تواصل مؤسسة حمد الطبية جهود التوعية بمرض الصدفية بهدف تغيير المفاهيم الخاطئة الشائعة حول هذا المرض والذي يعد أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجلد، وذلك ضمن برنامج التوعية بمرض الصدفية والذي يوافق شهر أغسطس من كل عام.
وأوضح الدكتور أحمد حازم تقي الدين استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بمؤسسة حمد الطبية، أنه وعلى الرغم من معدل انتشار مرض الصدفية إلا أن هذا المرض يظل غير معروف لدى كثير من الناس، مضيفا أن مرض الصدفية هو أكثر من مجرد مرض جلدي، حيث يمكن أن تؤثر الإصابة به على الحالة المعنوية والنفسية للشخص المصاب وعلى جودة حياته وقد تتسبب المفاهيم الخاطئة حول هذا المرض في وصمة اجتماعية.
تأثير اجتماعي
وتشير بعض الدراسات البحثية إلى أن التعايش مع الإصابة بالصدفية قد يؤثر على المريض على المستوى الاجتماعي، حيث يشعر الكثير من مرضى الصدفية بالقلق والإحراج والاكتئاب نتيجة الإصابة بهذا المرض.
وعلى الرغم من أن هذا المرض غير معد إلا أن بعض المرضى قد يواجهون تمييزا عند التعامل مع الآخرين بسبب خوف كثير من الناس من هذا المرض وظنهم الخاطئ بأنه معد بسبب أعراضه التي تتضمن ظهور بقع قشرية على الجلد قد تتشقق وتنزف.
أسباب الإصابة بالمرض
وأشار الدكتور تقي الدين إلى أن الإصابة بالصدفية تنجم عن تركيبة تجمع بين بعض العوامل الوراثية وبين تعرض الشخص المصاب لعوامل خارجية تساعد على تنشيط أعراض المرض.
وأوضح أنه قد تتضمن هذه العوامل الخارجية الضغوط النفسية وإصابات الجلد /مثل الجروح والخدوش/ وبعض أنواع معينة من العدوى وبعض الأدوية في حين تلعب العوامل الوراثية والجهاز المناعي للفرد دورا رئيسيا في الإصابة بهذا المرض حيث إن الجهاز المناعي لدى المصابين بالصدفية يرسل إشارات غير طبيعية تسرع بشكل كبير عملية نمو خلايا الجلد.
وبالإضافة إلى الآثار النفسية والاجتماعية لمرض الصدفية، فإن الإصابة بمرض الصدفية في حال لم يتم علاجها قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والجلطة الدماغية، والسكري، وداء كرون، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والاكتئاب، وغيرها من الحالات الخطيرة.
وأفاد الدكتور تقي الدين بأن الصدفية هي مرض مزمن يصيب الجهاز المناعي وتكون الإصابة به ناتجة عن عوامل وراثية وقد تستمر مدى الحياة حيث تتسبب في إنتاج زائد للخلايا الجلدية ينتج عنه عادة تهيج بالجلد وظهور بقع قشرية سميكة فضية اللون على البشرة.
إحصائيات في قطر
وذكرت مؤسسة حمد الطبية أن مرض الصدفية يصيب حوالي 3% من السكان في دولة قطر ويتعرض الرجال والنساء للإصابة به بمعدلات متساوية، وغالبا ما يتم تشخيص إصابة المرضى خلال الفترة بين عمر 15 و35 عاما، إلا أن هذا المرض قد يصيب الإنسان في أي وقت.
ويتسبب مرض الصدفية في تغيير دورة حياة الخلايا الجلدية حيث يؤدي إلى تكون سريع للخلايا على سطح الجلد، وتظهر الإصابة عادة في الركبتين والمرفقين وفروة الرأس، إلا أنها قد تؤثر أيضا على الجذع وباطن القدمين.
وتوجد عدة أنواع من الصدفية، وعادة ما يمر المرضى المصابون بمعظم هذه الأنواع بدورات متعددة للصدفية حيث تظهر الصدفية خلال أسابيع أو أشهر عديدة، ثم تهدأ الأعراض لبعض الوقت أو تختفي بشكل كامل.
وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة لمرض الصدفية الكريمات والمراهم التي تدهن على البشرة، والعلاج بالضوء /التعرض لبعض أنواع الأشعة ما فوق البنفسجية وفق نسب معينة/، والعلاج الجهازي والعلاجات البيولوجية /المناعية/، ويمكن لجميع هذه العلاجات أن تؤثر بأشكال مختلفة على المرض حيث تساهم في تحييد الإشارات غير الطبيعية مما يؤدي إلى الإنتاج الطبيعي لخلايا الجلد.
وحذر الدكتور تقي الدين من تفاقم أعراض الصدفية بسبب عوامل مرتبطة بأسلوب حياة الشخص المصاب، مثل زيادة الوزن أو السمنة، والتدخين، وتعاطي الكحول، واتباع نظام غذائي غير صحي يعتمد على تناول الوجبات الغنية بالدهون المشبعة والنشويات والسكريات، لافتا إلى أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والنوم لفترات كافية هي ممارسات هامة جدا لجميع الأفراد، إلا أنها تعد مهمة على وجه الخصوص للأشخاص المصابين بالصدفية أو المعرضين للإصابة بها.