أعلنت مكتبة قطر الوطنية عن اختيار "الذكاء الاصطناعي" موضوعا رئيسا لمنتداها السنوي "المكتبات في الصدارة" العام المقبل.
وجاء اختيار الذكاء الاصطناعي للمنتدى السنوي القادم خلال ختام أعمال المنتدى السنوي لمكتبة قطر الوطنية "المكتبات في الصدارة - الدور الدبلوماسي للمؤسسات الثقافية".
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن اختيار موضوع الدبلوماسية الثقافية عنوانا لمنتدى هذا العام يأتي انطلاقا من أن الثقافة بكل أبعادها وجوانبها المركّبة والمتعددة تقرب بين الشعوب والأمم، وإن للمؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في أي بلد دورا لا غنى عنه في "رسم" ملامح الهوية الثقافية لهذا البلد، وتقوم بدور سفراء للتواصل والمحبة والتعارف بين شعوب العالم.
وأوضح سعادته أن الثقافة هي صنو للمسؤوليّة الأخلاقيّة والاجتماعيّة في السياسات الداخليّة والخارجيّة والوطنيّة والدوليّة، وأرى أنّ المدخل إلى تحقيق مفهوم العيش المشترك الآمن القائم على السلم، لا يكون إلاّ بالثقافة، مضيفا "لدي اعتقاد راسخ يُثبته التاريخ الثقافيّ للعلاقات البشريّة في أنّ أيسر مجال للتقريب بين الشعوب والأمم إنّما هو الثقافة بمختلف وجوهها وأبعادها".
وكان المنتدى قد افتتح بكلمة لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قال فيها: "ليس هناك وقت تزداد فيه الحاجة إلى توطيد أواصر الدبلوماسية الثقافية بين شعوب العالم من وقتنا الحاضر، في ظل ما تمر به الإنسانية اليوم من تقلبات ناتجة عن الجوائح والأمراض أو الكوارث الطبيعية أو الحروب والنزاعات، الأمر الذي ولد لدى الشعوب رغبة حثيثة وقوية في البحث عن التقارب أكثر من البحث عن الاختلاف، مشيرا إلى أنه في خضم ذلك يبرز الدور الجوهري الذي تضطلع به المؤسسات الثقافية في كونها جسورا للتواصل والمحبة والتعارف بين شعوب العالم".
كما تحدث رئيس مكتبة قطر عن تجليات الدبلوماسية الثقافية المتمثلة في الرياضة خلال استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث كانت الثقافة القطرية المتمثلة في المتاحف والمعارض والمنشآت التاريخية والمكتبات، بل والعادات والتقاليد المحلية، هي بطاقة التعارف التي تقدمها قطر لزائريها.
واستعرض الكواري، خلال كلمته، جهود مكتبة قطر الوطنية ومبادراتها الدبلوماسية سفيرا للثقافة العربية في الأروقة والمحافل الثقافية العالمية، واستخدامها أدوات الدبلوماسية الثقافية في مد جسور التواصل مع المؤسسات الثقافية الأخرى سواء في العالم العربي أو على مستوى العالم، كان أهمها تبادل المكتبة إهداءات الكتب مع مكتبات وطنية عربية وسفارات الدول الصديقة والشقيقة في الدوحة، وجمع شتات كنوز التراث العربي والإسلامي من المخطوطات العربية والإسلامية، وإعادة توطينها رقميا، لافتا إلى نجاح المكتبة في أن تحوز ثقة مركز "الإفلا" عبر اختيارها لتقوم بدور مركز /الإفلا/ الإقليمي لصيانة المواد التراثية، والحفاظ عليه في الدول العربية والشرق الأوسط.
وأشار إلى أن منتدى "المكتبات في الصدارة" السنوي صار نموذجا يحتذى به، وصورة مشرفة للدور الدبلوماسي للمكتبات، وبات يوفر "فضاء" تعاونيا لحشد الجهود والخبرات لكي تنهض المكتبات وسائر المؤسسات الثقافية بدورها الحقيقي سفراء للثقافة والتاريخ والهوية.
وأكد المشاركون في منتدى "المكتبات في الصدارة" السنوي في ختام أعماله أهمية العمل على رفع الوعي من خلال أجهزة الدولة والوزارات لإرساء الشراكة بين الدبلوماسية العامة والدبلوماسية الثقافية، والأخذ بدور متكامل في تعزيز القوة العاملة.