يتميز شهر رمضان في المجتمع القطري بطابع خاص، حيث يحرص القطريون على إحياء تقاليد وعادات توارثوها من الأجيال السابقة، ومنها الاحتفاء بالمائدة القطرية.
ومازالت الأكلات الشعبية مثل الهريس والثريد والمجبوس والساقو، والسمبوسة وغيرها، تحتل صدارة المائدة الرمضانية في قطر، ولعل من أهم الأكلات التي تفضلها العائلات في هذا الشهر المبارك طعامين رئيسيين على موائد الإفطار اليومية هما الثريد والهريس، حيث لا تكاد تخلو مائدة من هاتين الأكلتين سواء كان ذلك في البيوت أو حتى في المطاعم المتخصصة بإعداد الأكلات الشعبية سواء في سوق واقف أو غيره من مختلف الأماكن.
وقالت السيدة شمس القصابي صاحبة مطعم في سوق واقف، إن المائدة القطرية لا تزال تحتفظ بخصوصيتها المميزة في المأكولات والمشروبات التي تعتبر الأكثر تميزا في شهر رمضان، مشيرة إلى أن أجواء شهر رمضان التي تسود فيها الروحانية في المساجد والبيوت، يصاحبها اهتمام بالعادات والتقاليد القطرية الاجتماعية، ومن بينها ما يرتبط بإعداد الموائد تأكيدا على الجود والكرم في المجتمع القطري.
وأوضحت أن الإقبال على المطاعم في شهر رمضان له نكهة خاصة لدى القطريين والمقيمين على حد سواء للاستمتاع بالأجواء الرمضانية والأطباق الشعبية التي تتميز بها المطاعم الشعبية في قطر، مشيرة إلى أن الأجواء في سوق واقف جاذبة للجميع، حيث يرغبون في الاستمتاع بعبق التاريخ ونفحات التراث، مما يشكل واحدا من الأسباب الرئيسية التي كانت تقود المواطنين والمقيمين وحتى السياح والزائرين إلى المطاعم في سوق واقف للاستمتاع بالأكلات الشعبية القطرية.
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) March 27, 2023
الأكلات الشعبية القطرية في صدارة الموائد الرمضانية #قنا #قطر#رمضان_في_قطرhttps://t.co/JeQD3KT6YM pic.twitter.com/J9MhSvWecF
وأضافت أن الفترة التي تسبق دخول الشهر الكريم تشهد إقبالا كبيرا من الأسر والعائلات لشراء البهارات والتوابل كمكملات أساسية لإعداد الوجبات والأكلات القطرية، وهو ما نقوم به أيضا كأماكن متخصصة في هذه الأكلات، حيث نعمل على تجهيزها بطريقة معينة خصيصا لشهر رمضان المبارك.
وقالت إن من بين الأكلات المهمة على المائدة القطرية الهريس والثريد، حيث يرتبط الأخير بخبز الرقاق الذي كان يتم إعداده رقيقا وجافا ليسهل عمل الثريد المتميز منه، وهو معروف لدى أهل الخليج منذ القدم، إذ يتم إعداده بأشكال مختلفة، وبطريقة خاصة، لافتة إلى أنها في إطار الاهتمام بالأكلات الشعبية قامت بتطوير خبز الرقاق بأكثر من 25 نوعا بنكهات متنوعة مثل الرقاق بالزعفران أو الفلفل، أو الصلصة الحارة، أو نوع لين يتم استخدامه مع أكلات أخرى غير الثريد وهكذا، وذلك بهدف تعريف الزائرين والسياح بأكلات قطر الشعبية، وما يزخر به الموروث من ثراء في ثقافة الطعام، وهي ثقافة لاتزال حاضرة في أذهاننا اعتزازا بموروثنا الشعبي، والذي تتوارثه الأجيال خاصة في شهر رمضان المبارك.
بدورها، قالت أم محمد (صاحبة محل أكلات شعبية) إنه على الرغم من وجود أكلات كثيرة ومتنوعة في الأسواق إلا أن الأكلات الشعبية التراثية مازالت تحتل صدارة الموائد الرمضانية وخاصة /الهريس/ و/الثريد/ والرز والبلاليط والخنفروش واللقيمات والمضروبة وغيرها، مؤكدة أنها لا تخشى على الأكلات الشعبية من الاندثار أو حتى (الذوبان) في أكلات أخرى واردة من ثقافات مختلفة، طالما أنها جزء من عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، والتي تحرص العائلات القطرية على الحفاظ عليها طوال أيام الشهر الفضيل.
من جهتها، قالت أم عبدالعزيز (صاحبة مطعم) إن الأكلات الشعبية في سوق واقف مازالت تستقطب طوال العام الزوار لتذوق هذه الأكلات التي تمثل جزءا من تراثنا القطري، ما يستهوي الكثيرين للتعرف على ثقافة بلدنا خاصة وأنها أكلات غنية بالقيمة الغذائية وصحية ولها مذاق طيب.
وأوضحت أنها تعد الوجبات الشعبية خلال الشهر الكريم وتتضمن المأكولات الشعبية التي لا تخلو منها المائدة القطرية مثل الهريس والثريد والمجبوس وغيرها من الأكلات التقليدية القديمة التي اشتهر بها القطريون، وقالت إن هناك أكلات تكثر خلال الشهر الفضيل ولا بد من تواجدها على مائدة الإفطار كالهريس والثريد والمجبوس والسمبوسة بأنواعها المختلفة وأنواع من الحلويات كاللقيمات والبلاليط والساقو وغيرها.
أما السيدة أم فهد ربة منزل قطرية من رواد سوق واقف فأوضحت أن طبق الثريد هو الخبز المغموس بمرق اللحم، حيث يقطع خبز الرقاق إلى قطع صغيرة، ويصب عليها المرق ويقلب ثم يوضع فوق الخبز اللحم أو الدجاج ويقدم للأكل. أما طبق الهريس فيتكون من حبوب القمح، ولا بد أن يكون الحب كاملًا، ويكون مع أطيب أنواع لحم الضأن، ليكون هذان الطبقان رئيسيين على موائد الإفطار، حيث لا بد من توافر أحدهما أو كليهما على موائد الإفطار اليومية في رمضان، وهما من أهم الأكلات الشعبية التي ما زالت تحظى بإقبال وقبول كبير، حيث تعتبر هاتان الوجبتان الشعبيتان، العامل المشترك بين أغلب الموائد القطرية، على اختلاف أذواق أصحابها، فقلما تجد مائدة رمضانية تخلو من هذين الصنفين اللذين يرتبط وجودهما بالشهر الفضيل.