حققت وزارة البلدية ممثلة بقطاع شؤون الخدمات العامة، إنجازات عديدة في مجال إدارة وتدوير النفايات خلال السنوات الأخيرة، ضمن الجهود الشاملة التي تبذلها دولة قطر للحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي كان من أبرزها إعادة تدوير جميع النفايات المتولدة من فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، من خلال تحقيق معدل فرز وتدوير بنسبة 100%، وهي المرة الأولى التي تتحقق فيها هذه النسبة في تاريخ بطولات كأس العالم السابقة.
وأعلنت الوزارة، بمناسبة اليوم العالمي لإعادة التدوير الذي يوافق يوم 18 مارس من كل عام، أنه في إطار خطتها الاستراتيجية، تم تنفيذ البرنامج المتكامل لفصل وفرز المخلفات من المصدر، والذي اشتمل على أربع مراحل شملت المرحلة الأولى منه المدارس الحكومية والخاصة وروض الأطفال، حيث تم توزيع حاويات فرز المخلفات على 590 مدرسة وروضة، و48 مركزا صحيا، وشملت المرحلة الثانية توزيع (2000) حاوية على البنوك والمؤسسات المالية والمجمعات التجارية والمولات، وشملت المرحلة الثالثة الجامعات والجهات الحكومية وشبه الحكومية ومواقف باصات كروة والفنادق والحدائق العامة ومنطقة الكورنيش ومدينة الدوحة، أما المرحلة الرابعة فقد شملت مرافق ومباني ومنشآت وملاعب بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 لتحقيق هدف "بطولة صديقة للبيئة".
وفي هذا السياق، أصدر سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، القرار رقم (170) لسنة 2021 بشأن فرز النفايات الصلبة، والذي يقضي بإلزام الشركات والمؤسسات والمجمعات التجارية والسكنية والمنشآت الفندقية والمحال التجارية والصناعية والعامة المماثلة وشاغلي المباني عدا المنازل، بتوفير واستخدام عدد مناسب من الحاويات لحفظ النفايات الناتجة عن أنشطتهم، وفرزها وإيداعها في نوعين من الحاويات هما: حاوية للنفايات القابلة للتدوير (لون أزرق)، حاوية للنفايات المتبقية -العضوية (لون رمادي).
وطالب القرار الشركات والمؤسسات والمجمعات التجارية والسكنية والمنشآت الفندقية والمحال التجارية والصناعية والعامة المماثلة وشاغلي المباني (عدا المنازل)، بتغيير نوع حاويات النفايات أو زيادة عددها متى تم إخطارهم من البلدية المختصة بأن كمية النفايات تفوق حجم الحاويات المتوافرة، أو أن النفايات الناتجة تشكل خطرًا على الصحة العامة أو البيئة.
ضوابط استعمال الأكياس البلاستيكية
كما أصدر سعادة وزير البلدية القرار رقم (143) لسنة 2022 بضوابط استعمال الأكياس البلاستيكية، والذي يحظر على المؤسسات والشركات ومراكز التسوق استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستعمال في تغليف المنتجات والبضائع بكافة أنواعها، أو تعبئتها، أو تقديمها أو تداولها أو حملها أو نقلها.
ونص القرار على أن "يُستبدل بالأكياس البلاستيكية أحادية الاستعمال، الأكياس البلاستيكية متعددة الاستعمال أو الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل أو الأكياس المصنوعة من الورق أو القماش "المنسوجة" ونحوها من المواد القابلة للتحلل.
وتستعد وزارة البلدية لتنظيم النسخة الثالثة من مؤتمر ومعرض إدارة النفايات خلال الفترة من 9 - 10 مايو المقبل، بمُشاركة محلية وإقليمية ودولية، بهدف تبادل الخبرات والتجارب في مجال إدارة وتدوير النفايات.
ونجحت وزارة البلدية ممثلة بإدارة تدوير ومعالجة النفايات، في التخلص الكامل من مخزون الإطارات التالفة في الدولة، كأول دولة في المنطقة تحقق هذا الإنجاز، في إطار الخطة المتكاملة لإدارة وتدوير النفايات التي تنفذها الوزارة، وصولا إلى قطر خالية من النفايات.
وأوضح المهندس حمد جاسم البحر مدير إدارة تدوير ومعالجة النفايات بوزارة البلدية أن الوزارة وضعت خطة مدروسة للتخلص الآمن من مخزون الإطارات التالفة والتي تقدر بالملايين في مطمر أم الأفاعي ومكب روضة راشد، وإيجاد الحلول الناجعة لإعادة تدويرها.
وأضاف أنه تتم إعادة تدوير الإطارات المطاطية واستخدامها في مشاريع هيئة الأشغال العامة، وتعد دولة قطر رائدة في استخدام المسحوق المطاط في المشاريع ، فقد تم إعادة تدوير 1200 طن تقريبا في مشاريع أشغال ، حيث يتم دمج هذا المسحوق وإدخاله فيما بعد في المواد المحسنة لخليط الأسفلت والذي يتم استخدامه في مشاريع إنشاء الطرق. كما يتم استخدامه في أرضيات ألعاب الأطفال ومسارات المشي والجري بالحدائق والأماكن العامة، ويتم أيضا الاستفادة من الإطارات التالفة المعاد تدويرها في تصنيع ألعاب الأطفال ومقاعد الجلوس وغيرها.
وحصل مركز معالجة النفايات المنزلية والصلبة التابع لوزارة البلدية على جائزة مجلس التعاون الخليجي للعمل البلدي في دورتها الرابعة عن فئة أفضل مشروع تحويل نفايات إلى طاقة، لدوره البارز في إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى أسمدة أو طاقة كهربائية أو مواد يُعاد استخدامها.
وتواصل وزارة البلدية تنفيذ حملة (صفر نفايات)، التي تهدف إلى تطوير منهجية التفكير بشأن إدارة النفايات وأهميتها تحت شعار (نفايات أقل.. مدينة أجمل)، بالإضافة إلى حملات التوعية العديدة حول الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية وإنشاء مركز توعوي ترفيهي في (كيدزانيا) لإعادة تدوير الورق بهدف توعية الأطفال بأهمية إعادة التدوير، وغيرها.
جدير بالذكر أن اليوم العالمي لإعادة التدوير هو مبادرة لتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير وزيادة الوعي بأهمية التخلص السليم من النفايات لتحسين البيئة وحمايتها.