أكد خبراء مختصون في علوم الشريعة والتربية، ضرورة ضمان المرأة تحقيق التوازن بين مسؤوليتها الوظيفية ومهامها التربوية من أجل إعداد أجيال ناجحة ومتوازنة معرفيا وسلوكيا، قادرة على مواجهة كافة تحديات الحياة.
جاء خلال ندوة نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية تحت عنوان "الأم بين مسؤولية الوظيفة ومهام التربية" ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض رمضان للكتاب في نسخته الثانية، والذي يستمر حتى الأحد المقبل في مقر درب الساعي بأم صلال، بمشاركة الدكتور عبدالسلام المجيدي أستاذ التفسير بكلية الشريعة جامعة قطر، والدكتور محمد العنزي أخصائي نفسي وتربوي، وأدارها السيد فهد أحمد المحمد الباحث الشرعي بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.
وتناولت الندوة أهم القواعد التي حددتها الشريعة الاسلامية لتحقيق التوازن بين مهام الأم المختلفة، والتي تمتد من القيام بمسؤولياتها المنزلية إلى دورها المجتمعي عبر أداء وظيفتها، وذلك لتحقيق المعادلة التي تحافظ على كيان الأسرة، والمجتمع بشكل عام.
وتناول الدكتور عبدالسلام المجيدي بشكل تفصيلي نظرة الشريعة الإسلامية لضوابط عمل المرأة الوظيفي، قائلا إن المرأة هي من ترتب كل الأمور المتعلقة بالحياة، بما يشمله ذلك من إعداد جيل المستقبل، متطرقا إلى قيامها بالكثير من الأعمال الصعبة التي تحتاج إلى جهد بدني وعقلي على حد سواء، إذ تقوم بالتربية، والتعليم، وتدبير شؤون المنزل وغيرها، الأمر الذي يستدعي مراعاة خصوصيتها في نوع وطبيعة العمل لتتمكن من تحقيق التوازن المنشود بين مهامها كأم ومربية، وبين وظيفتها في العمل، بحيث لا تأتي مهمة على حساب أخرى.
ومن جانبه، أبرز الدكتور محمد العنزي أهمية تحقيق التوازن ما بين عمل المرأة وتربية أطفالها، مؤكدا قدرتها على ذلك الأمر، خاصة في ظل إبداعها في عملها خارج المنزل، وكفاءتها في القيام بوظائف صعبة ودقيقة، مبينا أن المؤشرات التي تابعت نفسية عمل المرأة، أظهرت أن بعض النساء يقمن بمضاعفة جهدهن في المنزل ظنا منهن بالتقصير، وهو الأمر الذي يزيد من إرهاقهن.
وفي هذا الجانب، أشاد العنزي بوجود بعض القوانين الذي تنظم عمل المرأة من حيث ساعات العمل، بما يمكنها من التوفيق بين مسؤوليتها المنزلية ومهام عملها الوظيفية، بحيث يكون لديها متسع من الوقت لمباشرة دورها في بيتها.
وقدم المتحدثان الكثير من النصائح التي تساعد على الموازنة بين مهام المرأة بمنزلها وواجبها تجاه مجتمعها، واستشهدا بالعديد من مواقف السيرة النبوية، مؤكدين على الدور المهم للغاية الذي تقوم به المرأة في تأسيس مستقبل مشرق للأجيال القادمة.