منذ إنشائها قبل ما يقرب من عقدين وهيئة الأشغال العامة "أشغال" تلتزم بالتخطيط، والتصميم، والبناء، والتسليم وإدارة الأصول لجميع مشاريع البنية التحتية والمباني العامة في دولة قطر، بما فيها من شبكة على مستوى عالمي من الطرق السريعة والرئيسية، لربط المناطق واختصار زمن الوصول، والمباني العامة والحدائق والشواطئ وشبكة متطورة ومتصلة لمسارات المشاة والدراجات الهوائية وشبكات ضخمة للصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وتجميل الطرق والمناطق العامة.
وانتهت أشغال مؤخرا من تنفيذ خطتها العشرية 2013 - 2022 لتبدأ مرحلة جديدة من استراتيجيتها التي تهدف إلى تسليم مشاريع حديثة وفق المستويات العالمية، وباعتماد أفضل الممارسات في مجال تطوير وإدارة البنية التحتية ما أهلها لتسجيل خمسة أرقام جديدة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بمجالات مختلفة كما تتبع نموذجاً قوياً للتعهيد على الصعيد الاستراتيجي، إضافة إلى الشراكة مع أفضل الشركات المحلية والعالمية، وذلك بهدف أن تصبح قطر في مصاف الدول الأكثر تطوراً ونمواً في العالم.
وخلال السنوات العشر الأخيرة التزمت أشغال بإنجاز العديد من المشاريع التي تخدم أهل قطر وتترك لهم إرثاً مستداماً، فهي تدير حالياً أكثر من 332 مشروعا قيد التنفيذ وتضم محفظتها مشاريع حيوية لتطوير مناطق أراضي المواطنين وإنشاء شبكة للطرق السريعة والمباني الحكومية وشبكات الصرف، بالإضافة لمشاريع التجميل والتشجير، بقيمة إجمالية تصل إلى 85.3 مليار ريال.
يوسف العمادي: إنجاز شبكة طرق متكاملة بمعايير عالمية تخدم جميع مناطق الدولة وتوفر طرقاً سريعة حيوية تربط المدن الرئيسية والمناطق السكنية
وأوضح المهندس يوسف العمادي مدير شؤون المشروعات بـ أشغال في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن الهيئة على مستوى الطرق السريعة والرئيسية نجحت خلال العشر سنوات الماضية في إنجاز شبكة طرق متكاملة بمعايير عالمية تخدم جميع مناطق الدولة وتوفر طرقاً سريعة حيوية تربط المدن الرئيسية والمناطق السكنية، وتمهد الطريق للوصول لأهم الأماكن الحيوية سواء الاقتصادية أو الترفيهية، حيث وصل إجمالي طولها إلى 1791 كم، إضافة إلى 207 جسور و143 نفقا، من أبرز تلك الطرق المجد، والخور، ولوسيل، والدائري الخامس والسابع، والريان، إضافة إلى محور صباح الأحمد، وطريق خليفة أفنيو/. بما يحقق تجربة مميزة للتنقل.
وفيما يخص أراضي المواطنين لفت المهندس العمادي إلى أن أشغال قطعت شوطاً كبيراً في تطوير البنية التحتية لقسائم المواطنين والتي توليها الحكومة وأشغال اهتماما خاصاً، حيث تم خلال العشر سنوات الأخيرة خدمة أكثر من 45 ألفا و500 قسيمة سكنية في المناطق الجديدة والقائمة، ويجري العمل حالياً على تنفيذ أعمال بنية تحتية متكاملة بالدولة من خلال 40 مشروعاً سوف تخدم عند انتهائها أكثر من 35 ألف قسيمة موزعة على 24 منطقة.
وأضاف مدير شؤون المشروعات في أشغال أن الهيئة لا تكتفي بإنشاء المشروعات وإنجازها على أكمل وجه، بل تسعى لتطوير وتحسين ملامح المدن من خلال لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة والتي انتهت من الأعمال الرئيسية لتطوير وتجميل وسط الدوحة والكورنيش وتطوير سبع مناطق رئيسية بين الكورنيش والطريق الدائري الأول، وتنفيذ شبكة إنارة للشوارع وتركيب إشارات مرورية جديدة، وإنشاء مبان متعددة الطوابق لمواقف السيارات وأخرى على الطرق وإنشاء جسور للمشاة، تتضمن هذه المشاريع أعمال طرق بطول إجمالي يبلغ 42 كم وأعمال تشجير على مساحة 238 ألفا و348 مترا مربعا في وسط الدوحة والكورنيش، بهدف خلق بيئة صحية تسهم في اتباع نمط حياة صحي.
ولفت إلى أن مشاريع أشغال واللجنة اهتمت كذلك بزيادة المسطحات الخضراء وزراعة الأشجار، حيث تم إنجاز أكثر من 2.73 مليون متر مربع من المساحات الخضراء، وأكملت اللجنة بالتعاون مع وزارة البلدية زراعة مليون شجرة ضمن مبادرة "تجميل قطر وعيالنا يزرعون شجرة" لزراعة مليون شجرة، والتي انطلقت عام 2019.
الانتهاء من إنشاء وتطوير 47 من الحدائق العامة والساحات الخضراء لتخدم الجمهور كما تم إنجاز عدة مشاريع تطوير وصيانة للشواطئ
كما تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 47 من الحدائق العامة والساحات الخضراء لتخدم الجمهور كما تم إنجاز عدة مشاريع تطوير وصيانة للشواطئ، حيث تم تطوير 12 شاطئا، بالإضافة إلى شواطئ عامة ومناطق ترفيهية وأخرى مخصصة للاستراحة والألعاب والخدمات الشاطئية والأكشاك ومسارات المشاة والدراجات الهوائية.
يضاف ذلك إلى مجموعة من مبادرات التجميل التي قامت بها اللجنة مثل مبادرة زِينة، بهدف تجميل وتزيين واجهات أماكن العمل والمدارس والجامعات والعقارات، بالإضافة إلى الساحات والطرق، فضلاً عن تنفيذ جداريات تساهم في إضفاء روح من البهجة في كافة أرجاء المدينة.
ونوه المهندس يوسف العمادي مدير شؤون المشروعات بهيئة الأشغال العامة في تصريحاته الخاصة لـ"قنا" بأن أشغال عملت خلال العشر سنوات الأخيرة على إنشاء العديد من المباني العامة في مجال الصحة والتعليم والسياحة والتراث والاتصالات والمواصلات، حيث انتهت من تنفيذ نحو 24 مبنى صحيا من بينها 7 مستشفيات و16 مركزا صحياً، بخلاف إنشاء 20 غرفة للعمليات الكبرى، كما أقامت 55 مسجداً خلال الفترة نفسها، أما فيما يخص القطاع التعليمي فقد نفذت 67 مبنى تعليميا تشمل 35 مدرسة و32 روضة أطفال، بخلاف تطوير وإعادة تأهيل وتوسعة نحو 89 صفاً دراسياً، كما نفذت 24 مشروعاً عاماً يخدم وزارات مختلفة، كما قامت ببناء 14 جسراً للمشاة و12 محطة للحافلات و7 مستودعات للحافلات، بخلاف الحدائق ودار الكتب، وتطوير متحف الفن الإسلامي بالتعاون مع العديد من مؤسسات الدولة.
أشغال قامت بإنشاء 2131 كم من مسارات المشاة والدراجات الهوائية في معظم مشاريع الطرق المحلية والسريعة في الدولة
وقال مدير شؤون المشروعات إنه بهدف تعزيز نمط الحياة الصحي، قامت أشغال بإنشاء 2131 كم من مسارات المشاة والدراجات الهوائية في معظم مشاريع الطرق المحلية والسريعة في الدولة، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 16 جسرا وخمسة أنفاق للمشاة لضمان سلامتهم وأمنهم وتقليل حوادث الدهس، حيث تساهم هذه الشبكة المتصلة والآمنة لمسارات الدراجات الهوائية في تغيير نمط حياة أفراد المجتمع، من خلال استخدام وسائل نقل صحية تشجع على ممارسة الرياضة، وبديلة عن وسائل المواصلات التقليدية، في جو صحي وسلامة تامة، مع مراعاة إجراءات وشروط السلامة المرورية عند وضع التصاميم الخاصة بتلك المسارات.
وفيما يتعلق بشبكات الصرف الصحي وتصريف المياه السطحية بين المهندس العمادي أن أشغال تقوم بالتنسيق مع مختلف القطاعات لإنشاء وتطوير شبكات عالمية المستوى في مختلف المناطق لاستيعاب النمو العمراني في الأحياء السكنية حتى وصلت إلى ما يقرب من 190 كم، وإنشاء شبكات لتصريف المياه السطحية بطول 2700 كم للتقليل من تجمعات مياه الأمطار، وهذه المشروعات مستمرة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ومن أبرزها مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي للوكرة والوكير بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي يتم تصميمها على أساس حجم تدفقات الصرف الصحي المتوقعة لعام 2026، بمتوسط طاقة استيعابية أولية قدرها 150 ألف متر مكعب في اليوم، بهدف توفير بنية تحتية متكاملة ومتطورة تتماشى مع النمو السكاني الملحوظ في منطقتي الوكرة والوكير ومن المتوقع الانتهاء من كافة أعمال المشروع في عام 2026.
وأشار المهندس العمادي إلى أنه بعد اكتمال شبكات الطرق والصرف بمختلف المناطق بالدولة تواصل الهيئة أعمال التشغيل والصيانة اللازمة لها على مدار العام وفق برنامج وخطط معتمدة، كما تقوم فرق أشغال بتركيب اللوحات الإرشادية والمرورية في مختلف أنحاء الدولة وتفعيل اللوحات الديناميكية على الطرق، ومسح شبكة الطرق باستخدام أحدث المعدات للتأكد من حالة الإسفلت، واللوحات الإرشادية، وحواجز السلامة، وشبكات الصرف، وإنارة الشوارع، وممرات عبور المشاة، والأنفاق، والإشارات المرورية وغيرها من عناصر الطريق للتأكد من جاهزية تلك الأصول.
فرق العمل التشغيلية تتابع الوضع أولا بأول من خلال مركز التحكم بشبكات الطرق التابع لأشغال
ونبه إلى أن فرق العمل التشغيلية تتابع الوضع أولا بأول من خلال مركز التحكم بشبكات الطرق التابع لأشغال (الذي يضم حوالي 55 من المهندسين والمشغلين والخبراء) من خلال 1390 كاميرا مراقبة متطورة ونظم التحكم بالإشارات الضوئية، وذلك بهدف ضمان الانسيابية المرورية وتحديد مواقع الازدحام والحوادث على الطرق. وبناء على تقارير المتابعة يتم التنسيق مع المقاولين والجهات المعنية بالدولة وأهمها وزارة الداخلية متمثلة في الإدارة العامة للمرور للعمل على عودة الحركة المرورية إلى وضعها الطبيعي سريعاً.
وتبذل أشغال جهوداً متواصلة لتطوير ودعم الشركات القطرية المحلية سواء مقاولين أو مصنعين أو استشاريين، وتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية، وذلك تماشياً مع استراتيجية الدولة في الاعتماد على الخبرات الوطنية وتوفير البيئة المناسبة لنمو الشركات المحلية وتحقيق الميزة التنافسية من خلال اكتساب خبرات تؤهلها لدخول الأسواق العالمية وتساعدها على مواجهة التحديات المستقبلية.
وفي هذا السياق، أطلقت الهيئة عام 2017 مبادرة تأهيل صغار المقاولين بهدف تشجيع استخدام المواد والخبرات الوطنية والمصنعين المحليين إلى جانب إتاحة الفرصة للمقاولين القطريين الجدد للمشاركة في تنفيذ مشاريع تحسين الطرق مع "أشغال" ومنذ إطلاق المبادرة، تم تأهيل أكثر من 300 مصنع محلي بما في ذلك ورش العمل المتخصصة، وشركات الامتياز التجاري المحلية ومقاولي الباطن المتخصصين، ما رفع من نسبة المكوّن المحلي من 38 بالمئة عام 2016 إلى حوالي 75 بالمئة حالياً.
وتهدف أشغال من خلال جميع برامجها ومشاريعها وخدماتها إلى تعزيز أفضل الممارسات وتشجيع الابتكار واعتماد تقنيات جديدة مع التركيز على تحقيق الاستدامة البيئية، وفي هذا الإطار رفعت الهيئة نسبة استخدام المواد المعاد تدويرها في المشاريع إلى 20 بالمئة من إجمالي المواد المستخدمة بحلول عام 2022، كما أطلقت مبادرات تعنى بإعادة تدوير مواد الإسفلت، واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في أنظمة التبريد وري المساحات الخضراء وزراعة الأعلاف. هذا بالإضافة إلى استخدام مطاط الإطارات المعاد تدويرها في خليط الإسفلت، وإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء.
وتعتمد أشغال حاليًا العديد من أنظمة إدارة المشاريع القوية والمتكاملة مثل نمذجة معلومات البناء، وهي طريقة تعاونية لتصميم وبناء وتشغيل الأصول باستخدام نماذج وأدوات ثلاثية الأبعاد. كما تعد رائدة في البناء الخالي من الهدر، كما استثمرت أشغال في أحدث التقنيات بما في ذلك تقنية مسح الطرق، للتأكد من حالة الطرق ومطابقتها للمواصفات القياسية وجاهزيتها لخدمة مستخدمي الطريق، بالإضافة إلى فحص الطبقة الإسفلتية واكتشاف عيوب السطح، إضافة إلى تنفيذ نظام الرادار ثلاثي الأبعاد لفحص الطبقات السفلية وشبكة الصرف الصحي.
من ناحية أخرى، أنجزت أشغال أكبر محطة شحن كهربائي في المنطقة تعمل بالطاقة الشمسية، وواحدة من أكبر محطات الحافلات في المنطقة لتعزيز التكامل في برنامج البنية التحتية للحافلات العامة مع أنظمة النقل العام المختلفة وزيادة عدد مستخدمي النقل العام خلال السنوات القليلة المقبلة.