شهد اليوم الأول من فعاليات "قمة TED بالعربي" التي تنعقد في إطار الشراكة بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وTED، تفاعلًا جماهيريًا مع التجارب الاستكشافية التي تم تقديمها للجمهور، لإتاحة فرصة لتبادل الأفكار وتطويرها من خلال مجموعة من الأنشطة التفاعلية والورش العملية الملهمة.
تضمنت التجارب عددًا من المواضيع التي تمحورت حول أهمية اللغة العربية وكيفية تعزيزها على كافة المستويات، كما ركزت على الإبداع والعلوم والاستكشاف، واتسقت مع موضوع القمة "أثر الفراشة" الذي يشير إلى تحقيق الاستمرارية إلى ما بعد انتهاء القمة.
من بين التجارب الاستكشافية التي تم تقديمها للجمهور ورشة عمل تفاعلية لتعليم الخط العربي المعاصر، قدمها الخطاط الأردني حسين الأزعط، وحضرها مجموعة من الراغبين في تعلم الخط العربي من مختلف الأعمار والجنسيات من أنحاء الوطن العربي.
وقال الأزعط: إن تعليم الخط العربي له أهمية بالغة في ترسيخ الهوية العربية، مشيرًا إلى أن شغفه بالخط العربي بدأ في مرحلة الطفولة إعجابا بهذا الفن الرفيع. وأضاف: لتسليط الضوء على كيفية تدريس الخط العربي للطلاب في المدارس، علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كانت المناهج التعليمية العربية التي تتضمن مادة الخط العربي تقدم للطلاب بشكل محبب أم منفر".
ورأى أن هناك حاجة لإعادة النظر في بعض الممارسات التي تساعد في تعزيز الشغف بالخط العربي لدى الطلاب الصغار، معربًا عن أمله في تنظيم المزيد من ورش العمل التي تنشر ثقافة الحرف العربي بصورة محببة، وتتيح الفرصة للإبداع في الخط العربي، باعتباره أفضل تجسيد بصري للهوية العربية.
من جانبه، قدم المهندس نايف الإبراهيم الشريك المؤسس الرئيس التنفيذي لشركة "ابتكار" للحلول الرقمية، ورشة بعنوان "تعليم اللغة العربية بين المنظومات التقليدية والأطر الحديثة"، والتي تناولت قضية تعليم اللغة العربية كأداة وجزء رئيسي في تشكيل هوية الإنسان المعاصر.
وأكد الإبراهيم أهمية اللغة العربية؛ كونها وثيقة الصلة بالتاريخ والثقافة، مبينا أنها جزء أساسي في بناء الحضارات. وقال: عند العودة إلى تاريخ الحضارات، لا توجد أمة قدمت علمها ومعرفتها بلغة غير لغتها الأم، ومن هنا تأتي أهمية اللغة بشكل عام.. والأدوات المستخدمة في التعليم اليوم هي أدوات اخترعها أفراد في وقت محدد لمواجهة تحديات معينة، كان أحدثها قبل 100 عام، وأقدمها قبل 800 عام، فلماذا لا نبتكر أدواتنا الخاصة التي تناسب جيلنا الحالي وتحدياته؟".
وشدد على ضرورة إيجاد حلول عصرية في تعليم اللغة تحاكي معطيات ومتطلبات العصر الحالية، داعيا إلى تضافر الجهود للحفاظ على اللغة العربية، باعتبار الحفاظ عليها عملية متكاملة ومسؤولية تقع على عاتق الجميع.