أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الزيارات المتكررة من المسؤولين القطريين إلى طهران تعود إلى قيام دولة قطر بتقريب وجهات النظر، وتقديم الاقتراحات بين الغرب وإيران حول الملف النووي، مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة تواجه الوصول إلى اتفاق، لكن الجهود مستمرة، والاتصالات متواصلة مع المسؤولين الإيرانيين.
وأعرب الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، عن أمله في أن تثمر هذه الجهود نتيجة إيجابية في هذه المفاوضات، سواء على صعيد الاتفاق النووي الإيراني، أو بخصوص الملفات الأخرى التي يتم فيها تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأبرز أن قطر قامت بتيسير التقارب بين الغرب وإيران، حيث استضافت مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، وسهلت الوساطة الأوروبية، مشددا على أن هذا الدور سيظل مستمرا بنفس الوتيرة سعيا لإيجاد الاتفاق النووي، لأثره الإيجابي على استقرار المنطقة والعالم، ومنبها إلى أن دعم الدوحة لهذه الجهود من أولويات السياسة الخارجية القطرية.
وبخصوص استقبال قطر للمعارض الرواندي بول روسيسباغينا، أوضح الدكتور ماجد الأنصاري، أن قطر أجرت اتصالات عديدة لتقريب وجهات النظر بين جمهورية رواندا والولايات المتحدة الأمريكية لقبول طلب الاسترحام الذي تقدم به المعارض الرواندي ورفاقه لتخفيف مدة الحكم، وبالتالي الإفراج عنه، ونتيجة لذلك قررت الحكومة الرواندية النظر بشكل إيجابي في هذا الطلب، ووصل المعارض إلى الدوحة، وهو موجود في انتظار انتقاله للحاق بعائلته في مدينة "هيوستن" الأمريكية.
وأعرب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عن امتنانه للحكومة الرواندية والجانب الأمريكي على تعاونهما في تيسير الوصول إلى هذه النتيجة، لافتا إلى أن قطر شريك أساسي لجهود التنمية في رواندا، وهناك علاقات إيجابية وثقة كبيرة بين قيادتي البلدين سمحت لها بلعب هذا الدور، ناهيك عن علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وبشأن ما يثار حاليا حول التحرك لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري أنه لا يوجد حتى الآن إجماع عربي حول عودة النظام السوري للجامعة العربية، مشددا على أن الموقف القطري ثابت، فلا يوجد تطبيع مع هذا النظام حتى تزول الأسباب التي دعت لمقاطعته.
وأوضح أن دولة قطر تتعامل مع هذه القضية باعتبارها من أولويات القضايا العربية، لذلك فإن الإجماع العربي فيها محل اهتمام، وحتى يتوافر هذا الإجماع الذي يأتي نتيجة تطورات إيجابية على الساحة السورية "لا نراها ماثلة أمامنا، ونعتقد أنه لن يكون هناك أي تغير من الموقف القطري، فموقفنا واضح وثابت ولا يتأثر بما يدور في المشهد ما لم توجد تطورات حقيقية داخل سوريا بشكل يرضي تطلعات الشعب السوري، أو يكون هناك إجماع عربي مبني على هذه التطورات الإيجابية في الداخل السوري، أما في الوقت الحالي فلا يوجد ما يدعو للتفاؤل بشأن وجود قرب للتطبيع مع النظام السوري وإعادته للجامعة العربية".
كما أكد ترحيب ودعم دولة قطر للجهود العربية في إطار إيجاد حل للأزمة السورية، مشددا على أن هذا الحل يجب أن يكون مبنيا على وجود تطورات إيجابية، واستجابة حقيقية للمطالب الشعبية، وألا يكون هناك خيانة للدماء التي سالت لتحقيق هذه التطلعات.
واستعرض الدكتور ماجد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، نشاط الوزارة خلال الأسبوع الماضي، وجهودها لتقريب وجهات النظر حول عدد من المسائل الخلافية الإقليمية والدولية، ومواقفها تجاه العديد من القضايا المطروحة على الساحة، وكذلك وفائها بالتزاماتها بدعم عدد من الدول، لاسيما لبنان والجيش اللبناني.