نظم مركز أصدقاء البيئة التابع لوزارة الرياضة والشباب، الملتقى البيئي الثاني 2023، تحت عنوان "بيئتنا إرث.. وطنا" بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، لمناقشة التحديات البيئية العالمية وتأثير التغيرات المناخية على دولة قطر ورفع توصيات بهذا الشأن لذوي الاختصاص لاتخاذ ما يرونه مناسبا.
بدأ الملتقى الذي يمثل منبرا للخبراء والباحثين والأكاديميين والمتخصصين لطرح الحلول، وتحديد الأولويات لما يواجه البيئة القطرية، بندوة تحت عنوان "التغير المناخي.. تحديات وطموحات"، حضرها مجموعة من المسؤولين والخبراء والمهتمين بالشأن البيئي.
وناقش المتحدثون في الندوة الأولى للملتقى مجموعة من تحديات التغير المناخي على المستويين المحلي والعالمي، وانعكاس تلك التغيرات على الأمن الغذائي، وجهود دولة قطر في هذا المجال، خاصة مع تبني دولة قطر الخطة الوطنية للتغير المناخي التي أطلقتها مؤخرا، والتي حددت أكثر من 35 مبادرة للحد من الانبعاثات، وأكثر من 300 مبادرة للتكيف مع آثار التغير المناخي، وصولا لإصدار الخبراء مجموعة من التوصيات لمواجهة التغيرات المناخية وانعكاسها على كوكب الأرض.
المشاركون اجمعوا على ضرورة تعزيز المسؤولية المجتمعية تجاه قضايا البيئة من خلال التوسع في الجمعيات والمراكز والمنظمات الداعمة لجهود مواجهة التغير المناخي
وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة تعزيز المسؤولية المجتمعية تجاه قضايا البيئة، من خلال التوسع في الجمعيات والمراكز والمنظمات الداعمة لجهود مواجهة التغير المناخي مع تطوير البرامج التدريبية للقطاع الخاص وخلق شراكات، للاستفادة من جهود المؤسسات الحكومية في هذا المجال، إضافة إلى إمداد جميع الجهات ذات الصلة بالتغيرات المناخية التي تحدث في العالم أولا بأول لاستخدام هذه المعلومات في بحوث المناخ المختلفة وتوعية النشء بخطورة تلوث البيئة والهدر في استخدام الطاقة والموارد.
ولفتوا إلى تأثر دولة قطر بالتغيرات المناخية العالمية خلال العشر سنوات الماضية، حيث ارتفعت درجة الحرارة داخل المدن نتيجة كثرة المباني وارتفاعاتها والمواد المستخدمة في بنائها، بينما ظلت خارجها عند حدودها الطبيعية، مشيرين إلى أن هذا التأثر يظهر في تقلص الفارق بين درجتي الحرارة العظمى والصغرى في معظم الأحيان وبين الليل والنهار خاصة خلال فصل الصيف.
وأضافوا أن قطر جزء من هذا العالم تتأثر بما يتأثر به، وأن دولة قطر شبه جزيرة تقع في بيئة صحراوية جافة، مما يجعل التغيرات المناخية العالمية شديدة التأثير عليها، لذلك اتخذت الدولة مجموعة من الخطوات الهامة في إطار الحد من التغيرات المناخية، منها وضع سياسات لخفض الانبعاثات الغازية بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2030، كذلك إنشاء مشروع الخرسعة للطاقة المتجددة، والتوسع في إنشاء المباني الخضراء والمستدامة والمواصلات الصديقة للبيئة وإطلاق مشروع "ترشيد" وغيرها، ناهيك عن إشراك الشباب في الاجتماعات والمؤتمرات المتعلقة بالمناخ والاستعانة بهم في إطلاق المبادرات البيئية لتأهيلهم لقيادة الدفة مستقبلا.
فرهود الهاجري: نجاح الملتقى البيئي الأول شجع المركز على تنظيم هذه النسخة التي تركز على التغير المناخي وانعكاسه على دولة قطر والعالم
وفي هذا الإطار أكد السيد فرهود هادي الهاجري المدير التنفيذي لمركز أصدقاء البيئة، أن نجاح الملتقى البيئي الأول العام الماضي، شجع المركز على تنظيم هذه النسخة، التي تركز على التغير المناخي وانعكاسه على دولة قطر والعالم، لما يمثله من مخاطر تهدد البشرية سواء من ناحية الكوارث الطبيعية وآثارها المدمرة أو ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، وبالتالي ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وتهديدها للشواطئ والمدن الساحلية.
وأشار إلى جهود دولة قطر في هذا المجال، حيث سعت دولة قطر إلى إصدار عدد من التشريعات التي تساهم في حماية البيئة وخفض الانبعاثات الدفيئة بحلول عام 2030 بنسبة تصل إلى 25 بالمئة، وذلك في إطار الخطة الوطنية للتغير المناخي، كذلك مشاركة دولة قطر في العديد من المؤتمرات الدولية، وانضمامها لجميع الاتفاقيات الدولية التي تساهم في حماية البيئة وتعمل على حمايتها.
من جانبه نبه الدكتور محمد بن سيف الكواري الخبير البيئي والمستشار الهندسي بوزارة البيئة والتغير المناخي مدير الندوة، إلى أن التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض والمتمثلة في ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي "ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، والغازات المفلورة" سببها النشاط البشري، مشيرا إلى أن هذه الغازات تسببت في ثقب الأوزون لذلك تضاعفت الجهود الدولية لحماية الكوكب من الأشعة الضارة، واتفق العالم على صفرية الكربون عام 2050، وذلك وفق اتفاق باريس للمناخ 2015 والموقع عليه من جميع دول العالم.
وأوضح الخبير البيئي أن التغيرات المناخية تسببت في العديد من الكوارث البيئية مثل: الفيضانات والأعاصير والرياح الشديدة والتصحر والجفاف، ولكن أكثر الكوارث شدة ودمارا حسب تقدير العلماء هي ذوبان الجليد نتيجة ارتفاع حرارة الكوكب، مما يتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر وبالتالي ينذر بكوارث خطيرة.