نظمت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جلسة نقاشية حول سبل الاستفادة من البحوث والتكنولوجيا لتقديم حلول قائمة على الطبيعة في مواجهة التحديات البيئية، عبر إجراءات تستهدف حماية أو إدارة أو إعادة إحياء نظام بيئي بشكل مستدام، يتصدى للتحديات المجتمعية وحماية الناس.
وقدّم الجلسة، التي تأتي في إطار سلسلة "التق مع الخبير" التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، خبراء من مركز "إكسون موبيل" للأبحاث في قطر، الشريك الراسخ لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث استعرضوا خلالها المبادرات البحثية الخاصة بالمركز، وكيفية الاستفادة من التقنيات المتطورة للحد من المخاطر المناخية، وتشجيع المرونة البيئية وتعزيز جهود الاستدامة في الدولة.
وفي هذا الإطار، أعرب الدكتور ديفيد بالاندرو نائب الرئيس ومدير الأبحاث في مركز "إكسون موبيل" للأبحاث في قطر، عن سعادته بالمشاركة مع ممثلي الأوساط الأكاديمية والصناعية في دولة قطر، عبر العمل على تطوير تقنيات جديدة للحلول القائمة على الطبيعة، بما يدعم استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي، ويكون لها أثر إيجابي مستدام في الدولة.
واستعرض نتائج دراسة جارية حاليًا تركز على تعزيز التنوع البيولوجي البحري في المناطق الساحلية في قطر، قائلاً: "لقد ساهم رسم خرائط الموائل القاعية، وجمع الحمض النووي البيئي من هذه المناطق، في مساعدتنا على فهم التنوع البيولوجي بشكل أفضل، من حيث ثراء الأنواع وتغطية الموائل، كما سمح لنا بتحديد الإجراءات اللازمة لتقديم حلول قائمة على الطبيعة وتعزز من التنوع البيولوجي"، مبيناً أن الخطوة التالية تتمثل في تطوير الإجراءات المطلوبة لحماية وإدارة النظم البيئية البحرية في قطر وترميمها.
وأشار بالاندرو إلى أن معالجة المياه هي من بين الحلول القائمة على الطبيعة التي يركز عليها مركز "إكسون موبيل" للأبحاث في قطر، حيث يتم العمل عليها حاليًا ضمن مرحلة الاختبار المبكر، موضحاً أنه من خلال دراسة المياه المنتجة في قطر، وهي المياه التي تخرج من البئر مع النفط الخام أثناء عملية الإنتاج، تمكن الفريق من تحديد 33 سلالة من الطحالب الدقيقة، القادرة على التحلل البيولوجي للملوثات في هذه المياه، لافتاً إلى عزم المركز على نشر جميع نتائج الاختبارات التجريبية على المستويات الصناعية، لتحديد خيارات قياس وإعادة استخدام هذه المياه، وصولًا للهدف النهائي المتمثل في تعزيز الأمن المائي من خلال إعادة استخدامها.
من جهتها، قالت نايلة النعيمة باحثة بيئية في مركز "إكسون موبيل": "إننا نركز على مشاريع الاستدامة التي لا تخدم المركز فقط، بل تخدم دولة قطر أيضًا، حيث نسعى للنهوض بخبراتنا وباستخدام التقنيات الجديدة التي من شأنها أن تضع قطر في موقع ريادي في مجال البحوث البيئية، وبما يدعم رؤية قطر الوطنية 2030"..
بدوره، اعتبر أحمد السعيد مدير إدارة العمليات والتطوير في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، هذا اللقاء مناسبة جديدة للتعريف بالإمكانات القيمة للتقدم التكنولوجي، والإبداع في حماية مجتمعاتنا وبيئتنا، معرباً عن فخره بتقديم بيئة عمل مواتية لشركات مثل "إكسون موبيل"، ما يتيح لها الانكباب على البحوث العلمية المتقدمة التي تعمل على معالجة التحديات الكبرى التي تواجهنا كمجتمع عالمي.
وكانت الجلسة النقاشية قد بدأت بمقدمة للتعريف بمركز "إكسون موبيل" للأبحاث في قطر، واستعراض مساهماته المستمرة في دعم رفاه سكان الدولة، والحفاظ على بيئتها والحياة البحرية فيها، حيث يعتبر المركز من أوائل المستأجرين الذين باشروا العمل في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في العام 2009 من خلال مركز للأبحاث والتطوير، إذ يشمل مكاتب ومعامل ومرافق للتدريب، وخلال خمس سنوات، استثمر المركز أكثر من 200 مليون ريال قطري في دعم مشاريع بحثية تتّسق مع ركائز الرؤية الوطنية 2030، والحلول القائمة على الطبيعة.
وتصب جهود وخبرات المركز ضمن ثلاثة مجالات بحثية متخصصة، هي الإدارة البيئية، وإدارة الموارد المائية، وعلوم الجيولوجيا، مع التركيز على تقييم وتنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة لدعم المبادرات القطرية في هذا المجال.
جدير بالذكر أن سلسلة "التقِ مع الخبير"، التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، تجمع صانعي السياسات والخبراء والباحثين والأكاديميين من مختلف القطاعات، لتشجيع تبادل المعرفة حول الموضوعات الاستراتيجية التي تغطي التكنولوجيا والابتكار، وتكنولوجيا التعليم، وتغير المناخ والاستدامة.