أكدت دولة قطر على إعطاء الأولوية لمساعدة الدول النامية، بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كونها مفتاح الاستقرار السياسي والاجتماعي، وطالبت بتحرك دولي سريع وفعال لحماية الشعوب والأجيال القادمة من آفة المخدرات.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه سعادة السيد سلطان بن سالمين المنصوري المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينا، أمام الدورة (66) للجنة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات.
وقال سعادته إن دولة قطر تعتز بمواصلة دورها الفاعل في العمل الدولي متعدد الأطراف في مختلف المجالات التنموية والإنسانية، وإعلاء قيم ومبادئ التعاون والشراكة والتضامن في مساعدة الدول والشعوب والمجتمعات التي تعاني من الأزمات الاقتصادية، والنزاعات، والفقر، والديون.
سلطان المنصوري: قطر قدمت الكثير من المساهمات الإنسانية والإنمائية في إطار الشراكات الاستراتيجية مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الرائدة
وأكد أن دولة قطر قدمت الكثير من المساهمات الإنسانية والإنمائية، خصوصا في إطار الشراكات الاستراتيجية مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الرائدة الأخرى. وقال إن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا الذي استضافته دولة قطر الأسبوع الماضي هو آخر مثال على هذه الجهود، حيث تبرعت قطر خلال المؤتمر بمبلغ (60) مليون دولار لدعم برنامج عمل الدوحة وبناء القدرات في أقل البلدان نموا.
وتطرق سعادته إلى المساعي المبذولة على المستوى الوطني، وقال إن دولة قطر أعطت أولوية لجهود الوقاية وتحصين المجتمع وتوعيته بأضرار المخدرات وأخطارها وكان ذلك من أهم عوامل نجاح سياستها في مجال الوقاية ومكافحة المخدرات، إضافة إلى جهود إنفاذ القانون ومراقبة الموانئ الجوية والبحرية القطرية، والتطبيق الدقيق للقانون مع تحديث التشريعات الوطنية القطرية وبما يسمح بالاستجابة للمتغيرات في أنماط الاتجار بالمخدرات والأساليب المستحدثة لتهريب المخدرات مع الحفاظ على مبادئ الدستور القطري وباحترام تام لحقوق الإنسان.
واستعرض المندوب الدائم لدولة قطر، ما ورد في تقرير المخدرات العالمي 2022، وهو التقرير الأول بعد جائحة كورونا، وقال في هذا الصدد: إن التقرير قدم صورة قاتمة عن حالة المخدرات في العالم، إذ بلغ إنتاج الكوكايين مستوى قياسيا مرتفعا، كما زادت مضبوطات المخدرات الاصطناعية بشكل هائل، وأخذت أسواق هذه المخدرات في التوسع في مناطق جديدة، وأصبح عدد أكبر من الشباب يتعاطى المخدرات مقارنة بالأجيال السابقة، بينما الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج باتوا عاجزين عن الحصول عليه، وبالأخص النساء.
وطالب البيان بتحرك دولي سريع وفعال لحماية الشعوب والأجيال القادمة من آفة المخدرات وفق مبدأ المسؤولية العامة والمشتركة، ووفق آليات التعددية الدولية ومن ضمنها أجهزة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية المستدامة، واستنادا إلى الاتفاقيات الدولية الثلاث الخاصة بالمخدرات والإعلانات السياسية وخطط العمل المعتمدة بدءا بإعلان 2009.
وأشار إلى أن قرار إباحة تعاطي القنب في بعض الدول ترتبت عليه آثار واسعة النطاق على الصحة العامة وسيادة القانون والسلامة العامة، الأمر الذي يستدعي مواصلة رصد تبعات هذا القرار.
تعثر جهود التنمية المستدامة تنعكس بالضرورة على جهود التصدي للمخدرات مما يستدعي مد يد العون الدولي للشعوب والمجتمعات المتضررة
وأكد سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينا أن تعثر جهود التنمية المستدامة تنعكس بالضرورة على جهود التصدي للمخدرات، مما يستدعي مد يد العون الدولي للشعوب والمجتمعات المتضررة من هذه الآفة.