افتتح اليوم "مهرجان قطر للصورة: تصوير" في نسخته لعام 2023، وهو مهرجان تجرى فعالياته كل سنتين، ويحتضن مصورين مبتكرين ومجتمعات التصوير الفوتوغرافي من قطر وغرب آسيا، ومنطقة شمال إفريقيا.
وتم أثناء انطلاق فعاليات المهرجان افتتاح أربعة معارض: موضة جمعة الدوحة وفرصة للتنفس في M7، ومركز قطر للابتكار وريادة الأعمال في التصميم والأزياء والتكنولوجيا، والعمل التركيبي أما بعد لهدير عمر في قلعة الكوت، ثم العمل التركيبي بيت أمي لولوه لمشاعل الحجازي في مجلس براحة الجفيري، وستكون المعارض والأعمال التركيبية متاحة أمام الجمهور في الفترة من 15 مارس الجاري حتى 20 مايو المقبل.
ويأتي هذا المهرجان، الذي تنظمه متاحف قطر، ضمن مبادرة قطر تبدع، المبادرة الثقافية الوطنية التي تستمر فعالياتها على مدار العام، والتي ترعى وتروج للأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بتنوعها.
وأنشأت متاحف قطر مهرجان تصوير تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، الأمر الذي يعكس الالتزام برعاية المواهب الفنية وتطوير اقتصاد الفنون، ودعم القطاع الإبداعي للدولة.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني في تصريح لها اليوم: "يستطيع التصوير الفوتوغرافي أن يروي القصص، وينقل المعنى بشكل لا مثيل له، وبالرغم من شعبية التصوير الفوتوغرافي وسهولة ممارسته، فإنه يندر التعامل مع هذا الوسيط باعتباره شكلا فنيا ودراسته ومناقشته مع ممارسي التصوير الفوتوغرافي ونقاده والشغوفين به، خاصة في المنطقة العربية، ونحن إذ نستعد لبينالي تصوير الثاني، فإننا نضيف نجاحا على نجاحات عام 2021، بتقديم باقة من المعارض البارزة، ومنصة كبرى تستقطب المبدعين من قطر وجميع أنحاء العالم لعرض أعمالهم من خلالها، إضافة إلى برامج مكثفة لفائدة الجمهور".
ففي M7، يقدم "تصوير" معرض موضة جمعة الدوحة، وهو مشروع تعاوني أسسه كل من خالد البيه، وأبارنا جاياكومار عام 2017 عبر منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، حيث يصوران فيه العمالة الوافدة التي تعيش في قطر، ويجريان معها مقابلات في أيام الجمعة، يوم الراحة، باستخدام الموضة كعدسة، تروي مئات الصور والمقابلات الخاصة بالمشروع قصصا عن التنوع الثقافي للمقيمين الذين أتوا إلى قطر بأحلام وتطلعات.
أما المعرض الثاني في M7، فهو "فرصة للتنفس"، ويعرض أعمال ثلاثة من لاجئي الروهينغا؛ عزيمول حسون، وديل كاياس، وأومال خير، الذين وثقوا تجربتهم الشخصية داخل كوكس بازار ببنغلاديش، أكبر مخيم للاجئين في العالم، وفي عام 2018، تعاونت مناظرات الدوحة مع منظمة حقوق الإنسان Fortify Rights لتجهيز ودعم هؤلاء المصورين الموهوبين الثلاثة، وسيتم عرض فيلم وثائقي مدته 23 دقيقة بعنوان "الخروج 2022" من إنتاج مناظرات الدوحة على هامش المعرض، وستستمر المنح على مدار فعاليات "تصوير 2023"، حيث سيقوم الفنانون بالتقاط صور داخل بازار كوكس خلال شهر رمضان وعيد الفطر، بالتعاون مع فنان "موضة جمعة الدوحة" أبارنا جاياكومار وشيماء التميمي، وستتم إضافة الصور إلى معرض "فرصة للتنفس" على مدى فترة عرضه، في حوار يربط هذا المعرض بنظيره "موضة جمعة الدوحة"، الموجود في M7 أيضا.
من جهته، قال الفنان الفوتوغرافي خليفة أحمد العبيدلي مدير "مهرجان قطر للصورة: تصوير": إن المهرجان يقدم برنامجا ديناميكيا ومترابطا يضم معارض متنوعة، وأعمالا تركيبية تم التكليف بها في مواقع تراثية، وتبادلات ثقافية، وورشات عمل، وغيرها المزيد، منوها بأنه سيتم إعادة عرض عملين تركيبيين ينعشان مواقع تراثية في قطر، بالإضافة إلى المعارض المقامة في M7.
وفي قلعة الكوت، على أطراف سوق واقف، يقدم معرض "أما بعد" عملا فنيا تركيبيا غامرا للفنانة المقيمة في قطر هدير عمر، بالتعاون مع "سونك جيل"، وهي مجموعة فنية تعمل على وسائط هجينة. وأطلق هذه المجموعة كل من مايكل هيرشرود، وسيموني موسكولينو، والمصممة متعددة التخصصات كاتيا كولوفيا.
في هذا العمل التركيبي الخاص بالموقع، اعتمدت هدير عمر على المناطق المحيطة بسوق واقف كمصدر للإلهام، عن طريق نسج الجوانب التقليدية والمعاصرة للحياة اليومية، وترجمتها وتحويلها إلى بيئات سريالية غامرة، وتخلق الفنانة إحساسا قويا بالتجارب الحسية التي لا تعد ولا تحصى في السوق، من خلال التقاط الصور والأصوات، وكلها مصممة بشكل فريد في المساحات المخصصة للقلعة.
وفي مجلس براحة الجفيري، ينتصب العمل الفني "بيت أمي لولوه"، وهو عمل تركيبي للفنانة القطرية مشاعل الحجازي، يبرز مكانة الطابع الاجتماعي والمعماري لهذه المنطقة التاريخية في الدوحة، ومعها فيض الذكريات الجماعية والسرديات المرتبطة بمجتمع البراحة، حيث عاشت طفولتها، وتتمثل فكرة هذا المعرض في استعادة روح البساطة والأجواء العائلية في هذا المنزل القطري التقليدي بين جنبات المجلس وغرفة الأم والليوان (فناء الدار).