احتفلت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وجامعة قطر بختام برنامج "تدريب المعلمين على منهجية البحث العلمي"، الذي أطلقه مركز جامعة قطر للعلماء الشباب في يناير الماضي، بالتعاون مع مركز التدريب والتطوير بالوزارة، وشارك فيه 17 معلمًا ومعلمة من مدارس إعدادية وثانوية، إلى جانب 347 طالبًا وطالبة.
وتضمن الحفل الذي حضرته سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، والدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، عرضا عن مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، وجهوده في تنمية قدرات ومهارات الشباب القطري في البحث والتفكير الناقد، إلى جانب استعراض مضامين برنامج تدريب المعلمين على منهجية البحث، وتجارب المشاركين فيه، ليُختتم بتكريم المعلمين والطلبة الحاصلين على مراكز متقدمة في الورش التدريبية التي تضمنها البرنامج.
وسعى البرنامج إلى تنمية وتطوير مهارات البحث العلمي للمشاركين وتعزيز التفكير النقدي لديهم، من خلال برنامج تدريبي مكثف صُمم من قِبل مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، مستندا إلى أحدث الطرق والمناهج البحثية التي تجمع بين الأساليب التعليمية المبتكرة والممارسات التفاعلية.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، نوهت الدكتورة مريم المعاضيد، بالجهود التي بذلها مركز جامعة قطر للعلماء الشباب لتنفيذ البرنامج، كما أشادت بالمستوى الذي ظهر به المشاركون من معلمين وطلبة وتجلى في مشاريعهم البحثية التدريبية.
وأكدت أهمية التعاون بين مركز التدريب والتطوير التابع للوزارة مع مركز جامعة قطر للعلماء الشباب في هذا البرنامج الذي نجح في تدريب وتأهيل 17 معلمة ومعلمة في مجال منهجية البحث العلمي من خلال البرامج والورش التدريبية العلمية النظرية والتطبيقية وتم نقل المعلومات والأفكار الحديثة في مجال البحث العلمي للمدرسين والمشرفين.
ونوهت إلى أهمية البحث العلمي في مسيرة التنمية والتطوير وتقدم الأمم والشعوب .. وقالت "إن من أهم متطلبات المجتمع في عصرنا الراهن الذي يشهد تطورات كبيرة وسريعة، هو الوصول إلى مراحل عاليـة في الابتكار والبحث والتقدم التقني والتكنولوجي".
ولفتت إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة لا يتم إلا بتفعيل رسالة الجامعات في تنشيط حركة البحث العلمي على كافة المستويات، وربط منهجية البحث العلمي في جميع المراحل الدراسية بقضايا التنمية وفتح قنوات التعاون مع مؤسسات التعليم في البلاد وقطاعـات التنمية المختلفة لتقديم أفضل البرامج للطلبة.
من ناحيتها، أثنت السيدة إيمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير، بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، على هذه الشراكة مع مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، والذي ظهرت ثماره في تطور مهارات المعلمين والطلبة في المدارس الحكومية، وبما يتوافق مع ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر الوطنية 2030.
وأضافت "نتطلع لاستكمال المرحلة الثانية من البرنامج وإضافة أفواج جديدة فيه حتى يكتسب المعلمون والطلبة المهارات البحثية التي تسهم في تعلم أفضل".
إلى ذلك، قالت الدكتورة نورة جبر آل ثاني، مدير مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، في كلمة لها بمناسبة ختام برنامج منهجية البحث العلمي إن لدى جامعة قطر الرغبة الكبيرة في تعزيز ثقافة البحث العلمي، وذلك من خلال إنشاء منهج واضح يتناسب مع كل مرحلة دراسية وعمرية بحيث يصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم وتفكيرهم نحو جميع التحديات التي يواجهونها.
وأضافت أن الهدف من ذلك هو تأسيس وتدريب الطلبة منذ الصغر على أساسيات البحث ومنهجيته وجعل اتقانه سمه يفتخرون بها ويطبقونها بصورة عملية في بيئة داعمة للتفكير والاستكشاف والإبداع.
وأوضحت الدكتورة نورة آل ثاني أن مركز جامعة قطر للعلماء الشباب يسعى من خلال البرنامج إلى جعل البحث العلمي أسهل وأفضل للطلبة من خلال التطبيق العملي الذي يتخلل جميع ورش البرنامج.. مهنئة جميع الطلبة المشاركين على إنجازهم المتميز في مجال البحث العلمي والكم الهائل من المعرفة التي اكتسبوها، وتمنت لهم الاستمرار في البحث والابتكار.
من جانبهم، عبّر عدد من المعلمين والطلبة المشاركين في البرنامج عن سعادتهم بالمشاركة في هذا البرنامج التدريبي الذي كان حافلا بالورش التدريبية التي طورت من مداركهم وخبراتهم في مجال البحث العلمي وهو ما سهل نقل المعلومات والأفكار إلى الطلاب الذين قدموا مشاريع بحثية مميزة زادت عن 80 مشروعا.
ومن المشاريع التي قدمت خلال البرنامج المشروع البحثي (أثر استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير لاستغلال طاقة الرياح داخل محطات المترو) لمدرسة ابن سيناء، ومشروع (أثر استخدام المياه الممغنطة والمضاف إليها اليوريا على الانتاج الزراعي) لمدرسة رفيدة الإعدادية، و(تأثير نبات المورينجا للحد من فقر الدم لدى طالبات المدارس) لمدرسة زينب الإعدادية، وغيرها من الابحاث العلمية التي نالت إعجاب لجنة التحكيم من جامعة قطر..
واشتملت المرحلة النهائية التي أقيمت في مبنى وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على منافسات بين المدارس المتأهلة، وأسفرت هذه المنافسات بين المدارس الثانوية عن فوز مدرسة أحمد بن محمد للبنين، بالمركز الأول، بينما جاءت مدرسة الدوحة الثانوية للبنين في المركز الثاني، ومدرسة زبيدة الثانوية للبنات في المركز الثالث.
أما المدراس الإعدادية، فقد حصدت مدرسة هند بنت عمر الأنصارية الإعدادية للبنات، المرتبة الأولى، بينما جاءت مدرستا سكينة بنت الحسين الإعدادية للبنات، ومدرسة موزة بنت محمد الإعدادية للبنات في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وفي ختام الحفل، قامت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، ونائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا بجولة في المعرض المصاحب، واستمعت لشرح مفصّل من الطلبة عن الأبحاث العلمية التي تم إنجازها والتجارب التي قاموا بها خلال فترة تعلمهم وتدريبهم، حيث أثنت على مخرجات البرنامج وحثّت الطلبة على استكمال مسيرتهم البحثية.