كثفت وزارة الصحة العامة من إجراءاتها الرقابية على السوق المحلية لضمان تطبيق أعلى مستوى من سلامة الغذاء خلال شهر رمضان المبارك، حيث نفذت خطة متكاملة بدأت قبل عدة أشهر للتأكد من مطابقة الأغذية المحلية والمستوردة للاشتراطات الصحية خصيصا للشهر الكريم.
وتضمنت الخطة مرحلتين لتكثيف المراقبة الصحية، بهدف تحقيق أعلى درجات المأمونية والسلامة للأغذية التي يتم تسويقها واستهلاكها خلال شهر رمضان، مع التركيز على تكثيف المراقبة الصحية للجمعيات الاستهلاكية والفنادق والتي يتزايد الإقبال عليها من قبل المستهلكين خلال هذه الفترة.
وتم خلال المرحلة الأولى من الخطة إطلاق حملة تفتيشية تمهيدية، قبل الشهر الكريم، شملت 52 جمعية استهلاكية.
أما المرحلة الثانية والتي يتم تنفيذها خلال شهر رمضان، فتتمثل في إطلاق حملة تفتيشية لتغطية الجمعيات الاستهلاكية الكبرى والفنادق التي تقام فيها الخيم الرمضانية مع التركيز على نتائج الحملة التمهيدية والزيارات السابقة، كما تتم مراعاة كثافة التجمعات السكانية في اختيار مواقع الجمعيات.
وتتم عمليات التفتيش على المنشآت الغذائية التي تنفذها الإدارة من خلال استخدام النظام الإلكتروني لسلامة الغذاء (واثق) حيث تمّ تسجيل 100% من الفنادق و90% من الجمعيات الاستهلاكية الكبرى في هذا النظام، وتتضمن أنشطة تداول الغذاء التي تتم الرقابة عليها من قبل الوزارة كل ما يمكن أن يؤثر بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة على مأمونية وجودة الأغذية المعروضة.
ويتمّ التفتيش على جميع مراحل السلسلة الغذائية بدءا باستلام المواد الغذائية الأولية إلى مرحلة عرض المواد الغذائية الجاهزة للأكل.
ويحرص المفتشون بصفة خاصة على معاينة وفحص النقاط الحرجة بما في ذلك مراحل التحضير الأولي (الطبخ والتبريد وعرض المواد الغذائية الجاهزة للأكل)، كما يتم التأكد من مدى التزام المنشأة الغذائية بالاشتراطات الصحية خلال مراحل السلسلة الغذائية، أما فيما يخص النقاط الحرجة فيتم استعمال أجهزة قياس للتأكد من درجات حرارة المواد الغذائية بعد طبخها وتبريدها وأثناء عرضها كما يتم استخدام جهاز خاص بفحص زيوت القلي للتأكد من سلامة الزيوت المستعملة.
كما يتم التركيز على تقييم مدى وعي متداولي الأغذية بقواعد النظافة العامة وخاصة نظافة الأيدي وآلية التنظيف والتطهير، وفي حال لوحظ قصور في هذا المجال يقوم المفتش الصحي بتدريب وتوعية متداولي الأغذية على الطريقة والآليات الصحيحة.
إلى جانب ذلك يقوم المفتش بسحب عينات للتأكد من مدى سلامة الأغذية ومطابقتها لمعايير الجودة، ويتم فحص هذه العينات في مختبرات الأغذية المركزية بوزارة الصحة العامة.
ولا يقتصر دور إدارة سلامة الغذاء على الرقابة ورصد المخالفات فقط، بل يمتد إلى متابعة تنفيذ خطة الإجراءات التصحيحية التي تهدف إلى تحقيق أعلى درجات مطابقة للاشتراطات الصحية.
وفيما يخص الرقابة على الأغذية المستوردة فقد سجلت الإحصائيات الرقابة على ما مجموعه 408 ملايين و80 ألفاً و939 كيلو جراما من المواد الغذائية خلال الفترة منذ بداية عام 2023 إلى 15 مارس الماضي وتم الإفراج عن 404 ملايين و610 آلاف و697 كيلو جراما بعد ثبوت مطابقتها للاشتراطات، بينما تم رفض 3 ملايين و470 ألفاً و241 كيلو جراما بعد ثبوت مخالفتها لاشتراطات اللوائح الفنية والمواصفات القياسية ذات الصلة.
ويعمل مفتشو الرقابة على الأغذية المستوردة في منافذ الدولة البرية والبحرية والجوية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لضمان الرقابة الفاعلة وتدفق السلع بالشكل الذي يغطي احتياجات السوق دون أي معوقات فنية.
كما أعدت إدارة سلامة الأغذية برنامجا توعويا يهدف إلى تعزيز دور المستهلك في الحفاظ على سلامة الأغذية وحماية صحته وزيادة الوعي بقواعد الحفاظ على مأمونية الغذاء وكيفية تجنب الأمراض المنقولة بالغذاء، حيث يتم تكثيف التوعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تنفيذ أنشطة توعوية سيتم تنظيمها في الخيم الرمضانية في الفنادق.