات ذات الصلة بالدولة، وكذلك تعزيز التعاون مع الأمانة العامة لمنظمة المدن العربية ومختلف المدن الأعضاء بالمنظمة، لتبادل التجارب والخبرات فيما بينها، سعيا لتطوير المدن العربية من أجل تحقيق آمال وتطلعات سكانها.
بدوره، أكد سعادة المهندس عبدالرحمن هشام العصفور الأمين العام لمنظمة المدن العربية أن الظروف الطارئة وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها بعض المدن العربية، لم تثن المنظمة عن القيام بمهامها ومسؤولياتها تجاه مدنها الأعضاء، حيث يتواصل العمل في عقد الورش والندوات المتعلقة بالمجالات الصحية والتنمية المستدامة، حيث شكلت هذه المدن مناطق تنافس واستقطاب للعديد من المؤتمرات والمهرجانات الدولية.
مدن صحية مستدامة
وقال العصفور في كلمة له بهذه المناسبة إن اختيار شعار احتفالية يوم المدينة العربية هذا العام (مدن صحية مستدامة)، يأتي في إطار المبادرة العالمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، بهدف وضع الصحة على رأس جدول الأعمال الاجتماعي والسياسي للمدن من خلال تعزيز الصحة والإنصاف والتنمية المستدامة بالابتكار والتغيير الذي يشمل قطاعات متعددة وتنسجم مع رؤية مدننا العربية وساكنيها.
م. عبد الرحمن العصفور: في هذا العام نطوي سنة من مسيرة حافلة بالعطاء ونستقبل أخرى جديدة
وتابع الأمين العام لمنظمة المدن العربية "إننا في هذا العام نطوي سنة من مسيرة حافلة بالعطاء، ونستقبل أخرى جديدة، نتمنى أن نسجل فيها من النجاحات ما يساعدنا على دعم المسيرة التنموية التي حققتها مدننا وبلدياتها العربية في جميع المجالات والميادين"، مشيرا إلى الاحتفال هذا العام بمرور 56 سنة على تأسيس منظمة المدن العربية في مدينة الكويت، حيث بلغ عدد المؤسسات التابعة للمنظمة سبع مؤسسات تعنى بقضايا وأنشطة تتصل بعملية النهوض بالمدينة العربية وساكنيها.
وأوضح أن هذه المؤسسات هي المعهد العربي لإنماء المدن في الرياض، ومركز البيئة للمدن العربية في دبي، والمنتدى العربي للمدن الذكية وكذلك مجموعة العمل الثقافي في مدينة عمّان، ثم جائزة المدن العربية في الدوحة، ومؤسسة التراث والمدن التاريخية في تونس، وأخيرا صندوق تنمية المدن العربية. وهذه المؤسسات لا تتردد في تلبية احتياجات المدن وطلباتها لرفع كفاءة وأداء كوادرها وأجهزتها، كما لا تتردد في عقد ورش العمل والندوات العلمية والعملية التي قد تحتاجها المدينة أو البلدية أو المحافظات العربية في تطوير قطاعاتها ومشروعاتها المختلفة.
وأكد عبدالرحمن هشام العصفور حرص المدن العربية وتعاونها مع كافة الجهات الحكومية على تحسين صحة ورفاهية المجتمع المدني، بما يضمن استدامة الصحة والرفاهية وهي ضمن أولويات القطاعات الخدمية في المجتمع.
جائزة المدن العربية
من جانبه، لفت السيد منصور بن عجران البوعينين – مدير عام بلدية الدوحة ورئيس مؤسسة جائزة المدن العربية بأن احتفال هذا العام يأتي ضمن عدة نجاحات تشهدها المدن العربية في جميع المجالات، نظرا لتضافر الجهود والعمل المشترك فيما بين مؤسسات المنظمة السبع وبالتعاون المستمر مع المدن العربية للنهوض بها وبساكنيها، مبيناً أن شعار احتفال هذا العام (مدن صحية مستدامة) يؤكد أهمية الاستدامة في المجالات الصحية.
ونوه السيد منصور البوعينين بأهمية مشاركة المدن العربية بجوائز المنظمة التي تم طرحها مؤخرًا بالدورة الخامسة عشرة لجائزة المدن العربية، لما لهذه المشاركة من أثر كبير في تبادل الخبرات بين المدن العربية لتحقيق بيئة صحية مستدامة.
وتشارك مؤسسة جائزة المدن العربية غدا “الأربعاء” جميع المدن الأعضاء بمنظمة المدن العربية والمؤسسات التابعة للمنظمة، الاحتفال بيوم المدينة العربية الذي يوافق 15 مارس من كل عام، تزامنا مع الذكرى السنوية لتأسيس منظمة المدن العربية في عام1967م.
وجائزة المدن العربية هي إحدى مؤسسات منظمة المدن العربية، وتتخذ من مدينة الدوحة مقرا لها منذ تأسيسها في عام 1983م، للحفاظ على هوية المدينة العربية الإسلامية في العمارة والتراث، والصحة والبيئة، وتخضير وتجميل المدن، والتوسع في استخدام وتطبيق تقنية المعلومات في المدينة العربية.
وقد شهدت المدن القطرية خلال السنوات الأخيرة، العديد من ملامح التطوير والنهضة والإنجازات، التي وضعتها في مصاف المدن الصحية المميزة إقليميا وعالميا، بعد حصولها جميعا على لقب المدن الصحية لتصبح دولة قطر أول دولة عربية على مستوى إقليم شرق المتوسط، تنال جميع بلدياتها لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية.
وتسعى المدن القطرية من خلال تحقيق الأهداف الاستراتيجية ورؤية ورسالة وزارة البلدية، لمواكبة التطور العمراني والتزايد السكاني والوصول إلى التنمية المستدامة، وتوفير بيئة عمرانية تتناسب مع التطور والازدهار الذي تشهده البلاد، وتطوير العمل البلدي وتقديم خدمات تضفي صبغة مهمة على الخطط الاستراتيجية للوزارة.