حذر نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات من تصاعد مساعي الاحتلال لتنفيذ مخططاته الخبيثة بحق القدس والمسجد الأقصى، وذلك بعد 52 عامًا على حريق المسجد الأقصى و54 عامًا على احتلال القدس.
وقال بكيرات إن الاحتلال يحاول فرض قوته وبسط سيادته المطلقة على المسجد وتنفيذ عمليات تغيير بالواقع الديمغرافي والجغرافي على المدينة.
وأشار بكيرات إلى أن الاحتلال ومنذ احتلاله القدس عام 1967م، وضع برنامجًا خاصًا للمتطرفين اليهود لاقتحام الأقصى، مستغلا ما يسمى بفترة السياحة التي كان معمولاً بها في فترة المجلس الإسلامي الأعلى عام ١٩٢٨ واستمرت في عهد الحكومة الأردنية.
ولفت بكيرات إلى أن السياحة بالأقصى تنقسم على فترتين صباحية ومسائية بهدف؛ تعريف السياح الأجانب على الحضارة الإسلامية، إلا أن المتطرف مايكل روهان استغل هذه السياحة وأشعل النيران في صبيحة يوم ٢١ أغسطس/آب من عام 1969م.
ونبه بكيرات إلى أن حريق المسجد الأقصى تم عبر النافذة الغربية الجنوبية بالمصلي القبلي حتى وصل منبر صلاح الدين ملتهماً ما يقارب ربع المصلى القبلي.
الحريق بداية طمس الهوية
لم تنحصر تداعيات إحراق المسجد الأقصى عند الحريق فحسب، وإنما امتدت لجوانب أخرى، حيث حاول الاحتلال إزالة الوجود العمراني في القدس وطمس الهوية العربية والإسلامية.
ويرى بكيرات أن الاحتلال سعى لإجلاء السكان من مدينة القدس وتهجيرهم حتى ينفذ مشاريعه وخططه المبتغاة دون عراقيل.
ويؤكد أن قدرة أهل القدس على إطفاء حريق الأقصى بأيديهم مستخدمين الماء والتراب شكل هاجسًا للاحتلال الذي بات يعد أهل القدس خطرًا على مشاريعه.
ويشير بكيرات إلى مخطط "الحوض المقدس" الهادف لطرد السكان المقدسيين من نقطة المركز وخاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى؛ لإحلال المستوطنين اليهود بدلًا منهم.
ويقول نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن الاحتلال يحاول تصدير مشهد الإحلال السكاني والتغيير الديمغرافي من خلال إبراز صور المقتحمين للأقصى، وإنشاء آلاف الوحدات والمستعمرات اليهودية على شكل حزام استيطاني كامل يبدأ من بعد 5 كيلو مترات وحتى ما يقارب 20 كيلو مترًا عن المسجد.
وتطمح قوات الاحتلال من خلال سياستها إلى إبقاء ما نسبته ٢٠٪ من المقدسيين فقط حتى عام ٢٠٣٠ وما نسبته ١٢٪ حتى حلول عام ٢٠٤٠.
تضييق ومنع الإعمار
وينبه بكيرات إلى أن الاحتلال سخّرَ كل إمكاناته المادية وأذرعه السياسية والعسكرية؛ كالشرطة والبلديات والمحاكم من أجل التضييق على دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ولجان الإعمار التابعة بها.
ويشير بكيرات إلى أن تغيير بلاطة واحدة من بلاط المسجد الأقصى يحتاج إلى تدخل سافر من قوات الاحتلال، إذ يستغرق إصدار تصريح ومواقف على ترميم البلاطة الواحدة، ما يزيد عن العام والنصف.
ولفت إلى أنَّ الاحتلال لا يزال يمنع عمليات الترميم الناتجة عن سقوط حجر من الزاوية الغربية للأقصى؛ إثر الحفريات المستمرة أسفله، كما يمنع تكحيل واجهات جدران المسجد.
ومنذ عشرات السنين يمنع الاحتلال إزالة أكوام من الأتربة والنفايات من المنطقة الشرقية في الأقصى، إصافة إلى منع إصلاح البنية التحتية التالفة من كهرباء وماء وشبكة اتصالات أرضية.
تهويد يبدأ من الأقصى
ويزيد الاحتلال الإسرائيلي من ضغوطاته على إعمار الأقصى؛ بعدما أدرك بأن حلمه بإزالة المسجد لم يتحقق سواءً بافتعال الحريق عام 1969م، أو الحفريات التي وصلت إلى أسفل سبيل قايتباي في عام ١٩٨١م، والتغييرات وعمليات الإزالة والبناء في حائط البراق.
ويحاول الاحتلال تغيير وتزييف المشهد بالقدس من خلال إصدار قرارات عنصرية كتحويل ساحات الأقصى لساحات عامة تابعة لبلدية الاحتلال وتقديم صور ومشاهدة لبناء الهيكل المزعوم في أماككن مختلفة من المسجد.
ويرى بكيرات أن الاحتلال يخشى من هدم الأقصى مرة واحدة بسبب ما قد يتعرض له من مساءلة عالمية خاصة وأن مدينة القدس والمسجد الأقصى مسجلين في مؤسسات التراث العالمي كمبان أثرية مهددة بالخطر.
ونبه أن الاحتلال يحاول تصدير رواية أن القدس هي العاصمة الموحدة لدولته ورأس أولوياته، متسائلًا في الوقت نفسه عن مصير الرواية العربية والإسلامية التي نص عليها القرآن الكريم وأكد عليها في آياته بأن القدس "حق خالص للمسلمين ولا تقبل القسمة على اثنين".
الحريق مستمر
ووجه بكيرات رسالة إلى الحاضنة الفلسطينية بالعالم بضرورة الوحدة لمنع ما يحدث في المسجد الأقصى ومدينة القدس.
ويلفت إلى أن الاتحاد هو الذي يضع حدًا للاحتلال وعلى الأمتين العربية والاسلامية وضع برنامج للتحرير، فطالما الاحتلال موجود الحرائق ستستمر.
ويؤكد بكيرات على ضرورة توحيد الصناديق الداعمة للقدس، وصب كل اهتمامها في دعم البلدة القديمة بالقدس والإنسان المقدسي أساسا.