أعلنت نقابة الأطباء السودانية، اليوم، مقتل نحو 97 مدنيا، وإصابة المئات الآخرين منذ اندلاع الاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لافتة إلى أن الحصيلة تبقى مؤقتة نظرا لصعوبة الوصول لجميع مناطق المواجهات.
وناشدت النقابة، في بيان، المنظمات الإنسانية والهيئات الصحية الدولية والإقليمية بتقديم العون لها، وتوفير الإمداد الطبي لجميع المستشفيات والمرافق الصحية بالخرطوم ومناطق الاشتباكات بالولايات المختلفة، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدبلوماسية إلى الضغط على طرفي الصراع المسلح لإلزامهما بوقف الاقتتال، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، والسماح بالمرور الآمن لعربات الإسعاف والكوادر الطبية، وتوفير التأمين اللازم للمرافق الصحية والمستشفيات.
دعوات للانضمام للجيش
وفي سياق متصل، دعا العميد ركن نبيل عبدالله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في بيان نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، المنتسبين لقوات الدعم السريع إلى المسارعة في الانضمام لصفوف الجيش النظامي، وعدم الانسياق وراء، ما اعتبره، "دعوات تهدف لخدمة أجندة شخص واحد"، قائلا "في ظل هذا المنعطف التاريخي الحاسم، ندعو جميع أبناء بلادنا من منسوبي الدعم السريع الذين قدموا لبلادهم خدمات جليلة سابقة لا تنكر، للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة الأبية لخدمة بلادهم بين صفوفها".
وأضاف "نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد، بل لتوجيه طاقاتهم بين إخوانهم في الجيش السوداني ومكونات المنظومة الأمنية للدولة، التي سيجدون بين صفوفها ما يستحقونه من تأهيل وتقدير، ولن تستغني عن خدماتهم بالتسريح لأن البلاد لا زالت في أشد الحاجة لسواعد بنيها مجتمعة"، مشددا على أن قيادة القوات المسلحة "ستظل على عهدها وكلمتها معه بألا تراجع ولا نكوص عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به"، لافتا إلى أنه تم التحذير سابقا من "الوقوع في هذا الوضع في مناسبات عديدة".
تواصل المعارك
وتواصلت المعارك، صباح اليوم، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تركزت في مناطق العاصمة الثلاث (الخرطوم وأم درمان الخرطوم بحري)، ومدينة مروي ومطارها، بالإضافة إلى مدينتي بورت سودان ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، زادت خشية المجتمع الدولي والمنطقة الإقليمية من أن يدفع التصعيد العسكري والاحتكام للسلاح نحو اندلاع حرب أهلية وموجات نزوح كبيرة للمدنيين، الأمر الذي سرع من نسق تحركات القوى السياسية والمجتمع الدولي لعقد تسوية تحول دون انزلاق السودان إلى دوامة العنف، وعرقلة جهود عودته للحكم المدني بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ثورة 19 ديسمبر التي أطاحت بالرئيس السوداني السابق عمر البشير.