أكد السيد عيسى ربيعة آل ربيعة الكواري، نائب رئيس مجلس الشورى السابق، حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، "حفظه الله" على تعزيز المشاركة الشعبية عبر مجلس شورى منتخب يعبر عن إرادة الشعب، ويكون عبارة عن صلة الوصل بين أفراد الشعب وأعضاء الحكومة.
وقال السيد عيسى الكواري في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن سمو أمير البلاد المفدى يحرص على عقد "جلسة الشعب" دائماً ويجتمع مع أهل الحل والعقد ليستمع إلى تطلعاتهم وطلباتهم ومقترحاتهم.
وأضاف أن مجلس الشورى المنتخب يعد مسيرة جديدة في تاريخ المجلس، وسيعمل على تحقيق الأهداف والغايات من خلال تنفيذ الخطط وسن القوانين والتشريعات التي تساهم في دفع عجلة النهضة والتنمية المستدامة إلى الأمام، كما أنها تساهم أيضا في تلبية كل تطلعات أفراد المجتمع.
وحدة وطنية
وأعرب الكواري عن إيمانه بأن الوحدة الوطنية هي من أهم أولويات الدولة وبالأخص لسمو الأمير، مضيفا "إذا تسببت هذه الانتخابات بالانقسامات وزعزعة الوحدة الوطنية، فإني على يقين بأن سموه سيقوم باتخاذ القرار المناسب"، مشددا على أن تكاتف أفراد المجتمع وتماسكهم وكذلك بين أعضاء مجلس الشورى المنتخب، سيكون سبيلاً لإنجاح العملية الانتخابية لتخرج بالصورة التي تعكس تطور ووعي المجتمع القطري.
شروط قانونية
وفي جوابه على الشروط القانونية التي يجب توافرها في المترشح لانتخابات مجلس الشورى والمعايير التي من المفروض أن تتوفر في كل مترشح وذلك من واقع خبرته وتجربته الطويلة في العمل التشريعي، أشار نائب رئيس مجلس الشورى السابق، إلى أن قانون الانتخابات نص على الشروط الواجب توافرها في المرشح ومنها العمر وحسن السيرة وأن يكون من المشهود لهم بالأمانة والاستقامة وحسن الخلق.
وأضاف: كما يتوجب على المرشح أن يكون ملماً إلماماً كافيا بالدستور القطري وما يتضمنه من التزامات وواجبات تقع على السلطات الثلاث في الدولة، ومعرفة اختصاصات المجلس وحدودها والوسائل القانونية التي يملكها الأعضاء، وأن يكون هدفهم الأسمى من كل ذلك هو المصلحة العامة وإعلاء قيم المجتمع.
البرنامج الانتخابي
وفي السياق ذاته، أكد على وجوب معرفة المرشح رغبات الشعب وهمومهم والأمور التي يطمحون إلى تغييرها، وأن يكون له دور كبير في إعداد برنامج انتخابي يستطيع ترجمته على أرض الواقع والبعد عن الوعود صعبة التحقيق ليتمكن من خلاله من إقناع الناخبين، حيث إن البرامج الانتخابية للمرشحين هي أهم الوسائل التي تقنع الناخب بالتصويت للمرشح.
وبخصوص ما يجب على عضو مجلس الشورى المنتخب أن يضعه في حسبانه طيلة فترة عضويته بالمجلس قال السيد عيسى الكواري: "على عضو مجلس الشورى المنتخب أن يضع في حسبانه دائما أنه حينما قرر الانخراط في العمل العام وترشح لعضوية مجلس الشورى، أنه خادم لوطنه وأبناء شعبه وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة".
وأكد أن عضوية مجلس الشورى تكليف وليست تشريفا وعليه أن يصل الليل بالنهار من أجل العمل على رفعة ورقي وتطور وطنه وراحة ورفاهية شعبه وكل من يقيم على أرض قطر. فهو إن فشل في ذلك، سيتم محاسبته شعبيا من قبل من أوصله للمجلس على أدائه، فإن لم يقم بواجبه بكل أمانة وإخلاص بالتأكيد لن ينجح في إقناع الناخبين بإعادة انتخابه مرة أخرى.
وعن الوعي الانتخابي هل يُعدّ مسؤولية وطنية، والرسالة التي يوجهها للجهات المسؤولة عن الانتخابات وللمواطنين بشكل عام، أوضح أن الانتخابات التشريعية المقبلة تعتبر مظهرا من مظاهر الشفافية والعدالة الاجتماعية التي تنتهجها دولة قطر في مختلف المجالات وتأتي لتكريس هذا النهج الشامل في إدارة الحياة العامة.
وقال: "لمسنا خلال الأشهر القليلة الماضية اهتمام وحماس المجتمع للانخراط في هذه التجربة التشريعية، وبرزت جهود مختلف مؤسسات الدولة لنشر الوعي بأهمية دور مجلس الشورى المنتخب عبر تنظيم الندوات ومحاكاة جلسات المجلس وغيرها".
وعي انتخابي
ونوه بأن الوعي الانتخابي يعد مسؤولية وطنية، تتجلى بفهم قانون الانتخابات كونه مستمدا من الدستور القطري، ونزاهة الاختيار عبر التصويت للمرشح الكفء بعيداً عن المجاملات، وإيصال عضو الشورى المنتخب صوت المواطن بعيداً عن الأهواء الشخصية.
ولفت إلى أن مجلس الشورى المنتخب والذي يتم انتخاب أعضائه بناء على الكفاءة والبرنامج الانتخابي يعتبر من أنجح وأقوى مجالس الشورى نظرا لأن الأعضاء الذين يشكلونه سيكونون قادرين على تلبية طموح ناخبيهم بكل اقتدار ومهارة وأمانة، مشددا على أن الاختيار الذي يقوم على الموضوعية هو أفضل سبيل لنجاح عمل مجلس الشورى.
ثقة متبادلة
واختتم السيد الكواري تصريحه بالقول: "إن مجتمعنا قائم على تقاليد راسخة من الحكم العادل والرشيد المرتبط بالشعب بالمبايعة وعلاقات الولاء والثقة المتبادلة والتواصل المباشر بينه وبين المجتمع"
وأضاف: "يجب أن نثق بأن حكومتنا الرشيدة لن تهدم هذه العلاقة بل تعول على وعي المجتمع لمواجهة أي تفسيرات أو طرح لا يمس الواقع بأي صلة.. إن المجتمع القطري متراص البنيان وملتف حول قيادته الرشيدة، وعرف بالترابط والتمازج وقوة اللحمة الوطنية تحت راية واحدة وهي قطر".