انتشرت رائحة النفايات الكريهة شوارع العاصمة الفرنسية باريس وخارجها، جراء تحولها إلى مكب عام للنفايات، عقب الاحتجاجات الأخيرة ضد مخطط الحكومة تعديل نظام معاشات التقاعد.
وتأتي أزمة النفايات هذه في فرنسا، جراء إضراب عمال النظافة، حتى يوم غد الـ 20 من مارس الجاري، على أقل تقدير، كما توقفت مراكز جمع القمامة ومراكز تدويرها في باريس عن العمل، ما تسبب بتراكم ما يقارب من الـ 9.4 آلاف طن من النفايات في شوارع فرنسا.
وترفض شركة Derichebourg المسؤولة عن جمع النفايات في 6 مناطق حضرية في فرنسا، استئناف العمل، الأمر الذي يزيد من سوء الأوضاع، ويزيد من تراكم أكوام النفايات في باريس.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الهدوء الحذر عاد إلى باريس يوم أمس السبت بعد ليلتين من الاحتجاجات التي شارك فيها آلاف المتظاهرين في أنحاء العاصمة الفرنسية، حيث كانت ساحة الكونكورد الأنيقة نقطة توتر فقد ألقى المتظاهرون الغاضبون دمية لماكرون في النار وسط هتافات الجماهير مساء الجمعة الماضي، بينما قامت الشرطة بتفريق الحشود بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وتم واعتقال المئات.
وتأتي هذه الاحتجاجات في محاولة من المتظاهرين للضغط على نواب البرلمان لإسقاط حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإلغاء مشروع قانون رفع سن التقاعد الجديد، الذي لا يحظى بشعبية وسط الجماهير الفرنسية، والتي يحاول ماكرون فرضها دون تصويت في الجمعية الوطنية.
هذا وتراكمت القمامة في الحي الثاني عشر بباريس يوم السبت، على بعد أمتار من أحد المخابز، وفاحت منها الروائح الكريهة بسبب اعتدال الطقس وأشعة الشمس، وألقى بعض سكان باريس الذين يشترون الخبز الفرنسي في عطلة نهاية الأسبوع باللوم على إدارة ماكرون.
من جهتها، أعربت رئيسة الحي، إيمانويل بيير ماري عن قلقها من عواقب تراكم النفايات، التي أصبحت رمزا للإضراب المناهض لإصلاح المعاشات التقاعدية.
وأضافت: "نشعر بحساسية كبيرة تجاه الوضع، بمجرد توفر شاحنات جمع القمامة، سوف نعطي الأولوية للأماكن الأكثر عرضة للخطر، مثل أسواق الخضار والمواد الغذائية".