اختتمت وزارة البلدية مساء اليوم فعاليات معرض قطر الزراعي الدولي العاشر"أجريتك 2023"، بمشاركة 675 شركة عارضة، تنتمي لـ55 دولة منها 523 شـركة دولية و152 محلية.
وشهد المعرض على مدى خمسة أيام إقبالا كبيرا من الجمهور، حيث بلغ عدد الزائرين حوالي 35 ألف زائر، كما أقيم على هامش المعرض مؤتمر علمي، تم خلاله عقد العديد من ورش العمل حول قضايا الزراعة والأمن الغذائي.
وفي اليوم الختامي للمعرض، كرم سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية عددا من المشاركين والرعاة، كما تم تسليم مساهمة دولة قطر العينية والبالغة 120 طنا من التمور المعبأة لعام 2022، إلى السيدة كاترينا غالوزي نائب مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي، ومندوب البرنامج في دول مجلس التعاون، والتي بدورها ستدعم عمليات برنامج الأغذية العالمي في بعض الدول، وتنطلق هذه المساهمة من مفهوم الشراكة مع برنامج الأغذية العالمي؛ كونها إحدى وكالات الأمم المتحدة الرئيسية الداعمة للمبادرات الإنسانية والدولية، وتقديم المساعدات الغذائية للأشخاص الذين يعانون نتيجة النزاعات أو حالات الطوارئ، والمساهمة في تغيير حياة الملايين من خلال مشاريع التنمية المستدامة، وتعتبر دولة قطر مانحا قويا لبرنامج الأغذية العالمي منذ عام 2004، حيث يتم تقديم هذه المساهمة سنويا على شكل تمور معبأة يتم شراؤها محليا.
وقد شهد المعرض، توقيع عقود ومذكرات تفاهم بين وزارة البلدية ومجموعة من الجهات المشاركة، كما قام كل من سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة السيد أوتار شاموجيا وزير حماية البيئة والزراعة في جورجيا بتوقيع مذكرة تفاهم، تهدف إلى تعزيز العلاقات والتعاون في مجال حماية البيئة بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة جورجيا، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية بين شركة حصاد وشركة المرقاب للاستثمار الصناعي (أعلاف) لتوزيع وبيع منتجات علفية، وتوقيع اتفاقية شراكة بين "حصاد الغذائية" وإكسبو 2023 الدوحة للبستنة، وتوقيع اتفاقية شراكة بين إكسبو 2023 الدوحة للبستنة والاتحاد القطري لكرة السلة للترويج للمعرض العالمي في بطولة تحدي إكسبو 2023 لكرة السلة.
5 مذكرات تفاهم
وكذلك شهد اليوم الختامي للمعرض توقيع خمس مذكرات تفاهم بين خمس شركات، والجمعية الإسلامية العالمية لتصنيع الأغذية للانضمام إلى الاتحاد الإسلامي الدولي للصناعات الغذائية.
واختتم المؤتمر العلمي المصاحب لمعرض قطر الزراعي الدولي العاشر لعام 2023، فعالياته، بعد عقد 4 ورش عمل تمت خلالها مناقشة 54 ورقة بحثية، تناولت دراسات الأمن الغذائي، ومبادرة "غرسة" للزراعة المنزلية، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وأبحاث الأحياء المائية، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والباحثين والمسؤولين الحكوميين المحليين والعالميين.
وأعلن الدكتور محمد سيف الكواري، رئيس اللجنة العلمية المشرفة على المؤتمر العلمي، عددا من التوصيات في ختام أعمال المؤتمر. وفيما يتعلق ببحوث ودراسات الأمن الغذائي دعا المؤتمر إلى ضرورة التحول إلى المحاصيل الأقل استهلاكا للمياه، وإيجاد نظام متطور لتخزين المواد الغذائية، والحد من نقص الغذاء عن طريق توفير البيانات الأساسية والاستفادة القصوى من هطول الأمطار، وتغيير الاتجاه الفكري للمشاركة في عمليات الزراعة في الخارج عن طريق الاستثمار المالي، ودعم الزراعة المحلية عبر الإمدادات الغذائية من الدول الخارجية، وإدخال أصناف جديدة من شجر النخيل الاقتصادية، وتطوير خدمات لوجستية لاستيراد، وتصدير المنتجات الغذائية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي، والتحول إلى الزراعة بالركائز، لإيجابية النتائج مثل: الجودة العالية، والتكلفة القليلة، واستخدام أنواع نباتية محلية متوافقة مع البيئة المحلية، ذات احتياج مائي منخفض، واستخدام أسمدة ذات منشأ عضوي تتميز بأثر إيجابي طويل الأمد على النبات والتربة، وإعداد بروتوكول وميثاق لأصحاب المزارع للاستجابة السريعة أثناء الأزمات الوطنية والإقليمية والعالمية، وإعداد خطط وبرامج لرفع نسبة استغلال المساحات المزروعة بالمزارع المسجلة لما لا يقل عن 70 بالمئة من المساحة الكلية، وتطوير قطاع الماشية للنمو الاقتصادي والأمن الغذائي، والعمل على تشجيع العزب لتسويق إنتاجها من المنتجات الحيوانية المختلفة.
مبادرة "غرسة"
وعن مبادرة "غرسة" للزراعة المنزلية أوصى المؤتمر بتنظيم فعاليات عن الشجرة والحديقة المنزلية في أيام المناسبات الوطنية، والتعاون مع المبادرات الحكومية، والتفاعل عبر حسابات التواصل الاجتماعي، وتوفير الأيدي العاملة الخبيرة والكافية للعناية بالزراعة.
وبخصوص الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي نبهت توصيات المؤتمر العالمي إلى أهمية معالجة وتعزيز وتطوير استراتيجية قطر للأمن الغذائي، عبر تنفيذ أسس ومبادئ دقيقة وفعالة، والتوعية بسلامة الغذاء، والتعامل والتخزين الصحيح والدقيق للأغذية، ونشر التوعية، ودعم الأغذية المصنوعة محليا، والحد من المنتجات المسترجعة أو المستردة نتيجة عن بلاغات تلف أو دواع صحية.
ونجح المعرض في استقطاب العديد من المهتمين بمختلف دول العالم، حيث شهد حضورًا دوليًا مميزًا على مستوى العارضين والمشاركين في الفعاليات المصاحبة، والذين أكدوا حرصهم على المشاركة المستمرة في المعرض الزراعي، باعتباره فرصة للاطلاع على كافة التجارب والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا في الزراعة، من خلال المشاركات الدولية الموجودة، وتبادل الخبرات وعمل شراكات تجارية معهم.
ونوهوا بنجاح قطر في تنظيم النسخة العاشرة من المعرض الزراعي، حيث اكتسب المعرض أهمية خاصة؛ كونه منصة استراتيجية لاستكشاف آفاق جديدة للارتقاء بالقطاعي الزراعي القطري باعتباره عصب الأمن الغذائي، ويأتي في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى أنه منصة فعالة لطرح حلول بيئية مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية والناشئة، وفرصة لتبادل الخبرات الدولية والمحلية.
